إذا أراد أحد من الأقباط الالتحاق بالرهبنة، وضعت الكنيسة قواعد مهمة لتنظيم الالتحاق بأحد الأديرة، ومنذ نشأة الرهبنة يجب أن يكون الشخص أعزب أى غير متزوج، لتوافر شرط البتولية.
تلك الحياة الصعبة التى يعيشها الرهبان جعلت الطالب أبانوب سمير وليم يجسد فى مشروع تخرجه حياة الرهبان
«البوابة نيوز» التقت بالطالب.. وإلى نص الحوار:
< فى البداية دعنا نتعرف عليك؟
- اسمى أبانوب سمير ولى.. أنا أحب الرسم والتلوين من صغرى وكنت أنبهر من الأيقونات أو أى لوحات أراها وأنا صغير، وكنت أحاول تعلم كيف أنفذ لوحات كبيرة مثلها، ودخلت ثانوية عامة وبعدها دخلت امتحان القدرات لكلية الفنون الجميلة، وبعد نجاحى فى القدرات كنت سعيدا جدا لأنى حققت الحلم الذى حلمت به، وهو أن أصبح فنانا، وما زلت أحاول الوصول لحلمى الكبير وهو أن أصبح فنانا كبيرا ولى أعمال خاصة فى أماكن كبيرة من كنائس أو أديرة.
< هل كنت تتردد على زيارة الأديرة؟
- «طبعا.. أنا كنت بروح زيارات للأديرة كل فترة وكنت بحب المكان هناك جدا وطبعا مبهور بالحياة دى، فحبيت أعمل حاجة تعبر عن الحياة دى، فاختارت الأساسيات بتاعت الحياة دى وهى الصلاة والتسبيح وعمل اليدين».
«أنا شوفت هناك حاجات كتير واتفرجت على صور كتير جدا.. فى الأخر حبيت أخلق مشهدين بيعبروا عن ده، عملت أول لوحة عن وقت التسبحة فى الدير واللى بتكون قبل الفجر تقريبا، حبيت أصورهم فى جو من الانسجام فى لحن معين بيتقال فى التسبحة، فى لحظة كلهم مندمجين جدا ومركزين جدا.. وحبيت أعملهم جنب بعض كده كنوع من الترابط كأنه شخص واحد هو اللى واقف يسبح واللوحة التانية طبعا اخترت حاجة بتعبر عن عمل اليدين وهى ضفر الخوص، وطبعا ده مش موجود دلوقتى، لكن ده كان من ضمن عمل الرهبان من القرن الرابع الميلادى، وده من ضمن الأعمال اللى كانوا بيبيعوها لكسب المال».
«لازم الراهب يعمل مينفعش يبقى قاعد كده بلا عمل، لأن من لا يعمل لا يأكل، وفيها برضه من بساطة حياة الرهبنة والتواضع اللى فيها.. وفيها راهب كبير وراهب صغير لكن الاتنين بيشتغلوا من غير تفريق ولكن دايما كل واحد بيبقى جواه تواضع واحترام للآخر..
فأنا حبيت أوصل صورة بسيطة عن حياة الرهبنة بملامح منها فى صورة بسيطة على قد ما قدرت».
< كيف استطعت تجسيد قساوة حياة الرهبان؟
- «طبعا من وأنا صغير بسمع عن حياة الرهبنة والحياة فى الأديرة بتبقى عاملة إزاى، لكن لما كبرت شوية وابتديت أفهم أكتر وتأثرت جدا طبعا بقصة الأنبا أنطونيوس أبو الرهبان الراهب الأول فى العالم ومؤسس طريق الرهبنة، وروحت ديره الموجود فى البحر الأحمر وابتديت أعرف أكتر عن الحياة دى اللى كونها الأنبا أنطونيوس من القرن الرابع تقريبا ولسه مكملة لغاية دلوقتى بمنهجها ده، وإزاى الناس دول عايشين كده، تركوا كل شيء علشان الحياة مع الله، اللى ترك وظيفة عالية واللى ترك أموال كتير جدا واللى حب يعيش عمره كله لربنا وبس، فى حياة هادية فيها صلاة وتأمل بعيد عن دوشة العالم وكل المشاكل اللى فيه، لأن مفيش أغلى من أن الإنسان يقدم عمره كله بس علشان يعيش لربنا وبس».
«ابتديت أزور دير الأنبا أنطونيوس كتير جدا وهو أكتر مكان مريح بالنسبالى، واتكررت زيارتى ليه ولبعض أديرة تانية، مثل وادى النطرون، فدايما كانت الفكرة فى دماغى إنى نفسى أعمل حاجة عن الحياة دى نفسى أوضح جمال الحياة دى، طبعا كان نفسى أعمل حاجة أكبر من كده بكتير لكن إن شاء الله فى المستقبل.. عملت حاجة بسيطة بس تعبر عن مدى حبى للرهبنة.. وأتمنى إنى أعمل حاجات أكتر بكتير».
< هل تعلم شروط الرهبنة؟
- يجب أن يكون طالب الرهبنة مسيحيا أرثوذكسيا، وأن يكون له أب اعتراف ومنتظم فى ممارسة الأسرار الكنسية ووسائط النعمة «الصلاة والكتاب المقدس» بشهادة رسمية من أب اعترافه وأن يتردد طالب الرهبنة على الدير ليتعرف على الرهبان ويتعرفون عليه لمدة لا تقل عن عام، وتحت إشراف مشرف الدير للمتقدمين وطالبى الرهبنة أو المسئول عن بيت الخلوة.
أيضا ألا تزيد سن المتردد على 30 سنة ولا تقل عن 23، وأن لا يقل مؤهله عن التعليم الجامعى ويلتحق الشاب بالدير كطالب رهبنة ويكون تحت الاختبار والإرشاد الروحى من الأب مشرف شئون طلاب الرهبنة.
كما يفتح لطالب الرهبنة ملف يحتوى على نموذج طلب الرهبنة وتزكية واضحة حديثة من أب الاعتراف وتشمل الحالة الاجتماعية من جهة الخطبة أو الزواج، والأوراق الرسمية، ومنها صورة بطاقة رقم قومى وشهادة ميلاد وشهادة تخرج، وإجازة من العمل أو خلو طرف، وصحيفة الحالة الجنائية، والموقف من الخدمة العسكرية، والتقرير الطبى من الجهة المتعاقد معها الدير للتأكد من الخلو من الأمراض المزمنة والمعدية التى تعوقه عن الحياة الرهبانية، وتقرير الحالة النفسية من الطبيب النفسى المتعاقد معه الدير.