تماما كما أن لكل دولة هيئة أرصاد جويه تتنبأ بأحوال الطقس ودرجات الحراره ومستوى ارتفاع وانخفاض أمواج البحر؛ هناك هيئة أرصاد عالميه تتنبأ بالأوبئة والجوائح، "جمع جائحة".
أهم أعضاء هذه الهيئه المعروفين بالنسبه لسكان الكوكب على الأقل ليسو أطباء،ولا حتى علماء بيولوجى؛ إنهما الملياردير الأمريكى بيل جيتس صاحب ميكروسوفت، وجو بايدن رئيس الولايات المتحده.
مدير عام منظمة الصحه العالمية تيدروس أدهانوم غيبروسوس يمكن اعتباره على نحو ما الناطق الرسمى باسم هذه الهيئة.
كلنا يذكر كيف أصاب الذعر شعوب العالم عندما بدأ الحديث عن تفشى وباء كورونا " كوفيد١٩" إنطلاقا من جمهورية الصين الشعبيه؛ كان الحدث مفاجئا بأغلب الشعوب إن لم يكن جميعها.
لكن رجلا واحدا كان قد تنبأ بالوباء قبل فتره وهو الملياردير الأمريكى بيل جيتس حيث تفاجأ الجميع مرة أخرى بتصريح سابق له يتوقع انتشار وباء عالمى إنطلاقا من الأراضى الصينيه.
إنشغال الحكومات بمواجهة فيرس كورونا القاتل وسقوط ملايين الضحايا،لم يسمح بالتوقف ولو قليلا لتحليل وتفسير تحذير بيل جتس الذى سبق انتشار الوباء بفترة طويله؛ بعض الأصوات تحدثت عن نظرية المؤامره متسائلة كيف نما الى علم الملياردير الأمريكى نبأ الجائحه ؟!.
ولأن خطاب من يصفون إنفسهم باالآعتدال والعقلانيه دأب على السخريه من مجرد الحديث عن وجود نظرية المؤامره لتفسير بعض الوقائع والأحداث ؛ لم يلتفت الغالبيه لأسئلة المندهشين من تصريحات الملياردير الأمريكى.
ونتيجة لتعدد ألأسباب الداخلية لتأخر وتخلف ماتسمى الدول الناميه وشعوب العالم الثالث لم تعد نظرية المؤامره تلقى ذلك الرواج بين نخبها،ماأدى إلى غياب أية إشاره فى الخطاب الإعلامى أو السياسى لتصريحات بيل جيتس المثيره لكل علامات الإستفهام والتعجب.
يقول المثل الشعبى المصرى (اللى يتلسع من الشوربه ينفخ فى الزبادى) وظنى أن شعوبنا الناميه كانت أكثر المتضررين من جائحة كورونا بسبب ضعف مؤسساتها الصحيه وهياكلها وبناها بشكل عام؛ لذلك سيتعين علينا هذه المره اعتماد نظرية المؤامره لتفسير تحذيرات مديرو منظمة الصحه العالميه قبل أيام من انتشار وباء جديد قريبا وتأكيده على أن الوباء سيكون فتاكا وقاتلا،دون أن يستقر على توصيف يحدد طبيعته، حيث أشار إلى أن الجائحه الجديده التى ستحل علينا قد تكون بفعل عامل بشرى تدخل لإنتاج أسلحة بيولوجية،أو تطور لفيرس موجود باالفعل.
هذا التحذير من وباء وشيك سيهدد البشريه سبقه بأكثر من عام تحذير مماثل أطلقه الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال مؤتمر صحفى وباالتحديد فى ٢٢ يونيو ٢٠٢٢.
بايدن شدد فى ذلك التاريخ على تعرض العالم لجائحة جديده بينما كنا بصدد التعافى من وباء كورونا؛ وبعدها بأشهر عاد بيل جيتس مجددا ليعلن تنبؤاته بشأن جائحة مدمره ستكون أكثر فتكا باالبشر من كورونا.
السؤال هل الفيروسات والبكتيريا تتطور بشكل يهدد الحياه عبروسائل وطرق يمكن من خلالها رصد حركة ونمو تلك الفيروسات اللعينه؛ على نحو يقترب من حركة السحب والرياح والعواصف التى تجعلنا نتنبأ بهبوبها ومناطق ومواعيد هطول الأمطار ؟!
معمل الحرب البيولوجيه التى كانت تملكها الولايات المتحده الأمريكيه فى أوكرانيا قد تقدم الآجابه الوافيه.
روسيا ومع بداية عمليتها العسكرية الخاصه كشفت بالوثائق عن وجود عدة مختبرات لتطوير الأسلحة البيولوجيه أو الفيروسيه على الأراضى الأوكرانيه برعاية وتمويل أمريكى؛ ثم توالت عمليات الكشف عن العديد من هذه المختبرات لعدة دول آسيويه وإفريقيه.
ودائما كان الداعم والراعى الأمريكى القاسم المشترك بينها جميعا؛ لذلك ليس غريبا أن يكون أبرز أعضاء هيئة الأرصاد العالميه للأوبئه أمريكيان أحدهما ملياردير وصاحب أكبر شركة لتكنولوجيا الحاسبات الآليه والآخر سياسى مخضرم هو الآن بدرجة رئيس.
ظنى أنه قد آن الأوان التعامل بجديه مع حلم المليار الذهبى التى تتبناه قوه عالميه تسعى للإنفراد بالكوكب،وإعادة قراءة وتحليل السياسات الإقتصاديه والآجتماعيه والبيئية لبعض النظم السلطويه التى تدور فى فلك البيت الأبيض ذلك إن مخطط المليار الذهبى يحتاج الى أذرع تنتشر حول العالم لتحقيق أهدافه.