الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

باقة ورد فى احتفالية الوفاء والتكريم.. ليلة فى حب صاحب الكلمة الأديب الموسوعي مصطفى بيومى.. عبدالرحيم على: كأنني أمسك بالقلم للمرة الأولى وأنا أكتب عن مصطفى بيومى

تكريم الكاتب مصطفى
تكريم الكاتب مصطفى بيومي بالبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رسائل المبحة من المنيا للقاهرة لا تنتهي

داليا عبدالرحيم: باقة ورد لا تكفي ولا تستطيع أن تعبر عن مدى محبتنا للأستاذ مصطفى بيومي

يسرى عبد الله: يجب تجزئة مخزون الأعمال الأدبية لمصطفى بيومي لاسيما بمنجزه الأدبى حول نجيب محفوظ

عادل الضوى: نحن جميعًا متورطون فى حب هذا الرجل «مصطفى بيومى».. وتجمعنى به عشرات السنوات من المحبة والصداقة.. كتبه تجاوزت الستين كتابا

محمود حامد: مصطفى بيومى كاتب موسوعى بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ

على مدار ساعتين احتفت «البوابة نيوز» بالأديب الكبير والناقد الأدبي الموسوعي الكاتب مصطفى بيومي، فى أمسية مساء السبت الماضى تحت رعاية الكاتب الصحفي عبدالرحيم على، رئيس مجلسى إدارة وتحرير مؤسسة البوابة، وبحضور الكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم رئيس التحرير، والكاتب الصحفي محمود حامد، والكاتب الصحفي عادل الضوي، والكاتب الصحفي إسلام عفيفي،  وعدد كبير من الأدباء ومحبي الكاتب الموسوعي مصطفى بيومي وبحضور أسرته وأحفاده.

وقدمت الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم،  باقة من الورود للأديب مصطفى بيومي، وقالت: "إنه فخر كبير جدًا أن نحتفي في هذا اليوم بالأستاذ والكاتب الكبير مصطفى بيومي وأن هذا الاحتفاء لا يعطيه جزءا من حقه الذي أسهم به في حياتنا". وسلمته درع البوابة تكريماً واحتفاء وتقديراً لمسيرة طويلة من الإبداع والتميز.

كما قدمت الشكر للحضور على هذا الاحتفاء والدعم؛ مؤكدة : "أن ما يحدث خلال الاحتفاء هو نقطة في بحر مما تحمله قلوبنا من محبة له، وهذا التكريم هو تعبير رمزي عن قيمته الإنسانية والفكرية، وأن هناك أسماء تضيف للجوائز قيمة، وأن حضرتك من الأسماء التي تعطي قيمة للجوائز، وبالتالي قيمة حضرتك الإنسانية والفكرية أكبر من كل الجوائز".

بدأ اللقاء بكلمة عادل الضوي، قائلاً: إن تكريم الكاتب الصحفى والناقد الكبير مصطفى بيومي، يأتي ضمن سلسلة الندوات والتكريمات التي تقيمها مؤسسة "البوابة" للعديد من أعلام الفكر والأدب، إضافة إلى سلسلة الأعداد الخاصة التي تنشرها المؤسسة.

وأضاف "الضوي"، أن هذه الأمسية تأتي من باب المحبة قبل أن تكون من باب الواجب. إضافة، بالطبع، إلى قيمة مصطفى بيومي التي تستحق التكريم والاحترام، ونحن جميعًا متورطون في حب هذا الرجل «مصطفى بيومي».. وتجمعني به عشرات السنوات من المحبة والصداقة، والعلاقات الإنسانية الراقية».

وتساءل "الضوي"ً: «هل نحن نكرمه اليوم على اعتبار تلك العلاقات التي تجمعنا به؟، لا.. بل إننا نكرم الأديب مصطفى بيومي لقيمته الأدبية والثقافية، ولأن مصطفى بيومي قيمة فكرية وثقافية في عقل ووجدان هذه الأمة، ويستحق التقدير والاحترام، ربما في هذا الزمن المختل فالكثيرين ممن يستحقون التكريم في هذا الوطن  قد غفل عنهم الزمن، ولا تسلط عليهم الأضواء، ونحن نسعى لأن نصحح هذا الوضع المختل، ونقول إن في هذا المجتمع، وهذا الوسط، رموز تستحق أن نقول لها شكرًا على ما قدمته.

وتابع "الضوي": «إن عنوان هذه الأمسية: «مصطفى بيومي.. رحلة عطاء ممتد»، ذلك أن إصداراته الإبداعية والنقدية تجاوزت الـ «الستين إصدارا»، فرحلته الإبداعية تجاوزت الإصدارات، بل ورسخت في وجدان تلاميذه ومحبيه، ويأتي هذا التكريم من جانبين؛ المحبة وتقدير القيمة الكبيرة لهذا الرجل الموجود بيننا. فضلا عن حرص الكاتب الصحفى عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "البوابة" على إقامته، حتى مع وجوده خارج البلاد. لكنه كتب في حقه كلمة دعانا إلى قراءتها خلال الاحتفال.

وألقى الكاتب الصحفي محمود حامد، كلمة الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، لافتًا إلى الأعداد الخاصة التي تقوم جريدة البوابة بنشرها في الفترات الأخيرة، والتي لولا وجود الكاتب الموسوعي مصطفى بيومي واستشاراته المستنيرة طوال الوقت، لما خرجت تلك الأعداد بالشكل الذى يطالعه القارىء، فهو دائم الاطلاع على ما ينشر من أعداد، مؤكدًا أن "بيومي" كاتب موسوعي بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فهو في مجال الثقافة يتكلم، وفي السياسة وفي الاجتماع وفي البحث العلمي وفى الفن وفى مجالات عديدة، فلا يوجد أي من مجالات العلوم الإنسانية إلا وتجد كاتبنا الموسوعي مصطفى بيومي له باعٌ فيه، ورأي سديد، ووجهة نظر.

رفيق الرحلة

ثم نقل الكاتب الصحفي محمود حامد، كلمة الكاتب الصحفي عبدالرحيم على، عن صديق رحلته الكاتب مصطفى بيومي، والتي قال فيها: «رسالة إلى الرفيق لطفي، تملكتني حيرة شديدة وأنا أحاول أن أكتب رسالة إلى مصطفى بيومي، وكأنني أمسك القلم للمرة الأولى في حياتي، فقد بدى لي الأمر وكأنني لا أعرفه، لكن سرعان ما تبدل ذلك الإحساس وتزاحمت الذكريات أمام عيني، كل واحده منها لها قصة تستحق أن تروى».

وتابع عبدالرحيم علي؛ مستعيدًا ذكريات مدينة المنيا الجميلة، والظروف التي جمعت بينه وبين الكاتب والأديب مصطفى بيومي، والذي كان مسئولاً عن التثقيف بالمجموعة، والذي استفاد منه كثيرًا حينما أمسك بالنسخة الأولى من ديوانه الأول في منتصف عام 1987؛ مسترجعًا تلك الذكريات التي جمعتهم سويًّا منذ عام 1985 في قصر ثقافة المنيا، وذلك بعدما أشاد بديوانه الأول، وحينما قام بشكره على ما كتبه حول عمله الأدبي قال مصطفى بيومي كلمته المعهودة «أنا لم أكتب إلا ما اقتنعت به، وما كتبته عنك لم أجمالك». وتنشر “البوابة” الكلمة كاملةً فى صدر الصفحة الأولى من هذا العدد.

مصطفى بيومى والعمل الدؤوب

من جانبه؛ قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي، إنه لم يتردد في المشاركة والحديث عن الكاتب الصحفى والناقد الكبير مصطفى بيومي، والذي لم يلتقِه أبدًا قبل هذه الأمسية.

وأضاف "عبدالله": إن الاحتفاء بمصطفى بيومي هو احتفاء بالعمل الدؤوب، ومعه عدد من القيم الإنسانية الرفيعة التي يمثلها هذا الرجل، وأن الاحتفاء بمصطفى بيومي هو الاحتفاء في واقع الأمر بمجموعة من القيم، وأن أغلب تلك القيم-في ظني- هي فكرة الدأب وقيمه العمل، والعمل هنا بوصفه معنى إنسانيًّا وموضوعيًّا نبيلاً، لاسيما ونحن نقرأ المنجز الفكري لمصطفى بيومي في العام 2023، بتكويناته المختلفة، فنجد أن المنجز الذي صنعة الأستاذ مصطفى ليس فكرة واحدة".

إنتاج إبداعي متنوع

وتابع «عبدالله»: بأنه لا يجب أن نختزل ما قدمه مصطفى بيومي باعتباره مختصًا في أعمال نجيب محفوظ فقط، ربما يكون هذا جوهر ما صنعه، لكن هذا سيظل تصورًا مبتورًا عن  تنويعات المشروع الفكري له، فهو مشروع فكري وجمالي ممتد في فجر الأمة المصرية والعربية، هذا المشروع  له جوانب إبداعية من الشعر والراوية والنصوص السردية.

واستطرد قائلا: وله ظلال نقدية تتصل بجملة من رصد المشاريع الجمالية والموضوعاتيه التي تتصل ببعض القضايا، مثل: الفلاح والسلطة في أدب يوسف القعيد، كما سنجد أن مصطفى بيومي يستحضر داخل هذا المشروع عبر مجموعة من الكتب التي قدمت ضمن سلسلة، وهو ما يدعو للتساؤل: لماذا توقفت تلك السلسلة، والتي استحضر من خلالها مجموعة من الرموز الفنية، مثل كتاب مجد ودموع، والذي– على الرغم من صغر حجمة- إلا أنه كتاب شديد الجمال. 

ولفت الدكتور يسري عبدالله، إلى أن الملمح الأول الذي يمكننا أن نتوقف أمامه في مشروع مصطفى بيومي الأدبي هو ما يمكن أن نصنفه بالتنوع في الخطاب، فقد اتخذ العديد من الاتجاهات في نقده شديد الدقة لأدب نجيب محفوظ، مثلما كتب عن الموظفين في عالم نجيب محفوظ. 

وأشار عبدالله إلى أن بيومي يقدم خطابا نقديا أدبيا شديد الجمال والتميز، ربط بين العديد من الجوانب الحياتية في العصور التي كتب عنها محفوظ، وبين حيوات شخصياته، كما أوضح في حديثه عن بطل رواية "خان الخليلي".

مصطفى بيومى والبنية الإبداعية

وأكد عبدالله أن مشروع مصطفى بيومي النقدي هو مشروع ممتد، التقت خلاله زوايا متعددة، هذا المشروع الذي لمعت مظاهرة منذ عام 1980 من خلال رسالته للماجستير، والتي كانت عن الكتابات الصحفية ليحيى حقي ورصد ما يسمى بالتغير الاجتماعي في المجتمع، فهو يحمل في نقده ما يمكن تسميته بـ «البنية الإبداعية»، كما أنه تبنى قضية التغير الاجتماعي في الكتابات الصحفية وهو ما يتبناه في مشروعه الفكري والأدبي.

وأيضًا تميز مصطفي بيومي في مشروعه النقدية باختياراته الفنية المتمايزة عن غيرها مثل الفلاح والسلطة عند يوسف القعيد، وخاصة وأن تيمة الفلاح هي تيمة مركزية في أدب يوسف القعيد، أو ما يمكن أن نسميه البنية المهيمنة، فنحن أمام مبدع له اختيارته المتفرده في مشروعه النقدي، كما أنه كتب عن يوسف الشاروني والذي تمثل في كتاب دراسات في أدب يوسف الشاروني، وأيضًا كتاباته عن نجيب محفوظ والتي تجسدت في كتاب "المسكوت عنه في أدب نجيب محفوظ"، وكتاباته عن أبو المعاطي أبوالنجا، وكتابه المتفرد حول علاقة الثقافة بكرة القدم.

وقدم الدكتور يسرى عبدالله العديد من مميزات وتفرد الأديب مصطفى بيومي، وأنه صاحب مشروع حقيقي، وهو واحد من هؤلاء الذين نحبهم ونقدر مشوارهم وأعمالهم.

شهادات من المنيا للقاهرة

وتضمن الاحتفاء مجموعة من الشهادات من محبي وتلاميذ الكاتب مصطفى بيومي ومنهم الكاتب روبير الفارس، والكاتب والباحث حسام الحداد، والكاتب إسلام عفيفي، وقرأ الكاتب عادل الضوي مجموعة من الرسائل والشهادات التي أرسلها زملاء ومحبو وتلاميذ الكاتب الكبير مصطفى بيومي، والذين منعتهم ظروف امتحانات الجامعات عن الحضور. 

فيما تحدث الكاتب الصحفي إسلام عفيفي عن الأديب مصطفى بيومي قائلاً: "إن حضورنا اليوم هو من أجل محبة أستاذ مصطفى بيومي الممتدة، فهو الأخ الأكبر والصديق وكل ما يقوله لنا سمك القلب والفكر حتى في كلماته وجملة البسيطة، فتحب أن تسمع له حديثه عن الكرة وحتى حديثه عن أم كلثوم، من نجيب محفوظ، وحديثه عن السياسة، من الشارع إلى الحارة الشعبية، فيحمل الجمال والرقي في أفكاره، فتعلمت منه الكثير سواء على المستوى الإنسانى أو الفكري".

وطالب الكاتب روبير الفارس بضرورة تكريم الكاتب والأديب مصطفى بيومي من قبل الدولة، متسائلاً: أين مصطفى بيومي من جوائز الدولة، ولماذا لم تقم أي جهة من جهات الترشيح بترشيحه حتى الآن؟ 

أبى مصطفى بيومى

فيما تحدث أحمد مصطفى نجل الكاتب والأديب مصطفى بيومي، والذي بدأ كلمته قائلاً: "اعرف والدي منذ عام 1985، ومن الصعب أن أتحدث عن والدي، وأنه يستطرق لبعض المحطات المهمة في حياته والتي تعبر عن أثر مصطفى بيومي الأديب والأب والمثقف في حياته، ومن أوائل الذكريات التي أحملها معي منذ أن كنت صغيرًا وكان عمري وقتها حوالي من ثلاث إلى أربع سنوات، أتذكر والدي وهو يغني لي أغنية يمامة بيضا، وهي من الأغاني التي يحبها جدا، وكانت كلمات تلك الأغنية شكلت جزءًا كبيرًا من وعي وأنا طفل صغير، حيث تشكلت لدي ما يمكن أن نسميه بجيولوجيا النص، وهذا ما تعلمته فيما بعد، إذ كانت تحرك بداخلي الخيال، ففي كل مرة كنت أفهم العالم بشكل مغاير، وأكثر ما أتذكر هي صورة عيد ميلادي وأنا صغير، وكان أبي ينظر إلى وهي نفس الصورة التي أحتفى بها في كل عام بعيد ميلادي، والتي أصبحت فيما بعد صورة غلاف كتابه نبش نبش في الذاكرة، فهذه الصورة من الصور التي أحبها جدًا".

وتابع: اكتشفت أنني منذ صغري وأنا أحب الكتابة، وأن هذا جزء أيضًا معلق بالجينات فلدي بعض أبنائي متعلقون بالكتابة أيضًا ويحبون القراءة، وتعلمت من بابا الكثير، فهو من محبي السينما، ومن أكبر المعجبين بالممثلة العالمية ساندرا بولوك، وأن الحديث عن والدي أمر صعب جدًا، ومكتبة أبي الزاخرة بالكتب كانت المصدر الأساس للولوج إلى عالم هؤلاء الكتاب، فقد قرات اعمال تشارلز ديكينز منذ أن كنت صغيرًا واحسان عبد القدوس، وتشيكوف، وقد نشأت في بيت ملئ وعمران بشرائط الكاسيت والفيديو، وأتذكر أننا كنا من أول المنازل التي أدخلت الفيديو، وكانت الجرائد أمر أساسي كل يوم".

واستطرد نجله يقول: علاقتي بأبي معقدة جدا، فأنا أحب الكتابة ولكنني أخاف جدا منها، صعب اكتب وأنا أبويا مصطفى بيومي، وتجمعني معه الكثير من القواسم المشتركة فالأفلام التي يحبها أنا أحبها حتى الأغاني والقراءات وهو ما ينتقل إلى الجيل الجديد.

واختتم اللقاء بكلمة للأديب مصطفى بيومي والذي عبر عن امتنانه بهذا الاحتفاء النابع من القلب، ومن المحبة الصادقة من قبل جميع الحاضرين مقدمًا الشكر للجميع.