السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في رحاب الحسين.. حكاية أبو العلا ونجله مع إطعام الفقراء منذ ثلاثين عامًا

أبو العلا ونجله
أبو العلا ونجله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

داخل أحد المنازل القديمة بإحدي الأزقة العتيقة على مقربة من المشهد الحسيني بمنطقة وسط البلد، تفوح رائحة الطعام طوال اليوم، وأمام المنزل يتجمع عشرات المارة وعابري السبيل وقاصدي الزيارة لمقام سيد الشهداء؛ في انتظار الوجبة المجانية الدسمة التي توزع يوميا ثلاث مرات، فهذا المشهد صار عادة طبيعية اعتاد عليها " أبو العلا " ونجله الصغير سالم منذ أكثر من ثلاثين عامًا وحتى الآن.


قبل سنواتٍ طويلة وضع الجد الأكبر حجر الأساس الذي صارت عليه العائلة من بعد، وكأنها تجارة ممتدة مع الله بدأت في ميدان الحسين بفول نابت وعدس ووجبة واحدة في اليوم، وحتى وصلت لثلاث وجبات من بينها اللحوم والخضروات، وعدد أفراد يتجاوز ٤٠٠ شخص يوميا، يتناولون طعام الخير الذي شاركت فيه الأيادي الطاهرة التي طلقت الدنيا وصارت وراء كسب الآخرة.


" عادة اتعودنا عليها من صغرنا".. كلمات بدأ بها الشاب سالم أبو العلا الذي يبلغ من العمر ٢٣ ربيعا، والذي يعمل مدربا للسباحة، حيث يحرص على التنسيق ما بين عمله ودراسته ومشاركته في هذا العمل الخيري يوميًا، الأمر الذي يرهقه كثيرًا ولكنه يداوي هذا الإرهاق بالعمل في إعداد الطعام الذي يخرج لوجه الله على حد وصفه. 


يقول سالم إن والده يحرص على إعداد هذه الوجبات وتوزيعها يوميا منذ سنوات طويلة، وذلك حبا في الحسين ابن علي وزواره الذين يأتون من كل مكان، فمن الأمور الهامة هي الا يقوم أي شخص بطهي هذا الطعام إلا الشاب العشريني أو والده، وذلك لضمان جودتها قبل تقديمها للرواد والزوار.


وأضاف سالم إنهم يعدون يوميا ثلاث وجبات " فطار وغداء وعشاء"، يكون الفطار عبارة عن جنبة وفول وعيش، والغداء أرز وخضار ولحوم وسلطات، والعشاء جبنه وعيش وسلطات، إذا إن هذه الوجبات الكثيرة لا يقوم بتمويلها الرجل الخمسيني فقط برفقة نجله، ولكن هناك العديد من الأثرياء الذين يقدمون المعونات لمواصلة هذا العمل الخيري الذي صار فرض عين على كل المشاركين في عمل الخير.


ولضمان المواصلة في العمل وعدم إتاحة فرصة للشك، وضع الرجل الخمسيني ونجله قانونًا للمشاركة في هذا العمل، إذ لا يقبلون أي تبرعات مالية لقطع الشك باليقين، ولكن من أراد المعاونة والمساعدة لابد أن يقدمها عبارة عن بقوليات وحبوب طعام يتم طهيها على الفور.


وعن الأمنيات التي يحلم بها الشاب العشريني، تختلف عن من يشبهه في العمر وأيضا في الطموحات، إذ لا يتلخص حلمه في وظيفة عالية أو مال، وإنما تكون أمنيته الوحيدة في الفترة المقبلة أن يكون الطعام طوال اليوم بشكل دائم ومفتوح للجميع، لا يقتصر على أوقات معينة أو وجبات محددة.