عندما تنظر للوهلة الأولى تشعر أنك انتقلت لمكان غير الذى تعهده، فقد اختلفت معالم المنطقة كليا، فمن مكان مهمل مهجور تغمره مياه الصرف الصحى والقمامة الملقاة على جانبى الطريق التى تجتازها بصعوبة لتعبر عبر بوابة سوداء متهالكة تأخذك إلى ملعب مركز شباب قرية طحانوب القليوبية إلى ناد اجتماعى ذو مساحة واسعة مكشوفة تغمرها أشعة الشمس الصافية وتزينها زرقة حمام السباحة النصف الأوليمبى ومنطقة ألعاب الأطفال وأماكن مخصصة لانتظار الأهالى.
وتم نشر الحالة السيئة للملعب فى تقرير مفصل نشرته «البوابة نيوز» بتاريخ يوم السبت 12 يناير 2019 تحت عنوان «ملعب طحانوب.. ثروة يقتلها الإهمال».
منذ فترة لا تتجاوز العام كان هذا الملعب المقام على مساحة حوالى فدان تقريبا داخل أرض كانت أهدتها وزارة الأوقاف لوزارة الشباب والرياضة لإنشاء ملعب عام 2011 تابع لمركز شباب قرية طحانوب، بمركز شبين القناطر بالقليوبية.
عندما ترى الملعب عن بعد، يخيل إليك أن المباريات تقام فيه صباحا مساء، ويتم تأجيره بالساعات ويدر دخلا وربحا وفيرا لمركز الشباب، لكن على مقربة منه وعندما تتجول فى داخله، ترى مياه الصرف الصحى الخاصة بالمنازل المحيطة بالملعب قد غمرته بشكل شبه كلى، مما دفع الشباب المترددين عليه وأصحاب العمل الخدمى بالقرية، لوضع صخرات تحدد المنطقة الباقية التى لم تستحوذ عليها «مياه المجارى».
كا ترى كثبانا رملية جلبت للملعب لمحاولة تغطية المياه، وغرفتين من المفترض أنهما لتغيير الملابس، وغرفتين ضيقتين يفترض أنهما دورات مياه، الغرف الأربع التى بنيت عام 2015 تقع على يمين الملعب، ونبتت فيها الحشائش الضارة، ومملوئة بالأسلاك والقمامة ومياه المجارى أو المياه الجوفية كما ادعى البعض، غرف الأصح ألا نسميها غرفا لأنها ليست لها أبواب أو أرضيات أو أسقف أو أساسيات للبناء، أو شبكة صرف صحى، بل «وكر» للقمامة ورمز للإهمال.
وعلى جوانب الملعب، تجد جدرانا أكلها «النشع»، وأصبحت منبتا للحشائش غير المفيدة، وجوانب الملعب تتحده بيوت الجيران شبه «مقلب قمامة»، فبقايا طعام تلقى من الشبابيك، وأكياس بلاستيكية وأوراق، وتكاد أن تنغرس قدماك فى «جورة مياه» مكشوفة!.
ونظرا لتلك الحالة التى أصابت مركز الشباب بالقرية وغيره من القرى والمراكز على مستوى مصر، أطلقت وزارة الشباب والرياضة المشروع القومى للطرح الاستثمارى الذى أطلقه وزير الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحى عام 2019، بهدف تنفيذ أعمال تطوير البنية التحتية الرياضية والشبابية بالتعاون مع المؤسسات الخاصة والكيانات الاقتصادية والمصرفية، وذلك عبر آليات الشراكة العامة والخاصة.
وقد حققت هذه المشروعات نجاحا كبيرا خلال الـ 3 سنوات الماضية، إذ تجاوزت عوائدها 28 مليار جنيه فى الأندية ومراكز الشباب، وتمثلت بدعم مباشر لمراكز الشباب وتوفير فرص عمل للشباب، والذى يأتى ضمن أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
يأتى ذلك فى إطار سعى وزير الشباب والرياضة إلى تعميم فكرة الطرح الاستثمارى على جميع جوانب إنشاء وتطوير البنية الرياضية فى جميع المدن والقرى وسواء فى أندية أو مراكز شباب والملاعب المفتوحة وغيرها، وتحصل وزارة الشباب والرياضة على 25% من عوائد حق الانتفاع للمشروعات، والتى تتم إعادة ضخها لتطوير مراكز الشباب فى القرى والمناطق غير الجاذبة للاستثمار بينما تستفيد مراكز الشباب بقيمة 75% من تلك العوائد كمصدر تمويل ذاتى يسهم فى تنفيذ الانشطة الرياضية والخدمية وجذب الشباب والأسر إلى مراكز الشباب دون الحاجة إلى الدعم من الوزارة.
وقد نفذت بالفعل مديرية الشباب والرياضة بالقليوبية 104 مشروعات استثمارية بمراكز الشباب، تشمل حمامات سباحة وملاعب وكافتيريات ومحلات تجارية وقاعات أفراح وحدائق أطفال ومناطق ألعاب.
أحمد حمدى: حمام «نصف أوليمبى» داخل قرية صغيرة سابقة أولى من نوعها
قال المهندس أحمد حمدى ربيع، صاحب الاستثمار فى مركز شباب طحانوب، إنه يفضل الاستثمار المجتمعى لأنه ليس هدفه الربح فحسب، وإنما يهدف أيضا للتأثير الإيجابى فى المجتمع المحيط.
وأوضح، أنه توصل لفكرة إنشاء حمام سباحة داخل القرية لتكون سابقة هى الأولى من نوعها داخل القرية والقرى المحيطة توفيرا لوقت وجهد الأهالى.
وأضاف، أنه بعد دراسة عميقة للأماكن المحيطة فقد وقع الاختيار على هذا الملعب لأنه تابع لوزارة الشباب والرياضة وبه ترخيص قانونى لمزاولة الأنشطة الرياضية والمشاركة فى المسابقات المختلفة، وأنه ابتعد كل البعد عن فكرة إقامة المشروع على أرض زراعية غير مرخصة للنشاط الرياضى وتكون هادفة للربح فقط.
وتابع حمدى، بأنه قد تم التواصل مع مسئولى وزارة الشباب والرياضة فى شبين القناطر وبالتبعية تم مناقشة التفاصيل اللازمة مع لجنة مختصة وتم الاتفاق بالإجماع على حاجة الأرض للاستثمار بعد موافقتهم على فكرة المشروع ودراسة الجدوى الخاصة به.
وأضاف، أنه لديه فكرة مسبقة عن الاستثمار من خلال عمله بمجال التشطيبات المعمارية والديكور ومن خلال دراسته التصميم المعمارى بكلية الهندسة وحصوله على ماجستير إدارة الأعمال.
وأكد أن فكرة حق الانتفاع التى طرحها وزير الشباب والرياضة هى نموذج مناسب جدا للاستثمار فى الأراضى المملوكة للغير وأكبر الأمثلة الناجحة على ذلك هو مشروع مترو الأنفاق.
ووجه التحية لوزير الشباب والرياضة على هذا الخطوة المتميزة التى تشجع المستثمرين لتطوير المشاريع المهملة وجذب الأطفال والطلاب والشباب لإفراغ طاقاتهم وملئ أوقات فراغهم فى ممارسة الرياضات المفيدة.
وأضاف حمدى، أن نظام حق الانتفاع ليس وليد المرحلة الراهنة ولكنه الحل الأمثل الآن لتطوير منشأت وزارة الشباب والرياضة، مشيرا إلى أن يجب توجيه الاحترام والتحية لوزير الشباب والرياضة على إطلاق تلك المبادرة لأن معظم الأراضى التابعة للوزارة مهملة وغير مستغلة ولا تدر أى عائد مادى، بل تحتاج إلى صيانات دورية بمبالغ طائلة مما يؤدى إلى وقف النشاط بسبب ضعف الدخل والميزانية ومع مرور الوقت تتحول لبقعة مهملة ليس بها أى نشاط رياضى.
وأشار، إلى أن المشروع مختلف ومميز ويعد أول حمام سباحة داخل قرية صغيرة، ويعتبر على الخط الفاصى بين عدة قرى مجاورة مما يسهل له خدمة أكبر عدد من الأهالى، كما شجع المستثمرين لأخذ خطوات مشابهة، مضيفا أن حمام السباحة قانونى «نصف أولمبى» وبه ترخيص للاشتراك فى بطولات ومسابقات ويعد ذلك هو الأول من نوعه فى مركز شبين القناطر، ويبلغ طول حمام السباحة 25 مترا، والعمق متدرج حتى 2 متر و20 سم ويحتوى على 5 حارات قانونية للفرق ويسمح بإعداد سباح ينافس فى بطولات وتوفير وقت الانتقالات والمواصلات للطلاب.
وأضاف، أنه قد تفوق عدة طلاب فى اختبارات السباحة، ولكن طول حمام السباحة يقف عائقا بين تدريبهم على مستوى عالٍ يليق بالمسابقات المحلية والدولية، حيث كان يبلغ أقصى طول لحمامات السباحة 12 أو 14 مترا.
وأشار إلى أنه يطمح لاعداد جيل أكاديمى يحمل بين طياته بطلا أوليمبيا وجيل يتحلى بالالتزام والاجتهاد بالأخلاق الرياضية ولديه مسئولية تجاه واجباته نحو نفسه ووطنه، موضحا أن الهدف يبدو بعيدا لكنه ليس مستحيلا، فمع العمل والاجتهاد والالتزام سيتم خلق جيل واع ومثقف وأكاديمى بمفهومه الشامل يحرص على حفظ حقوق الغير ويحترم الخصم والمجتمع مثل احترامه لمدربه وذلك بفضل توجيه التعليمات والحرص على اتباعها باستمرار داخل الأكاديميات الرياضية.
واختتم حمدى حديثه قائلا، إن النادى هدفه اجتماعى وترفيهى للتنفيس عن أطفال وشباب القرية كما يوجد أماكن للخروجات العائلية ترفيهأ عن سيدات القرية اللاتى يفتقرون لمثل هذه المميزات.
وأشار إلى أنه سيتم إنشاء مجلس إدارة للنشاط الرياضى مع التعاقد مع أكاديميات سباحة مختلفة لتعليم سباحة الصدر وسباحة الظهر والسباحة الحرة وسباحة الفراشة، حيث يختلف كل نوع عن الآخر من حيث طريقة اللعب والتدريب، مؤكدا أن الإقبال متميز من داخل القرية وخارجها ولكنه يأمل فى تعليم كل الأطفال السباحة والاهتمام بالنشاط الرياضى حيث لا تقتصر فوائد السباحة على العضلات فقط، بل تؤثر على نمو الناحية الذهنية وتعطى شعورا بالهدوء والاسترخاء.
«كريم الدبيس».. لاعب ناشئى الأهلى الذى خرج من صفوف مركز شباب شبين القناطر
أوضح شاكر محمد سليمان، مدير إدارة الشباب والرياضة بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، أن وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى داعم بقوة لتطوير الخدمة المقدمة للأهالى داخل مراكز الشباب بالقرى المختلفة وبتوجيه من الرئيس السيسى ضمن أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأكد أن أن تلك المراكز تعرضت لإهمال جسيم على مدار سنوات عديدة وكانت الايرادات العائدة منها تساوى تقريبا صفر بل تحتاج إلى مبالغ طائلة للصيانة مما يؤدى لوقف النشاط الرياضى بها مع مرور الوقت، ولكن أصبحت تحقق الآن إيرادات ذاتية بعد فكرة الطرح الاستثمارى تفوق الـ 25 ألف جنيه شهريا، مما يساهم فى توسيع النشاط الرياضى وإقامة مسابقات ومعسكرات رياضية ورحلات.
وأشار إلى أن الاسستثمار فى مجال الرياضة من أفضل الطرق المفيدة للمجتمع من خلال أكاديميات السباحة والكرة والألعاب الفردية، وأنه يوجد فريق كاراتيه تابع لنادى شبين القناطر يمثل منتخب مصر وقد خرج للنور من داخل مركز شباب قرية الأحراز التابعة لمحافظة القليوبية، كما يوجد فرق رياضية لذوى الاحتياجات الخاصة تشارك فى مسابقات خاصة بالمنتخب المصرى.
وأضاف شاكر، أن النادى المقام به حاليا حمام السباحة النصف أولمبى، كان ملعب نجيل طبيعى قانونيا ومرخصا وكانت عوائده صفر خلال فترات طويلة، ولا يسمح بإقامة النشاط الرياضى بشكل محترف، فتم طرح فكرة الاستثمار الرياضى بالمكان الذى يعادل فدانا تقريبا، على أن يكون نصف الملعب نادى ترفيهى وحمام سباحة مرخص والنصف الآخر تبنته مؤسسة حياة كريمة لإقامة ملعب خماسى لن تقل أهميته عن حمام السباحة.
وقال شاكر، إن مركز شبين القناطر يشهد وعيا شديدا من الأهالى بأهمية النشاط الرياضى ويتميز بكثافة الإقبال على النشاطات الرياضية المختلفة، مشيرا إلى تطلعهم لإعداد أجيال تضع الرياضة نصب أعينهم ويمارسون الأنشطة الرياضية المختلفة حيث تكون جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
وأوضح، أن اللاعب كريم الدبيس لاعب النادى الأهلى بصفوف الناشئين خرج من مركز شباب شبين القناطر وكذلك اللاعب محمد فاروق، وأن مدينة شبين القناطر داعمة للمنتخب المصرى ولوزارة الشباب والرياضة.
ووجه التحية للقيادة السياسية التى تولى الرياضة فى مصر اهتماما كبيرا، مشيرا إلى أن ذلك جزء من الكل، ويأمل فى زيادة المشاريع الاستثمارية الخاصة بالرياضة واستغلال كافة المنشأت الرياضية غير المستغلة بما يعود بالنفع على الأهالى والدولة.