نظمت وزارة الشباب والرياضة برئاسة الدكتور أشرف صبحي، زيارة لمشيخة الأزهر الشريف، للمشاركين بمنحة ناصر للقيادة الدولية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي من 60 دولة، تمثل قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وأستراليا، خلال الفترة من الأول حتى 15 يونيو الجاري، تحت شعار شباب "عدم الانحياز وتعاون الجنوب - جنوب".
في البداية، رحب الدكتور محمد عبدالضويني وكيل الأزهر الشريف، بالحضور وشكر وزير الشباب والرياضة على تنظيم هذه الزيارة للأزهر الشريف، وذكر الضويني أن الأزهر مسئول عن تصحيح المفاهيم المغلوطة والخاطئة التي يذهب إليها البعض، مؤكدًا أن الأزهر صاحب مذهب وسطي الذي جاء به الإسلام، ومن شأنه إعلاء القيم الإنسانية والمواطنة والسلام وجعل التحاور أساسًا للعيش المشترك، مشيرًا أن تلك القيم هي من صميم رسالة الإسلام فالإسلام لا يفرق في الإنسانية، فالإنسان له كافة الحقوق والحق في حرية المعتقد.
واستكمل الضويني: "أن الأزهر تبني ذلك الفكر وهذا المنهج في كل دعواته وسائر علاقته على المستوى العالمي أو المحلي، كما أنشئ الأزهر كيان يسمي بيت العائلة المصري بالشراكة مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس بابا الكنسية المصرية، ويضم ممثلين لكل الملل للدين المسيحي والإسلامي، وحقق الكثير من النجاح علي المستوي المحلي".
كما أشار وكيل الأزهر الشريف، إلي إصدار أول وثيقة مشتركة بين فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب وبابا الفاتيكان وتسمى وثيقة الأخوة الإنسانية، وتعد أهم الوثائق في العصر الحديث والتي اعتمدتها الأمم المتحدة لتعلي من القيمة الإنسانية وحقوق المرأة والمسنين، وجعلت من يوم توقيعها يوم عالمي للإنسانية يوم 4 من فبراير، لإقامة حوار مشترك وتحقيق السلام الحقيقي ومواجهة الإرهاب والتطرف، مشددًا أن الإسلام فوبيا شيء مزعوم ولا حقيقة له، والأزهر يبذل كل طاقته لتصحيح لكل تلك الافكار، والرد عليها وتوجيهها الوجه الصحيحة للمسلمين وغيرهم.
وتحدث الدكتور أسامة الحديدي، مدير مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوة الإلكترونية، الذي تم إنشاؤه عام 2016، لافتًا إلى أن مشيخة الأزهر من معهد وجامع وجامعة يزيد عمره على 1080 عامًا، يضرب بعلمه في جذور التاريخ، وأبنائه من كل دول العالم، ويمثلون 60 ألف طالب وافد من 120 دولة من دول العالم، في مختلف تخصصاتها التشريعية والدينية والطب والفلك والهندسة والرياضيات وغيرها، وهي أقدم جامعة في العالم، خرج منها رؤساء دول ووزراء وقادة فكر.
وقالت ريهام عبدالله، مدير المرصد لمكافحة التطرف في الأزهر، في كلمتها عن إنشاء مرصد لمكافحة التطرف الذي أمر به شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عام 2015 وكان يصدر ب 7 لغات فقط ولكن الآن يصدر بلغات عديدة لكل دول العالم، لتصحيح المفاهيم الخاطئة، ويعمل بمختلف الطرق وهناك الكثير من الإصدارات التي يصدرها المرصد، (مجلات ويقدم دورات تدريبية وتعليمه وتقارير وورش عمل للتوعية وعقد مؤتمرات) ، ومنذ افتتاحه هناك حملات لمناقشة الفكر وتضمن الكثير من الباحثين خرجين الأزهر لمواجهة إرهاب الفكر قبل إرهاب الأرض.
وعلي هامش الزيارة، قامت الوفود الشبابية المُشاركة بمنحة ناصر، والتي تنفذها وزارة الشباب والرياضة؛ بجولة داخل المركز العالمي للرصد والفتوة الإلكترونية، والتعرف علي اللغات وأساليب العمل الذي يتبعها المركز، والأقسام الخاصة بالفتاوي من الدول الأجنبية وكيفية الرد عليها من خلال باحثين وعلماء الأزهر، ثم زيارة مسجد الأزهر الشريف بمصر القديمة.