السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

رحلة عم عبد الله مع «مكواة الرجل».. صاحبة فضل علىّ ولا يمكن أن أتخلى عنها

عم عبد الله
عم عبد الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يستعر من مهنته ولم يرفض العمل بها علي الرغم أنها مهنة عفي عليه الزمن، وتحديا منه اعتبرها كنزه الذى ورثه عن أجداده وآبائه، مصمما على الاستمرار فيها برغم قدمها منذ الأزل، ولم يحاول أن يتطلع للتجديد منها والتطور فيها قانعا بأنها إرث تركه آباؤه وأجداده ولا يمكن أن يتنازل عنه لمجرد مواكبة تكنولوجيا العصر فضلا عن اعترافه بفضلها عليه وعلى أبنائه وأحفاده وإيمانا منه ببركة تلك المهنة وتقديرها فضلا عن احترامه لإرث الأجداد والآباء.
“عم عبد الله” فى حوار حصري يتحدث عن رحلته مع “مكواة الرجل” أقدم مهنة فى تاريخ العالم ولماذا لم يتخل عنها، ولماذا لم يطور فيها ولماذا توقف عن المواكبة لتكنولوجيا العصر برغم أن أولاده أقنعوه كثيرا.
يتحدث عن رحلته قائلا: “لقد بدأت رحلتى كموجى منذ قرابة خمسين سنة، وتحديدا منذ طفولتى وأنا فى سن التاسعة من العمر، إذ أن أبى كان صديقا لعم صبرى الذى كان يمتهن تلك المهنة وقد كان دوما يصطحبنى معه إلى المحل الذى يعمل فيه وكنت أحبه حبا شديدا لدرجة إنى كنت أترك المدرسة وأغيب لأتعلم أصول المهنة، ومع الوقت عشقتها وتعلمت أصولها وأثناء ذلك توفي أبي وكنت فى الصف الثالث الإعدادي، فتركت المدرسة والتعليم لكى أنفق على إخوتى وأمي، وعملت مع عم صبرى وتعلمت مع الوقت أصول المهنة حتى توفي عم صبرى، وأنا وقتها كنت فى الجيش وانتهيت من فترة الجيش”. 
يتابع: “انتهيت من فترة الجيش وكنت عندي ٢١ سنة، قررت أن أتفرغ للعمل ومع الوقت وسعت المحل وكبر حتى وصلت لمرحلة أن يكون أكبر محل مكواة رجل فى قنا”.
يواصل: “أنفقت على إخواتى وقد تزوجوا جميعا إذا كان جميعهم بنات وتوفيت أمى وتزوجت بعدها وأنجبت ٤ أولاد ومع الوقت أنفقت عليهم من تلك المهنة، فكانت الطبيبة والمهندس والمترجمة والمهندس أيضا وعنها تزوجوا وأنجبوا أحفادا لى وما زلت أعمل تلك المهنة”.
وأقول: “مع مرور الزمن اعترض من حولى ومنهم أبنائى على طريقتى التقليدية، وعدم مواكبتى لما هو جديد، وفى ذلك اقترح عليّ بعضهم وكان من بينهم أولادى وجيرانى أن أطور من عملى وأواكب العصر وأعمل بمكواة بخارية ولكنى رفضت وصممت على عملى بمكواة الرجل، قانعا بأن من فات بماضيه تاه، وعلى ذلك صممت على وجهة نظرى وعلى حفاظى على ذلك الإرث، حتى أصبحت أشهر مكوجى رجل فى قنا وفتحت محلا آخر وصار لى البصمة الأولى فى ذلك العمل”.