الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

ديفيد فالا يكتب: أيام أفغانية.. إذا كانت الغاية تبرر الوسيلة.. فالوسيلة أهم من الغاية!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثناء قيام تنظيم القاعدة بتدريبنا الشامل للغاية فى أفغانستان، كانت هناك وحدة فريدة من نوعها تحمل اسم الاستراتيجية والتكتيكات، إذ أنها كانت كافية فى حد ذاتها ولكنها شاركت أيضا فى جميع وحدات التدريب الأخرى.
ببساطة، اختلفت كما قيل لنا من خلال ما يلى: تتمثل الاستراتيجية فى تحديد هدف ينتمى إلى خطة أكبر من هذا الهدف ثم تأتى التكتيكات لتحدد طريقة تحقيق الهدف يكون تدريب القاعدة قريبا من تدريب الضباط وكبار الضباط فى جيوش كتلة الأطلسى أو الناتو، تترك آليات التنفيذ على أرض الواقع لتقدير المديرين التنفيذيين الذين يتم إبلاغهم بالهدف ولكن الصعوبة الوحيدة تتمثل فى اتخاذ قرارات تتناسب مع سلاح مشترك أو عملية مشتركة. وبسبب عدم وجود طائرات وسفن حربية وصواريخ بعيدة المدى، فقد تم تبسيط الجزء الخاص بالروابط المشتركة من التدريب العملى إلى أقصى الحدود.
على سبيل المثال، كان ينتمى تصنيع حزام ناسف إلى وحدة متفجرات ولكنها تظهر فى فقرة اغتيالات أو تصفية مستهدفة، وهذه الفقرة مأخوذة من وحدة الاستراتيجية والتكتيكات، من الناحية العملية، تم تدريبنا على الاستخدام "التقليدى" للمتفجرات، ويتم تدريبنا بعد ذلك على الاستخدام الأكثر تطرفا وعنفا مع فرقة انتحارية.
 


وهذا ما يحدث مع كل الوحدات الأخرى؛ فإذا كنا بصدد دراسة مدفع مضاد للطائرات فإننا نتدرب على استخدامه بالشكل المعتاد، وبعد ذلك يتم تدريبنا عليه لاستخدامه خارج هذا الإطار ليقترح علينا استخدامه ضد المركبات المدرعة الخفيفة ومن الممكن على سبيل المثال وضع مدفع مضاد للطائرات فى اتجاه ممر إجبارى يؤدى إلى واد أو مكان آخر بحيث يمكن إيقاف طابور من مركبات للعدو أو إبطائه. 
وخلال هذا الوقت، يمكن للمجموعة الموضوعة بشكل صحيح القضاء على أفراد هذا الطابور من المركبات التى تم ايقافها عند إطلاق النار من مدفع مضاد للطائرات.
وقد أخبرنا المسئولون أنه كلما طال الصراع كلما تم تحجيم الأعمال الأكثر عنفا، والمثال على ذلك قصف إنجلترا لألمانيا ردا على القنابل الأولى التى أسقطتها اللوفتواف على لندن مما أدى هذا إلى مناوشات ساخنة فى عام ١٩٤٠، منذ اتخاذ هذا القرار من قبل مجلس اللوردات الإنجليز.
فى عام ١٩٤٤، لم تتورع قيادة القاذفات عن مخاوف من تحويل دريسدن إلى رماد بقنابل الفوسفور التى أحرقت المدنيين فى الأقبية وملاجئ الغارات الجوية.
أيضا، وباختصار فقد قيل لنا إن الجهاد فى الإسلام يفرض علينا اختيار الخيار الأكثر عنفا بشكل منهجى من البداية، السببان الرئيسيان لذلك هما: أن هناك من قال لمحمد إنه أثناء اعداده لجيش انه يجب أن ينشر الرعب فى صفوف العدو على بعد شهر من المسيرة مما يفسر أن الإرهاب أمرا ضرورى، فلا يوجد شىء أكثر فاعلية من العنف الزائد منذ البداية، واستخدام العنف منذ البداية يسمح بوضع الخصم فى حالة من الذهول يمكن استثمارها للحصول على مكاسب بسرعة.
يبدو كما لو أن الاستراتيجية والتكتيكات قد اندمجا فى تعايش كامل بحيث أصبح الجانب التكتيكى للإرهاب عنصرا استراتيجيا أساسيا، والعكس صحيح.
أحيانا ما نرى أن الإرهاب يصبح استراتيجية وتكتيكا، على سبيل المثال استيلاء داعش على الموصل بدون رصاصة واحدة تقريبا، فقد سيطرت عناصر داعش على ميكروفونات المساجد فى المدينة واستبدلوا الأذان بالتهديدات والوعود بأسوأ معاملة لوحدات الجيش العراقى الذى رحل وتخلى عن المبانى فى أقل من ساعتين.
ومن هنا أدركت الجماعات الجهادية أن الإرهاب ليس خيارا بل هو السبيل الوحيد للمضى قدما.

معلومات عن الكاتب
ديفيد فالا.. جهادى فرنسى تائب، اعتنق الإسلام فى شبابه، وقام بمحاولة فاشلة للانضمام إلى صفوف المجاهدين الأجانب الذين ذهبوا لدعم مسلمى البوسنة خلال حرب البوسنة والهرسك، ثم غادروا للتدريب فى معسكر جهادى فى أفغانستان.. ولدى عودته، شكل خلية إسلامية وتم تفكيكها فى سياق هجمات عام 1995. وفى عام 1998، حكم على فالا بالسجن ست سنوات، وخلال السنوات التى قضاها فى السجن، قرر الانفصال عن الأيديولوجية الإسلامية ثم عاود الاندماج فى المجتمع الفرنسى، فى عام 2010، قرر الخروج من الصمت للإدلاء بشهادته حول تجربته.