انطلقت اليوم الأربعاء، بمعهد العالم العربي بباريس، فعاليات ثقافية وفنية تحت عنوان "ما تقدمه فلسطين إلى العالم" وتستمر لمدة ستة أشهر وذلك احتفاء بأصالة وروعة الأعمال الفنية والثقافية للشعب الفلسطيني.
ويعد هذا الحدث الثقافي، والذي يأتي بمناسبة الذكرى ال75 للنكبة، حدثا استثنائيا من حيث مدة انعقاده، حيث يمتد حتى 19 نوفمبر المقبل، وكذلك من حيث مايتضمنه من معارض لصور ورسومات لفنانين معاصرين وأيضا ندوات وعروض فنية فلسطينية متنوعة، في زخم فلسطيني اختار معهد العالم العربي إظهاره، بمبادرة من رئيسه جاك لانج، تكريما واحتفاء بأصالة الأعمال الفنية والثقافية للشعب الفلسطيني.
وتضم هذه الفعاليات ثلاثة معارض تسلط الضوء على أعمال الفنانين الفلسطينيين المعاصرين، كشكل من أشكال الحوار مع نظرائهم من العالم العربي وعلى الساحة الدولية. ويرافق المعارض الثلاثة برنامج ثقافي متنوع من الحفلات الموسيقية والمؤتمرات وورش العمل والسينما واللقاءات الأدبية التي تمتد لنحو ستة أشهر ويشرف عليها كل من المشرف العام الياس صنبر، كاتب وسفير فلسطين السابق لدى اليونسكو، ورئيس مجلس إدارة المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر في فلسطين، والمشرفة المشاركة ماريون سليتين، عالمة أنثروبولوجيا للفنون، وكذلك المشرف من قبل معهد العالم العربي إريك ديلبون.
وضم المعرض الأول بعنوان "الفلسطينيون والفلسطينيات في متاحفهم"، مجموعة مشروع المتحف الوطني الفلسطيني المستقبلي للفن الحديث والمعاصر، بمبادرة من سفير فلسطين السابق لدى اليونيسكو الكاتب الياس صنبر، وبالتنسيق من الفنان إرنست بينون إرنست. وتتكون المجموعة من 400 عمل تبرع بها فنانون من مختلف أنحاء العالم، قدمت لصالح المتحف الفلسطيني.
وجاء المعرض الثاني، "بعنوان"صور ومشاهد من فلسطين: أرض مقدسة؟ أرض مأهولة!" ليؤكد أن فلسطين حية وحاضرة بشعبها العاشق للإبداع، وضم صورا ملونة لفلسطين التقطت قديما إلى جانب صور معاصرة التقطت بعدسات مصورين فلسطينيين معاصرين تظهر شعب فلسطين المفعم بالحياة وتعطي أرضها بعدها الانساني الحيوي كأرض لشعب يحب الحياة.
كذلك، تخصص مساحة للشاعر محمود درويش الذي أثر عمله على العديد من المبدعين في العالم العربي، برفقة أعمال الفنان الجزائري رشيد قريشي.
أما المعرض الثالث، تحت عنوان " في حقائب جان جينيه: "الفلسطينيون ساعدوني على العيش"، فقد عرض أعمالا لم تنشر للأديب والكاتب الفرنسي جان جينيه، وقصاصات ورقية ومخطوطات لم تكتمل وسيناريوهات أفلام تركها الأديب الراحل وصديق الشعب الفلسطيني لدى محاميه رولان دوما وزير خارجية فرنسا في عهد الرئيس ميتران، وكثير من هذه المحتويات تسرد حكاية هذا الكاتب المشهور مع الشعب الفلسطيني، الذي قال عنه يوما "الفلسطينيون علموني كيف أعيش".