يوافق اليوم السبت 27 مايو من كل عام، اليوم العالمي للتصلب المتعدد، والذي يتم من خلاله إطلاق الحملات التوعوية عن المرض على مدار شهر كامل، حيث يتم نشر قصص المرضى بهدف زيادة الوعي.
يتراوح عدد مرضى التصلب المتعدد في مصر ما بين 20 إلى 30 ألفا، ويبلغ عدد المرضى الذين يتلقوا العلاج نحو نحو 6 آلاف، حيث نجحت الدولة في إنفاق 300 مليون جنيه لعلاجهم، وفقًا لإحصائيات صادرة عن منظمة الصحة العالمية.
بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، نشر MSIF المصدر الأكثر شمولًا للبيانات العالمية حول وبائيات مرض التصلب العصبي المتعدد، أطلس مرض التصلب العصبي المتعدد، ويظهر أن هناك 2.8 مليون شخص يعيشون مع مرض التصلب العصبي المتعدد على مستوى العالم في عام 2020.
مرض التصلب المتعدد "MS"
يصنف مرض التصلب المتعدد مرضًا مزمنًا، يسبب خلل في جهاز المناعة، المسئول عن مهاجمة الميكروبات والأمراض ويحافظ على الجسم، حيث يحدث خلل بالجهاز المناعي، مما يجعله غير قادر على التفرقة بين الجسم والميكروبات الخارجية، ففي حالة مهاجمة جهاز المناعة الجهاز العصبي المركزي وهم "المخ والحبل الشوكي"، وإذا تم تأكل المادة البيضاء، وهي الغلاف الغشاء الخاص بالعصب ينتج عنه مرض "MS"، والذي هو في النهاية عبارة عن خلل أو اضطراب في جهاز المناعة، فليس هناك نقص أو زيادة في المناعة، ولكن ينتج عنها عدم تفرقة الميكروب من الجسم.
يتسبب المرض في تخريب المادة العازلة والمغلفة للعصب (مادة الميلين) تماما، كما يحصل عند تخريب العازل الذي يلف سلك الكهرباء، وبتخريب هذه المادة يضطرب نقل المعلومات وسرعتها وقوتها كأوامر من الدماغ إلى أقسام الجسم الأخرى، ويؤدي هذا إلى حدوث أعراض المرض وظهور العديد من الندبات في أوقات مختلفة وأماكن مختلفة بجسد المريض، وتأتي أعراض المرض على شكل عدم اتزان في الحركة أو ضعف في الأطراف واضطراب في الرؤية إلى جانب مشكلات في التركيز والذاكرة وصعوبة في الإخراج.
أعراض المرض وتأثيراته
وبدروها، تقول الدكتورة دينا زمزم، رئيس وحدة "MS" في قسم المخ والأعصاب بمستشفى الدمرداش، إن أعراض مرض التصلب المتعدد قد تكون مشكلة في الجهاز الحركي وعدم وجود اتزان في الأيدي أو الأرجل، أو قد تتجسد في الرعشة أو "التنميل" في الوجه، وتحديدًا العصب الخامس أو في جزء من الجسم أو طرف من الأطراف أو الجزع، أو تتسجد الأعراض في مشكلة في الإخراج أو عدم تحكم في البراز واحتباس أو إمساك شديد، مشيرة إلى أن المرض يؤثر على الرؤية سواء ازدواج في الرؤية أو "زغللة"، ويؤثر على التركيز أو الذاكرة، فهناك نوعين من المرض نوعي انتكاسي والذي يظهر على المريض الأعراض السابق ذكرها فجأة وتستمر إلى يوم أو أكثر، أما النوع الثاني التقدمي وهو الذي يزيد من الأعراض بعد الانتكاسات.
وتابعت الدكتورة «دينا»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن مرضى التصلب المتعدد يتم معرفة إصابتهم بالمرض من خلال أشعة الرنين المغناطيسي على المخ والفقرات العنقية والظهرية لفحص الحبل الشوكي، موضحة أنه هناك علاج لمصابي "MS" وهو حقن "الإنترفيرون" يحصل عليها المرضى بانتظام، والتي تساهم في التحكم في نشاط المناعة، وقد يحصل المريض عليه يومًا بعد يوم أو أسبوعيًا حسب حالته الصحية، وهناك بدائل للحقن وهي أقراص "أوباجيو- تيكفيديرا" تحمل نفس فعالية الإنترفيرون وبآثار جانبية أقل، لا تسبب السخونة والصداع الناتج عن الحقن، ولا تسبب مشكلات للسيدات الحوامل تحديدًا، وتعد الاختيار الأنسب لهن، وكذلك للفتيات المقبلن على الزواج، وهذه هي أدوية المرحلة الأولى من المرض وتتاح الحقن على نفقة الدولة.
وتوضح، أنه هناك أدوية للمرحلة الثانية من المرض والمتاحة على نفقة الدولة هي أقراص "جيلينيا"، حيث يحصل المريض على قرص واحد يوميًا، وهناك علاج آخر يسمى "تيسابري"، ويحصل عليه المريض مرة واحدة كل شهر، لافتة إلى أنه في حالة تحول المرض للنوع التقدمي المتزايد تدريجيًا، يحصل المريض على أدوية "إندوكسان- سيتوكسان"، والتي تعد مثل العلاج الكيماوي، فكان يستخدم الكورتيزون لعلاج الهجمات التي يسببها المرض، ولكن هذه الأدوية جميعها لا تحتوي على كورتيزون، فلكل مرحلة من المرض علاج معين يحصل عليه المريض للتحكم في نشاط المرض وممارسة المريض حياته بشكل عادي، كما أن الدولة توفر هذه الأدوية مجانًا سواء لأصحاب التأمين الصحي أو عن طريق العلاج على نفقة الدولة.
الفتيات أكثر عرضه للإصابة بـ"MS"
تقول الدكتورة عزة عبد الناصر، رئيس قسم الأعصاب بكلية طب جامعة عين شمس، إن مرض التصلب المتعدد "MS" هو مرض مناعي يصيب الجهاز العصبي المركزي المكون من "المخ والحبل الشوكي"، ينتج عن الاضطراب المناعي إصابة بشكل التهابات تأتي في أماكن معينة في المخ أو الحبل الشوكي، وينتج عنه إزالة المادة البيضاء "المايلين"، مشيرة إلى أن الفئات التي تتعرض للإصابة بهذا المرض تبدأ من عمر 20 عامًا وحتى 50 عامًا، فإنه يصيب فئة الشباب ويؤثر عليهم نفسيًا بشكل سلبي، كما أن الفتيات أكثر عرضه للإصابة بـ"التصلب المتعدد" بنسبة 3: 1.
وتتابع الدكتورة «عزة»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن أعراض مرض التصلب المتعدد تكمن في حدوث "تنميل مفاجئ" مستمر سواء في طرف علوي أو سفلي، وقد يأتي في شكل عدم اتزان أثناء المشي، ومن الأعراض الشائعة أيضًا إصابة الرؤية في أحد العينين نتيجة ضعف العصب البصري، أو حدوث الرؤية المزدوجة، كما أنه من الممكن حدوث ضعف في الأطراف "الأيدي أو الأرجل"، وقد يحدث آلام في الرقبة مع الحركة، وتحدث أعراض للدوار مصابة للصداع أو عدم وجود الصداع، وعدم القدرة على التحكم في التبول إلى حد ما، مضيفة أن المريض يقوم بعمل فحوصات وهي رنين المخ والحبل الشوكي، والذي يظهر بؤر الالتهابات في أماكن معينة تتماشي مع الأعراض التي تظهر على المريض، أو قد يتم سحب السائل النخاعي من أسفل الظهر، وهو الأمر الموجود في كافة وحدات التصلب المتعدد الموجودة في المستشفيات الجامعية أو وحدات وزارة الصحة التي تعالج مرضى "MS".
وتواصل، أن المريض الذي يتعرض لهجمة مفاجئة من أعراض المرض السابق ذكرها يتم علاجه بشكل سريع، حيث يتم علاج الالتهاب الناتج عن هذه الهجمة التي تحدث بسبب "MS"، لافتة إلى أنه علاج وقائي يحصل عليه المريض لحمايته من أي هجمات قد يتعرض لها فيما بعد، فإن كل هجمة تكون بالسلب على المخ والحبل الشوكي، ويتم تشخيص المريض سريعًا وإعطائه العلاج الوقائي لحماية المخ والحبل الشوكي من فقدان جزء من الوظائف أو كفاءة الخلايا والمناطق العصبية، فهناك مجموعة من الأدوية ما بين حقن أو أقراص أو محاليل لمرض التصلب المتعدد، وكل مريض يحصل على العلاج المناسب لحالته الصحية، ويختلف الدواء الذي تحصل عليه مرأة متزوجة عن أخرى غير متزوجة ويختلف دواء امرأة حامل عن أخرى غير مستعدة للحمل وهكذا، مؤكدة أن هذه الأدوية متوفرة، حيث تعرف الدولة أنه مرض مزمن قد ينتج عنه إعاقة ما، فإنها توفر العلاج لمرضى التصلب المتعدد من خلال التأمين الصحي ووزارة الصحة، وعمل وحدات "MS" في المستشفيات الجامعية على مستوى الجمهورية، والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة.