الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"فاينانشال تايمز": زيارة بلينكن لبكين خطوة لإصلاح العلاقات بين أمريكا والصين

وزير الخارجية الأمريكي
وزير الخارجية الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة للصين، وهي الأولى التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي إلى بكين منذ عام 2018، مثلت لحظة مهمة لأكثر العلاقات الثنائية مصيرية في العالم. ولكن على الرغم من أن محادثاته أسفرت عن مزاعم بتحقيق "تقدم" في العلاقات المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن الأحداث التي تلت ذلك تؤكد أن التنافس بين الدولتين لا يزال دون رادع.

كانت زيارة بلينكن لبكين إيجابية إلى حد ما. وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينج، أن الجانبين "أحرزا تقدما وتوصلا إلى اتفاق بشأن بعض القضايا المحددة". وكان اجتماع بلينكن الذي استمر خمس ساعات ونصف مع نظيره الصيني تشين جانج، إيجابيا، حيث قال تشين إن بكين ملتزمة بعلاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها مع واشنطن. وشدد بلينكن على أهمية "الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة".

وعكست مثل هذه التصريحات الرغبة في استقرار العلاقة بعد أن أسقطت الولايات المتحدة منطاد صيني تحت مزاعم بالتجسس والذي حلق فوق المجال الجوي الأمريكي في فبراير الماضي. وتضمنت الجهود الدبلوماسية الأمريكية زيارة سرية للصين في مايو الماضي من قبل مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز.

لكن زيارة بلينكن، تشير إلى أن الشك المتبادل لا يزال موجود. وردت الصين بغضب بعد أن وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، نظيره الصيني بأنه "ديكتاتور"، بعد وقت قصير من مغادرة بلينكن بكين. 

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن كلمات بايدن كانت "سخيفة للغاية وغير مسؤولة". 

من جانبه، أثار بلينكن مخاوف حتى قبل مغادرة بكين بشأن مزاعم بوجود منشآت تجسس إلكترونية صينية في كوبا.

وتشير هذه الإشارات إلى الصعوبات الشديدة في إدارة العلاقة التي أفسدتها المنافسة الاستراتيجية على تايوان، والتي تعتبرها الصين جزء من أراضيها، والحرب الروسية الأوكرانية، حيث تدعم بكين "شريكها الاستراتيجي" روسيا، مما يضعها علي الجانب المعاكس للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو). 

وتساءلت الصحيفة عن كيف يمكن للصين والولايات المتحدة منع تدهور علاقتهما بطريقة قد تخاطر بصراع مروع بين القوتين العظميين.

وأوضحت أن كلا الجانبين يجب أن يتحلا بالصدق والشفافية، وحيثما أمكن، تحقيق مكاسب حتي إذا كانت صغيرة من أجل تحسين العلاقات. وفي المقام الأول، يجب أن تكون واشنطن وبكين واضحتين في أن هدفهما الرئيسي الآن هو منع العلاقة السيئة من أن تصبح كارثية، بمعني تجنب الحرب.

وإذا كان هناك جانب إيجابي لغياب الثقة الثنائية، فهو أن كل من الولايات المتحدة والصين لديهما فرصة لإدراك مدى خطورة التنافس بينهما. وتتمثل المهمة الرئيسية في هذا الصدد في قيام الجانبين بالإبلاغ بوضوح عن خطوطهما الحمراء الاستراتيجية والعسكرية.

 

في المجال الاقتصادي، يجب أن تكون الولايات المتحدة أكثر وضوحا بشأن استراتيجيتها "لتقليل المخاطر" تجاه الصين، حيث تعمل إدارة بايدن علي فرض قيود علي الصين في مجال التجارة والاستثمار والتكنولوجيا. وتكمن الصعوبة في أن العديد من التقنيات لها استخدامات مدنية وعسكرية، وترى بكين أن هذه الجهود تهدف ببساطة إلى كبح تنميتها.

وأشارت الصحيفة إلي ان البيت الأبيض يجب أن ينشر قائمة واضحة وشاملة من التقنيات التي يريد تقييد وصول الصين إليها. ومن المرجح أن تندد بكين بمثل هذه القائمة، لكن إزالة الغموض ستسمح لكلا الجانبين بمرور الوقت بإعادة التكيف.

ولا ينبغي للصين والولايات المتحدة أن تغفلا فعالية "المكاسب الصغيرة". على سبيل المثال، لا يوجد سبب إنساني يدعو الصين إلى مقاومة المساعدة في تقييد الاتجار بالفنتانيل وتهريبه إلى الولايات المتحدة، حيث تعتبر جرعات الفنتانيل الزائدة سببا رئيسيا للوفاة المفاجئة.

وربما لم تسفر زيارة بلينكن عن الكثير في حد ذاتها. لكنها يجب أن تكون نقطة انطلاق لجهود متجددة من قبل واشنطن وبكين لتحقيق الاستقرار في العلاقة التي تتفكك بشكل خطير.