لا يختلف اثنان على كونه عملاق التلاوة، وصاحب الصوت الفريد، شخصية تحمل في طباعها الحدة، بينما فرط العصبية كانت إحدى سماته مثلما وصفه الكاتب شكري القاضي في كتاب "عباقرة التلاوة في القرن العشرين"، الشيخ كامل يوسف البهتيمي، نسبة إلى بلدته بهتيم بمحافظة القليوبية، ولد البهتيمي عام 1922، وسوء الحظ كان حليفا لأجيال من بعده لأنه لم تحظى بسماع صوته لأن تسجيلاته لم تصل إلينا.
كانت بداية الشيخ تختلف عن غيره من أبناء عصره، فبدأت مسيرته من بلدته، فذاع صيته في بهتيم، بعدما حفظ القرآن وهو في عمر العاشرة، وكان يرفع الأذان في قريته، فوصل اسم الشيخ إلى القرى المجاورة، حتى وصل اسمه إلى فلسطين في منتصف الأربعينيات ليسافر هناك لقراءة القرآن الكريم في ليالي شهر رمضان المبارك.
وفي فلسطين تعرض الشيخ لحصار من قبل الاحتلال الإنجليزي، ورفضوا أن يتركوه حتى يقوم بالغناء لهم.
انتقلت شهرة الشيخ سريعًا وهو لم يكمل سن الثلاثين، حينما نقلت إذاعة «الشرق الأدنى» تلاوته لبلدان الهند وأوربا، فشد الرحال بعدها إلى قاهرة المعز، ليستقبله الشيخ محمد الصيفي، وتبدأ رحلته القصيرة على أرض المحروسة.
قدم البهتيمي التواشيح وتميز بها، ومن أشهرها قؤادي من شدة الوجد، ويارب بالمصطفى بلغ مقاصدنا.
حسب ما قاله أبناء الشيخ البهتيمي أن والدهم مُنع لأسباب سياسية من القراءة في الإذاعة المصرية، ولكن حسب ما ذكره شكري القاضي في كتابه، أن السبب تشابه الصوت مع المشايخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، ومحمد سلامة، كما توقف الشيخ عن دراسة المقامات والقراءات، واكتسب خبرته من الاستماع، وليس أمرا سياسيا كما ذكر أبناء الشيخ كامل البهتيمي.
عُين الشيخ كامل قارئا لمسجد عمر مكرم 15 عاما، ولكن جولاته توقفت حينما حاصره هذه المرة المرض، فأُصيب بشلل نصفي عام 1967، وبدأ في رحلة علاج أوقفته عن القراءة، لينتصر المرض في النهاية بعد عامين من المقاومة له من قبل الشيخ البهتيمي ويرحل عن الدنيا وهو يبلغ من العمر 47 عاما.
