العلاقات الأسرية أسمى العلاقات، فعندما نتحدث عنها نجد أنها الملاذ الآمن الذي يشمل الأمن والأمان والسند، فهى علاقة تربط بين رجل وامرأة اختارا بمحض إرادتهما أن يكملا الحياة بجوار بعضهما، كلً منهما يساند الآخر ويدعمه بكل حب ومودة ورحمة، وفى أغلب العلاقات نجد أن الرجل هو السند والمرأة هى الحضن والدفء.
ولكن فى قصتنا اليوم نجد أن كلا منهما يلعب الدورين معًا فكل منهما سند للآخر، وأثبتوا أن الحب والزواج لا يعرف المستحيل، هي قصة لبطلة ومحاربة للمرض اللعين.
تدور أحداث القصة عندما أقدم عاطف أحمد عبد الغنى بطلب يد صباح عيد محمد للزواج، لتبدأ قصة من أجمل قصص الحب والسند، حيث تقول صباح عيد محاربة السرطان: "تزوجت من ابن خالى وحبيبى عاطف وعشت معه أجمل أيام حياتى، وهو في سن الطفولة تعرض لشلل الأطفال وكان حينها لا يتعدى الست سنوات وعندما بلغ سن الزواج طلب يدي من أبي.
وتابعت صباح: "حينها تحدث مع والدي وأخبرني أن عاطف لا يستطيع العمل نظرًا لظروفه الصحية، كما أنه لن يقدر على مساعدتك في المنزل، فقلت له ربنا هيعيني ويقويني، أنا ممكن اختار إنسان سليما ويطلع شخص غير مسئول وغير مُتحمل المسئولية، أنا لا أنظر لإعاقته بقدر ما أنظر إلي إنسانيته وكلامه الطيب وتقديره لشخصي، وبحمد ربنا على اختياري لزوجي صلاح الذي وقع في محله، فهو نعم الزوج والسند والداعم والأب".
واستطردت صباح خلال حديثها لـ«البوابة نيوز»: "رزقنا الله بثلاثة أولاد وبنت، سعينا وعملنا وجاهدنا لتوفير كل احتياجاتهم وتعليمهم حتى أصبح كل منهم حاصل علي مؤهل عال".
وأضافت، زوجى رجل مكافح ومتعلم وموظف ناجح، وحصل على شهادة الأب المثالي لأنه حقيقى ونعم الأب الذي كافح بكل قوة لتوفير بيئة آمنة لأولاده ولمنزله، ولم يقف عاجزًا أمام ظروفه الصحية بل تركها خلفه لتوفير حياة كريمة لأولاده.
وأكملت: «الناس كانت معتقدة إن أنا الداعمة لزوجي، فنظرات الناس لم تخلو من تلك الكلمات التي تضعنا في مضايقات، ولكن مع كل نظرة تجعل زوجي يشعر بإعاقته كنت أهمس في أذنه بأنه سندي وحبيبي ورجُلي، والحقيقة التي لا يعلمها أحد أن عاطف زوجي هو الداعم ليا عندما أصر على استكمال تعليمي الذي انتهى في المرحلة الابتدائية ليقوم بتقديم أوراقي لمحو الأمية لأحصل على مؤهل متوسط».
وقالت صباح: "أكبر وقت ساندنى فيه عندما زارنى مرض السرطان الذي بدأ عام 2007 بسرطان رحم ثم عام 2016 أصبت بسرطان فى الثدى، وطوال هذه الرحلة كان بجانبى دائما لم يتركنى وهو من أهم الأسباب التي رفعت من روحى المعنوية وساندنى لأتحدى المرض، وما زلت أحاول وهو لم يتركنى لحظة".
وعن أصعب اللحظات اللي مرت عليها في حياتها قالت: "لحظة ما خدت كيماوي وشعري وقع من أول جلسة كنت بحاول أظهر قدامه هو وأولادي أني قوية وجامدة بس كلهم لما كانوا يناموا كنت أدخل غرفتي وأعيط وأكتم صوت عياطي وزعيقي لنفسي بالمخدة علشان ما يصحوش على صوتى، ولكن حقيقى طبطبت زوجى كانت بتطمنى وبنتى وأولادي لم يتركوني، وحقيقى بحمد ربنا على العيلة الصغيرة الجميلة اللى عملناها أنا وزوجى".
ووجهت صباح نصيحة لكل شاب وفتاة مقبلين علي الزواج بأنه من الضروري اختيار الشخص المناسب والداعم والمتفاهم، ولا بد من وجود الاحترام المتبادل والاحتواء لتستمر الحياة الزوجية بسعادة ومودة وحب.