الخميس 26 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

مترجم لغة إيطالية.. حكاية محمد فتحي بائع الورد المثقف على رصيف الموسكي

محمد فتحي
محمد فتحي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اتخذ من الرصيف مكانًا لتنمية مهاراته وعرض منتجاته، يستظل أسفل قطعة من القماش الخفيف تحميه من أشعة الشمس الحارقة، ويحتمي بكوبري المشاة في منطقة الموسكي من هرولة السيارات والأتوبيسات، ففي وسط الضجيج الكبير الذي ينتج عن تكدس الناس، خلق محمد فتحي، جوًا مختلفًا بتلك الزهور الجميلة التي يصنع منها بوكيهات الورد اللافتة للانتباه، والتي يجني منها قوت يومه وزاد أطفاله. 

قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، كانت حياة الرجل الأربعيني شبه مثالية من الناحية المادية والثقافية على حد سواء، حيث كان يعمل مترجمًا للغة الإيطالية لأكثر من 12 عامًا، ولكن مع اندلاع الثورة وتوقف حركة السياحة على خلفية الأحداث، جاءت الرياح معه بما لا  تشتهي السفن، وتوقف عن العمل تمامًا حتى كاد يمد يده للناس، الأمر الذي دفعه إلى التفكير في مشروع آخر يعاونه على ضيق الحياة وقدر العيش. 

يقول محمد الشهير في المنطقة بـ"أبو عبدالله"، إن حبه إلى تنسيق الألوان والتصميمات دفعه إلى إنشاء مشروع على حافة الرصيف، وهو إنتاج بوكيهات الورد التي  تشتريها العروس يوم زفافها، وأيضا التي تستخدم في الهدايا في عيد الحب والمناسبات الأخرى، فكان شغف الرجل الأربعيني بالتغلب على تلك الفترة الصعبة التي عاشها الجميع آنذاك، دافعا للانتهاء من التحضيرات وتدشين المشروع في أسرع وقت ممكن. 

من التاسعة صباحًا يبدأ محمد فتحي عمله يوميًا، حيث يتوجه إلى شراء المنتجات التي يصنع منها البوكيهات، والتي تتكون من الإكسسوارات من الستانات والخيش والورود والتي تكون من التوليب وهي أفضل أنواع الزهور والتي صنعت من السيلكون، وأيضا يتم تطريزه من الاستراس التي تعكس الأنوار مثل الألماظ واللؤلؤ. 

وتابع الرجل الأربعيني إن عملية الشراء بدأت معه من خلال الفتيات وهم أكثر الفئات الذين يقدمون على شراء هذه المنتجات، وأيضا ازدادت عملية الشراء بعدما نشرت إحداهن صورته على جروبات الفيس بوك وتحدثت عن البوكيهات التي يصنعها، فكان بعد ذلك هدفًا للعديد من العرائس الذي يجهزون أنفسهم لحفل الزفاف.

وأشار محمد فتحي إلى أن حياته حينما كان يعمل مترجمًا للإيطالية كانت على ما يرام من الناحية المادية، ولكن بالعمل في تصميم البوكيهات اختلف الوضع تمامًا لأنه اكتشف أن حبه وشغفه الحقيقي في إنتاج هذه الورود، وبالتالي كان هذا العمل كفيلا في سداد احتياجات المنزل ومصاريف أبنائه. 

واختتم الرجل الأربعيني حديثه عن الطموحات التي يسعى إليها في الأيام المقبلة وعن ما يتمناه قائلا: "نفسي أول حاجة الستر من  ربنا وأكون رقم واحد في مصر في إنتاج هذه البوكيهات والورود".