تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 15 بوؤنة الموافق 22 يونيو بتذكار تكريس كنيسة مارمينا العجايبي بمريوط، والتي عرفت في كتب التاريخ بـ”منطقة بو مينا “، ولقد اعتبرتها اليونسكو ضمن مناطق التراث الحضاري العالمي؛ فبعد اكتشاف القبر وظهور العديد من قصص المعجزات منه، ألح أهالي مدينة الإسكندرية علي البابا أثناسيوس الرسولي سرعة بناء كنيسة على اسم الشهيد، وبالفعل تم بناء الكنيسة ( 363- 364 )، وكانت كنيسة في غاية الجمال والفخامة.
ويقول الكتاب التاريخي الكنسي “السنكسار” حول هذا الحدث قائلاً: في مثل هذا اليوم تذكار ظهور جسد القديس ما رمينا وتكريس كنيسته بمريوط وذلك أنه لما كان جسد هذا القديس مخفي وأراد الرب إظهاره حدث أنه كان في تلك الجهة راعي غنم وفي أحد الأيام غطس خروف أجرب من خرافه في بركة ماء كانت بجانب المكان الذي به جسد القديس ثم خرج من الماء وتمرغ في تراب ذلك المكان فبريء في الحال فلما عاين الراعي هذه الأعجوبة بهت وصار يأخذ تراب ذلك المكان ويسكب عليه من ماء هذه البركة ويلطخ به كل خروف أجرب أو به عاهة فيبرأ في الحال وشاع هذا الأمر في كل الأقاليم حتى سمع به ملك القسطنطينية وكان له ابنة وحيدة مصابة بالبرص فأرسلها أبوها إلى هناك واستعلمت من الراعي عن كيفية التخلص من مرضها فعرفها فأخذت من التراب وبللته بالماء وتوارت ثم لطخت جسمها ونامت تلك الليلة في ذلك المكان.
فرأت في الحلم القديس مينا وهو يقول لها " قومي باكرا واحفري في هذا المكان فتجدي جسدي " واستيقظت من نومها فوجدت نفسها قد شفيت ولما حفرت في المكان وجدت الجسد المقدس فأرسلت إلى والدها وأعلمته بهذا الأمر ففرح كثيرا وشكر الله ومجد اسمه . وأرسل المال والرجال وبني في ذلك الموضع كنيسة كرست في مثل هذا اليوم .
ولما تملك أركاديوس وأنوريوس أمرا أن تبني هناك مدينة سميت مريوط وكانت الجماهير تتقاطر إلى تلك الكنيسة يستشفعون بالقديس الطوباوي مار مينا وقد شرفه الله بعمل الآيات والعجائب التي كانت تظهر من جسده الطاهر حتى احتل المسلمون المدينة وهدمت الكنيسة .
أما تاريخ حياة هذا القديس فهو مذكور تحت اليوم الخامس عشر من شهر هاتور.