هناك مصطلح لا يعرف عنه الكثير من الناس وهو “الذاكرة الوراثية” حيث يعرف على أنها تلك الذاكرة التي تكون منغرسة في الإنسان فطريًا منذ الولادة، أي أنها الفطرة التي توجد تلقائيًا من غير أي تجربة مسبقة، حيث أنها تأتي من تجارب الأجيال السابقة وبمعنى آخر هي تلك الذاكرة التي تنتقل جينيًا إلى الأجيال من تجارب وحوادث معينة عاشتها الأجيال أو الأسلاف السابقة.
ويمكن اعتبار اللغة كجزء صغير من الذاكرة الوراثية، حيث أن الإنسان يتفرد بمقدرته على تعلم اللغة فطريًا منذ الولادة كما أن بعض الغرائز تعتبر جزئيًا أحد أنواع الذاكرة الوراثية، كغريزة الرضاعة عند الأطفال ومن ضمن حالات الذاكرة الوراثية حالة الطفل “ليزلي ليمكي” أحد المبدعين في عالم الموسيقى، لكنه ليس كغيره من الموسيقيين فهو لم يتلق أي درس في الموسيقى طيلة حياته، إذ ظهرت عبقريته الموسيقية في طفولته بشكل عفوي في سن باكرة لا يمكن فيها تعلم الموسيقى حتى.
و"ألونزو كليمونس"، الذي لم يتلق أي درس في الفنون في حياته، لكنه بدأ بالنحت بعد تعرضه لإصابة في رأسه خلال طفولته وأصبح نحاتًا مشهورًا قادرًا على نحت تمثال لأي حيوان في غضون ساعة أو أقل وكل هذا بسبب الذاكرة الوراثية التي تعد مجموعة من القدرات والمعارف المعقدة والموروثة إلى جانب العديد من السمات الجسدية والسلوكية الأخرى، كما تعرف على أنها ذاكرة موجودة عند الولادة مع غياب الخبرة الحسية بها، فهي مندمجة ضمن المادة الوراثية على مدى فترة طويلة من الزمن.