هز تفجير سد نوفا كاخوفكا في منطقة خيرسون جنوبي البلاد أمس القارة الأوروبية، فقد انهارت أجزاء من السد الضخم في جنوب خيرسون بعد تعرضه لضربات صاروخية، ما أدى إلى غمر الفيضانات عدة قرى كلياً أو جزئياً، فيما بدأت السلطات الأوكرانية عمليات إجلاء ضخمة لسكان المناطق المتأثرة، والتي قدرت أعدادهم بنحو 17 ألفاً.
وقد أصبح من الصعب على القوات الأوكرانية عبور النهر لتعزيز الهجوم المضاد الذي تشنه كييف لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية
فيما تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن تفجير السد ب "قنابل قذرة". حيث اتهم الجيش الأوكراني القوات الروسية بتفجير السد، في حين رد الجيش الروسي -الذي يسيطر على أجزاء من خيرسون- باتهام قوات أوكرانيا بتفجيره باستخدام راجمات الصواريخ.
ودعت روسيا، المجتمع الدولي إلى إدانة كييف، بعد تدمير سد كاخوفكا، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان - حصلت "البوابة نيوز" على نسخة منه- قالت فيه: "ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة الأعمال الإجرامية للسلطات الأوكرانية، التي تعتبر غير إنسانية بشكل متزايد وتشكّل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والعالمي".
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الروسي على السد لن يؤثر على خطط كييف للمضي قدماً بهجومها المضاد الرامي لاستعادة أراضيها المحتلة من القوات الروسية
مشيراً إلى أنه تواصل مع كبار قادة بلاده العسكريين، وأن الجيش في أعلى مستويات الجهوزية.
كما أعلن بأن القوات الروسية "فجرت محطة كاخوفكا الكهرومائية من داخلها خلال الليل، ودُمرت بالكامل، ولا تمكن إعادة بنائها أو إصلاحها، وأن منسوب المياه في خزان السد يتناقص بسرعة، مما يمثل تهديدا إضافيا لمحطة زاباروجيا النووي". فيما قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن نحو 80 منطقة سكنية يقطنها أكثر من22 ألف نسمة أصبحت مهددة بالفيضانات، وإن العمل جار لإجلاء السكان عبر قطارات إلى منطقة ميكولايف.
الاستخبارات الأميركية
من ناحية أخرى، اتهمت الاستخبارات الأميركية روسيا بالوقوف وراء تفجير سد نوفا كاخوفكا، وأعلن مسؤولون أميركيون وآخر بريطاني قولهم إن "إدارة الرئيس جو بايدن لديها معلومات استخباراتية تشير إلى أن موسكو هي الجاني الحقيقي في هذا الحادث (تفجير السد)"، موضحين أنه "كان من المفترض رفع السرية عن بعض المعلومات في هذا الشأن ومشاركتها في وقت مبكر أمس الثلاثاء". وتتناقض هذه التصريحات مع ما أعلنه البيت الأبيض، في بيان، قال فيه إن واشنطن غير قادرة على التحديد "بشكل قاطع" الجهة المسؤولة عن هجوم السد الأوكراني، مرجحاً سقوط العديد من الضحايا في التفجير.
فرنسا تتفاعل
أعربت فرنسا عن قلقها العميق إزاء الآثار الإنسانية والبيئية لهذا التدمير على السكان الأوكرانيين المتضررين ، وكذلك على سلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية.
وقال الرئيس ماكرون اليوم الأربعاء (7 يونيو) تمكنت من إخبار الرئيس زيلينسكي بتضامني مع شعبه بعد الهجوم على سد كاخوفكا. وأعلن بأن بلاده تدين هذا العمل الشنيع الذي عرض السكان للخطر. وكشف بأنه سيرسل في الساعات القليلة القادمة المساعدات لتلبية الاحتياجات الفورية.
وأعلنت المتحدثة الرسمية بإسم الخارجية الفرنسية في بيان - حصلت "البوابة نيوز" على نسخة منه- بأن فرنسا تتابع الوضع في المحطة عن كثب وتعرب عن دعمها الكامل لجهود المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في جهوده للحفاظ على سلامتها. وأكدت بأن بلادها ستواصل شجب وإدانة الحرب العدوانية غير المشروعة التي تشنها روسيا على أوكرانيا في انتهاك صارخ للقانون الدولي ، والدعوة إلى الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط للقوات المسلحة الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية. وقالت بأن فرنسا على استعداد لتقديم المساعدة إلى السلطات الأوكرانية للرد على عواقب التدمير الجزئي للسد.