الجمعة 20 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

أوليفييه دوزون يكتب: اجتماع جوهانسبرج.. هل سيتم دعوة إيمانويل ماكرون لحضور قمة البريكس المقبلة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يطمح الرئيس إيمانويل ماكرون إلى أن يكون أول زعيم غربى يشارك فى قمة البريكس المقبلة (التى ستجمع بين البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) والمقرر عقدها فى جوهانسبرج فى الفترة من ٢٢ إلى ٢٤ أغسطس ٢٠٢٣.
ومن هذا المنطلق، كشفت صحيفة «لوبينيون» الفرنسية اليومية، التى نقلت عنها صحيفة إزفستيا الروسية اليومية، أن كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية قد أعلنت فى بريتوريا فى ٢٠ يونيو ٢٠٢٣ عن «وجود الاهتمام» من الرئيس ماكرون فى المشاركة فى قمة البريكس المقبلة وخلال تصريح لها فى ختام زيارتها الرسمية لأفريقيا الجنوبية، قالت كاترين كولونا: «لقد أخبرت السيدة نالدى باندوردى، وزيرة الخارجية، بأن الرئيس يرغب فى استمرار الحوار الذى بدأته فرنسا مع البريكس».
وكتب باسكال إيرولت في جريدة «أوبينيون» الفرنسية: «إن الرهان بالتأكيد يبدو جنونيًا نوعا ما وغير مسبوق - فهناك رئيس فرنسى يريد أن يكون حاضرًا فى منتدى يريد التنافس مع الحوكمة العالمية تحت القيادة الأمريكية».
لماذا قد يشارك رئيس فرنسى، عضو فى مجموعة السبع، فى قمة دول البريكس وهى تلك المجموعة من الدول التى تعمل بنشاط من أجل عالم متعدد الأقطاب؟.
بالنسبة لكولونا، «يبدو لنا أن الحوار إيجابى دائمًا حتى عندما لا نكون متفقين بنسبة ١٠٠٪ على كل شيء.. يتعين علينا التحدث لفهم بعضنا البعض وإيجاد الحلول.. ولماذا لا يستمر هذا الحوار، فى قمة دول البريكس أو فى شكل آخر». وأكدت كولونا أن «رئيس الجمهورية يمكن أن ينظر فى الأمر إذا تم توجيه الدعوة إليه».
قالت الوزيرة الجنوب إفريقية ناليدى باندور: «إذا كان الرئيس ماكرون سيشارك فى تلك القمة فسيكون ذلك إبتكارًا لنموذج المشاركة فى البريكس، ولكنه يمكن أيضا أن يعزز الثقل العالمى لهذا المنتدى».
وفى الوقت نفسه، قوبلت رغبة إيمانويل ماكرون بوابل من الانتقادات اللاذعة من جانب موسكو وقال نائب الوزير الروسي للشؤون الخارجية، سيرجى ريابكوف، لصحيفة «كوميرسانت» اليومية فى ٢٢ يونيو ٢٠٢٣: «من الواضح أن رؤساء الدول الذين يمارسون مثل هذه السياسة العدائية وغير المقبولة تجاهنا والمصممون للغاية على عزل روسيا دوليًا والالتزام بحلف شمال الأطلسى لإلحاق هزيمة استراتيجية بنا، لا مكان لأن يكونوا ضيوفًا فى منطقة البريكس».
من وجهة نظر موسكو، لا مكان لإيمانويل ماكرون فى قمة البريكس


بالفعل إنه غنى عن الذكر أن مضيف القمة هو من يختار الضيوف كما صرح المسئول.. هذا أيضًا ما قاله رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى خلال زيارته الرسمية لباريس فى ١٤ يوليو: «لكن يجب استشارة جميع الدول الأعضاء فى منطقة البريكس، ولم نخف موقفنا عن زملائنا فى جنوب إفريقيا».. من الواضح، من وجهة نظر موسكو، أن إيمانويل ماكرون ليس له مكان فى قمة البريكس.
كما تمت دعوة فلاديمير بوتين لحضور القمة فى جوهانسبرج ولكنه تم اتهامه منذ مارس من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جريمة حرب تتمثل فى «ترحيل» أطفال أوكرانيين منذ غزو أوكرانيا، وهى اتهامات ترفضها روسيا تمامًا؛ لكن بالنسبة لموسكو فقد «أعلنت روسيا أن أى اعتقال لرئيسها الحالى سيكون بمثابة إعلان حرب». أكد سيريل راموفوزا رئيس جنوب إفريقيا أن «المخاطرة بإشراك البلاد فى حرب مع روسيا لن يكون متسقًا مع دستورنا»، معتقدًا أن هذا من شأنه أن يتعارض مع واجبه فى حماية البلاد.
فى النهاية، أعلنت رئاسة جنوب أفريقيا بأن سيرجى لافروف وزير خارجية روسيا سيقوم بتمثيل بلاده خلال قمة البريكس، واضعةً بذلك حدًا لعدة أشهر من الغموض. وفى هذا السياق، يعتزم إيمانويل ماكرون حشد دول «الجنوب العالمي» «لمنعها من التحول كليًا إلى جانب روسيا»، فلديه نية راسخة فى إقناعها بالانخراط فى أشكال جديدة من التعاون والتوفيق بينها وبين الديمقراطيات الغربية.
ومن هذا المنظور، ألم ينظم قمة لاتفاقية مالية عالمية جديدة فى ٢٢ و٢٣ يونيو ٢٠٢٣ فى قصر بروننيارت فى باريس؟ وكان هدفها هو الظهور بمظهر المناضل الجديد لتعددية الأطراف الجديدة التى من شأنها أن تعيد تشكيل النظام الموروث من بريتون وودز مع ربطها بظهور قوى لدول الجنوب؛ فهل كان من هنا إصراره على أن يتم دعوته إلى البريكس القادم فى أغسطس المقبل؟
هل الإرادة المعلنة للرئيس الفرنسى متماسكة بما فيه الكفاية فى ضوء سياسة أطلسية حازمة؟ 
فى الواقع، «إن المشاعر المعادية للغرب منتشرة على نطاق واسع جدًا إذا أخذنا فى الاعتبار البريكس وأفريقيا، فيمكننا أن نرى كيف انتفضت أفريقيا ضدنا. كيف تسعى لضمان مغادرة فرنسا لأفريقيا.. هناك شعور نشط للغاية، نحن مخطئون إذا تحدثنا عن الحياد، وهذه القدرة على اللعب على تحفيز العالم هى العنصر الذى يكون بالتأكيد لصالح روسيا.. دعونا لا ننسى ذلك»، هذا ما يذكرنا به دومينيك دو فيلبان، وزير خارجية فرنسا السابق خلال استضافته فى الفقرة الصباحية على شاشة قناة «فرنسا الدولية» فى ٨ يونيو.
معلومات عن الكاتب: 
أوليفييه دوزون.. مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم»، و«ماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟» و«الهند تواجه مصيرها».. يتناول فى مقاله، رغبة الرئيس الفرنسى فى حضور قمة البريكس، رغم كونه ضمن مجموعة السبعة الكبار التى تتعارض فى أهدافها مع مجموعة السبع.