الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الصفـــوة || محمد عنانى «العراب».. توج بأعلى وسام للجمهورية المصرية النيل للآداب.. وكرمه الشيخ سلطان بن محمد القاسمى باحتفالية الشارقة للتكريم الثقافى

 الدكتور محمد عناني
الدكتور محمد عناني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ساهم فى ترجمة الكثير من المؤلفات العربية إلى الإنجليزية، وعلى رأسها مؤلفات «طه حسين»، ودواوين ومسرحيات شعرية لكل من «صلاح عبدالصبور»، و«عز الدين إسماعيل»، و«فاروق شوشة»
قد يستغرب البعض هذا التعريف بالدكتور محمد عنانى ووصفه بـ«العراب» أو الأب الروحى للترجمة، ولم لا فمنجزه الأدبى والفنى والثقافى لم يتوقف إلى حد الريادة بل هو من فتح المجال أمام الترجمة إلى اللغة العربية لتشق طريقها بين العلوم المختلفة، فاستحق لقب شيخ المترجمين وعن جدارة، والشيخ هنا ليس كما يعرف فى اللغة بأنه الطاعن فى السن، وإنما يقصد به كبير العلماء وكان هذا اللقب يطلق فى السابق على كبار العلماء والوزراء ورجال الكتابة والمحتسبين وبعض الملوك، فحقا استحق الدكتور محمد عنانى لقب «شيخ المترجمين» لاستحقاقه لهذا اللقب وعن جدارة ودون منازع.

خلال تكريم الدكتور محمد عناني باحتفالية الشارقة للتكريم الثقافي تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي

عمل عنانى مراقب لغة أجنبية بخدمة رصد «بى بى سى» فى الفترة من عام ١٩٦٨ إلى عام ١٩٧٥.
وقد رهب الدكتور محمد عنانى فى محراب الترجمة ورفد عالم أبوالفنون بالعشرات من المسرحيات التى ترجمها فى قالب مختلف ومبدع على غير ما كان يتم تقديمه، إذا عرفنا تراث شكسبير من خلال ترجماته لمكبث وهاملت فهو كما يقال: «مبدع مصرى موسوعى، كتب فى الشعر والمسرح والنقد الأدبى ومشروعه ومنجزة الأكبر فى الترجمة؛ فأبدع فيها حتى استحق لقب شيخ المترجمين».
ولد «عنانى» فى مدينة رشيد بمحافظة البحيرة عام ١٩٣٩، حصل على درجة البكالوريوس فى اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام ١٩٥٩، ثم على درجة الماجستير من جامعة لندن عام ١٩٧٠م، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة ريدنغ عام ١٩٧٥م، ثم على درجة الأستاذية عام ١٩٨٦.
فى ديوانه أغنيات الخريف يقول فى قصيدة «وداع»: إن خبا النور فى عيون الرائى أو هفت مقلة لنور السماء، مثل أرواحنا بلحظة صفو حين تسمو على ذرا الدقعاء، حالمات بيوم عود كريم، صاعدات كالطير وسط الفضاء، وكأنه يودع فى خريف العمر نور السماء بعد رحلة إبداع وكان أرواحنا فى لحظات الصفو وراحة البال تتطلع إلى لقاء منير.
ويعبر «عنانى» فى هذا الديوان عن حالة شعورية يمر بها بعد مسيرة حافلة بالإبداع؛ حيث يتسرب إلى نفسه شعور بأن شمس حياته فى طريقها إلى الأفول؛ ففى قصيدة «عودة الشعر» يستعيد نشوة الشباب وجمال الصبا، ويربط بين وجه الأنثى وحالة الإلهام التى يعيشها؛ إذ يجعل من وجهها وشعرها المرسل على صفحات كل كتاب يطالعه ملهمه فى نظم الشعر، فينهل من فرات الشعر كلماته العذبة.
أما قصيدة «دموع الميلاد» فيعود فيها إلى لحظة الميلاد؛ إذ يصور خروج الجنين من رحم أمه وامتزاج الألم بالدماء والدموع فى لحظة تفجر الحياة كالبركان، كما يجعل لحالة العشق للمرأة نصيبا وافرا فى العديد من القصائد، مثل قصيدة «خلف الستار» التى يستلهم مطلعها من قصيدة للشاعر «على محمود طه»، وقصائد أخرى بث فيها ما يموج فى صدره فى لحظة الغروب.
وعمل عنانى مراقب لغة أجنبية بخدمة رصد «بى بى سى» فى الفترة من عام ١٩٦٨ إلى عام ١٩٧٥، ثم محاضرا فى اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة منذ عام ١٩٧٥، ورئيسا لقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة بين عامى ١٩٩٣ و١٩٩٩، وطوال مسيرته التدريسية بالجامعة تخرج على يديه عشرات الآلاف من الطلاب، وأشرف على مئات الرسائل الجامعية.
اتسم الإنتاج الأدبى ﻟ «عنانى» بالتنوع، فجمع بين التأليف والترجمة والنقد الأدبى؛ فمن بين أعماله المؤلفة: «السجين والسجان»، و«السادة الرعاع»، و«جاسوس فى قصر السلطان».
أما مؤلفاته العلمية فى الترجمة والنقد الأدبى فمنها: «الترجمة الأسلوبية»، و«النقد التحليلى»، و«التيارات المعاصرة فى الثقافة العربية»، و«الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق»، أما أعماله المترجمة فأهمها ترجمته لتراث «شكسبير» المسرحى بأكمله، وبعض أعمال «إدوارد سعيد» مثل: «الاستشراق وتغطية الإسلام»، و«المثقف والسلطة»، فضلا عن أعمال أخرى مثل: «الفردوس المفقود»، و«ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي».
كما ساهم فى ترجمة الكثير من المؤلفات العربية إلى الإنجليزية، وعلى رأسها مؤلفات «طه حسين»، ودواوين ومسرحيات شعرية لكل من «صلاح عبدالصبور»، و«عز الدين إسماعيل»، و«فاروق شوشة».
نال العديد من الجوائز؛ منها: «جائزة الدولة فى الترجمة»، و«وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى»، و«جائزة الدولة فى الآداب»، و«جائزة الملك عبد الله الدولية فى الترجمة»، و«جائزة رفاعة الطهطاوى فى الترجمة»، وغير ذلك من الجوائز العربية والمصرية المتميزة، ليتوج عنانى رحلته فى رحاب الإبداع والجوائز بأعلى وسام للدولة المصرية وهى جائزة النيل للآداب وهى المرة الثانية الذى يتم ترشيحه لتلك الجائزة، ذلك أن الله أمد فى عمره حين شهد تكريمه من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. فى العام الماضى باحتفالية الشارقة للتكريم الثقافى.