عندما أجريت حوارا مع الموسيقار المبدع مدحت عاصم كنت حريصا على ان أسأله عن كيفية تذوق الموسيقى بما لديه من إبداعات موسيقية لا مثيل لها ولتاريخه المشرف فى النهضة بالموسيقى الشرقيه.
هو أول مدير لإدارة الموسيقى والغناء بالاذاعة المصريه منذ افتتاحها وظل بها حتى سن التقاعد، وفيها أسس أول فرقة موسيقية للإذاعة ليغنى بها نجوم الغناء، وكان أول من أدخل الآلات الغربية كالبيانو إلى الموسيقى الشرقية لتكون نقله كبيرة بعد سنوات طويلة من التخت التقليدى.
وهو للحق موسيقار من طراز رفيع.. قدم ما يقرب من ثلاثة آلاف لحن، وجمع فيها ما بين الموسيقى الشرقية والغربية، كما انه حصل على جائزه الدوله التقديريه فى الفنون من المجلس الأعلى لرعايه الفنون والآداب والعلوم الاجتماعيه.
وفى الحوار سألته عن كيف يستطيع الانسان أن يتذوق الموسيقى ويستمتع بها؟.
كانت أجابته واضحه ومحدده بان قال لى: إن الموسيقى هي أقرب الفنون إلى أفئدة الناس والى اسماعهم.. بل أنهم فطروا على سماعها وهم في المهد.. فالأم تهدهد ابنها بالموسيقى..اذن هى لصيقه بالانسان.. وتذوق الموسيقى والاستمتاع بها يبدأ بالاستماع إلى الموسيقى الجيده مثل الموسيقى العالمية الجادة لبيتهوفن وموتسارت وفاجنر وباخ وشوبرت.
وأضاف أيضا أن يستمع من يريد تذوقها إلى الأغاني الاوبريالية إلى جانب التواشيح مع الحرص على الاستماع الى القرآن الكريم من أئمة القراء من المشايخ أصحاب الأصوات الجميلة مثل الشيخ علي محمود والشيخ الصيفي وغيرهم .
ولكنه التفت إِلَيَّ قائلا: هل تعلم أن مشاهدة الباليه، مثلا، من أكثر النماذج الفنيه التي تؤثر في الذوق؟.. وبحماس شديد قال: وأيضا الموسيقى التركية وغيرها من الموسيقى الجادة التى هى الأصل الذي نستمد منه موسيقانا مثل البشارف والسماعيات... هذه ثروه في الموسيقى الشرقية لا مثيل لها.
ثم صمت برهه وقال: أنا أحببت الموسيقى منذ طفولتي.. والدى كان يحب الموسيقى جدا ويتذوقها ويشجع أهلها ومن هنا نشأ حبى للموسيقى.
ختاما.. الموسيقار الفذ مدحت عاصم كان رائدا للموسيقى المصرية المتطورة وأيضا كان شاعرا وصحفيا ورساما وأديبا.. وصدق من قال أن "العبقرية لا تتجرأ".. رحم الله الموسيقار الكبير مدحت عاصم الذى يعتبر من أهم رواد الموسيقى العربية الذين أضافوا إلى ذلك الفن ملامح جديدة.