في مثل هذا اليوم ١١ يوليو من عام ١٨٨٢م، قصف الأسطول الإنجليزي مدينة الإسكندرية.
وحتى نبدأ بسرد أحداث قصف الإسكندرية عام ١٨٨٢م ، يجدر بِنَا أن نشير إلى ثورة عرابي التي شكلت الوجدان القومي للمصريين و كتبت بحروف من نور في تاريخ مصر الحديث .
اضطر الخديوي توفيق لإبقاء أحمد عرابي باشا "ناظراً للجهادية" بعد الضغط الشعبي الذي مارسه الشعب المصري آنذاك و تكليفه بحفظ الأمن في البلاد، غير أن الأمور في البلاد ازدادت سوءًا بعد حدوث مذبحة الإسكندرية في “24 رجب 1299 هـ = يونيو 1882م”.
وكان سببها قيام مكاري “مرافق لحمار نقل” من مالطة من رعايا بريطانيا بقتل أحد المصريين فاستغلت إنجلترا الفرصة، فشب نزاع تطور إلى قتال سقط خلاله العشرات من الطرفين قتلى وجرحى.
و لما أحست أنجلترا بالخطر من تطور الأحداث في غير صالحها ، دعت إلى مؤتمر الأستانه للنظر في الشأن المصري ، و أعلن المؤتمر أنه لا توجد ضرورة للتدخل في شئون مصر إلا أن المندوب البريطاني أضاف إلى المذكرة جملة "الا للضرورة القصوى"!.
وعقب ذلك أعلنت إنجلترا تشككها في قدرة الحكومة الجديدة على حفظ الأمن، وبدأت في اختلاق الأسباب للتحرش بالحكومة المصرية وإيجاد الذريعة لغزو مصر، فانتهزت فرصة تجديد قلاع الإسكندرية وتقوية استحكاماتها، وإمدادها بالرجال والسلاح، وأرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذارًا في “24 شعبان 1299 هـ = 10 يوليو 1882 م” بوقف عمليات التحصين والتجديد، وإنزال المدافع الموجودة بها خلال 24 ساعة وإلا فسيتم ضرب الإسكندرية بالمدافع.
ولما رفضت الحكومة المصرية هذه التهديدات، قام الأسطول الإنجليزي في اليوم التالي بضرب الإسكندرية وتدمير قلاعها وتدمير أجزاء من أحياء الإسكندرية واضطر الكثير من الأهالى للهروب من المدينة، وواصل الأسطول القصف في اليوم التالي، فاضطرت المدينة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء بعد تدمير أغلب المدينة، واضطر أحمد عرابي إلى التحرك بقواته إلى كفر الدوار، وإعادة تنظيم جيشه.