تعد السياحة العلاجية أحد أبرز أنواع السياحة شيوعًا في الآونة الأخيرة، وبخاصة في ظل انتشار الأمراض والأوبئة في العالم الأمر الذي دعا الدول إلى تطوير مقوماتها لتستقطب أكبر قدر ممكن من السياح من شتى أنحاء العالم، وهو ما دفع مصر لمحاولة اللحاق بالركب، فمؤخرًا أطلقت العديد من البرامج الترويجية للمقومات السياحية في مصر، وكان من بينها إطلاق تطبيق أضخم برامج السياحة العلاجية بمستشفياتها في محافظات التأمين الصحي الشامل "بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، وجنوب سيناء".
وبعد نجاح البرنامج، أعلنت الهيئة العامة للرعاية الصحية، عن إطلاق حملة للترويج لمشروعها للسياحة العلاجية "نرعاك في مصر"، للترويج لمقومات السياحية العلاجية في الموانئ المختلفة بهدف استقطاب القادمين على المراكب السياحية ببورسعيد، حيث بدأت الحملة الترويجية لمشروع "نرعاك في مصر" على السفينة السياحية Vaiking Mars، والقادمة من ميناء شرم الشيخ، ضمن سلسلة الرحلات البحرية السياحية المقرر قدومها إلى ميناء بورسعيد السياحي، التابع للمنطقة الاقتصادية.
أهداف الحملة
وتستهدف الحملة – بحسب البيان الصادر عن هيئة الرعاية الصحية – الترويج للسياحة العلاجية بين القادمين على السفينة والتي تحمل على متنها 917 راكبا و455 طاقم السفينة من جنسيات مختلفة، مشيرًا إلى الترويج للخدمات الطبية والعلاجية والإمكانات الموفرة داخل مستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية ببورسعيد، ومضيفًا أن مستشفيات الهيئة تقدم خدمات وجراحات طبية وعلاجية متطورة، كما أنها مجهزة بالعديد من الأجنحة الفندقية بأحدث التجهيزات العالمية.
ولعل من أبرز مميزات الحملة تطويع التكنولوجيا المتقدمة، حيث استخدام القائمون على الحملة تقنية الواقع الافتراضي لعمل جولات افتراضية للسائحين للتعرف على إمكانات مستشفيات الهيئة العامة للرعاية الصحية، وتجهيزاتها الطبية الهائلة، وخدماتها للسياحة العلاجية، ومدى مطابقاتها لاحتياجاتهم وتطلعاتهم قبل التعامل معها، مؤكدًا قدرات الهيئة على تطبيق أضخم برامج السياحة العلاجية، وتحقيق مواقع متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية.
"نرعاك في مصر" استكمال لبرنامج شامل للسياحة العلاجية
وقال الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، إن العلامة التجارية "نرعاك في مصر" أثبتت قدرتها على تقديم الرعاية الطبية المميزة للوافدين الأجانب بمعايير قياسية، مؤكدًا أن الهيئة تمضي قُدمًا في تنشيط ملف السياحة العلاجية وفق توجهات القيادة السياسية، باعتبار مصر أحد المراكز العلاجية الكبرى بعد تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل التي ترتكز على معايير الجودة العالمية، والتي أعادت وضع مصر على خريطة الصحة عالميًا بفضل دعم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية للرعاية الصحية بما يضمن حياة كريمة لكل المصريين والوافدين.
وأكد الدكتور مصطفى شعبان، رئيس إقليم محافظات القناة والمشرف العام على فرع هيئة الرعاية الصحية ببورسعيد، أهمية ترويج مصر كمقصد للسياحة العلاجية في مختلف دول العالم، مضيفًا أن المُضي قدمًا نحو وضع مصر على خريطة السياحة العلاجية عالميًا يأتي في ضوء تنفيذ توجيهات الدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية بعمل أضخم منظومة علاج فندقي بمستشفيات الهيئة للمصريين والأجانب، والاستفادة المُثلى من إمكانات منشآت هيئة الرعاية الصحية لتحقيق ذلك، وتابع: بمستشفيات الهيئة أحدث تجهيزات طبية، وأفضل كوادر طبية، واستعدادات مميزة لتنفيذ برامج السياحة العلاجية.
توقعات بارتفاع إيرادات السياحة
وتزامن إطلاق الحملة مع توقعات بارتفاع إيرادات السياحة، حيث قال أحمد الوصيف رئيس لجنة تسيير أعمال اتحاد الغرف السياحية، إنه من المتوقع أن تستقبل مصر العام الحالي ما إجماليه 15.5 مليون سائح، وبمتوسط إنفاق 100 دولار، يزيد الناتج الربحي عن 15 مليار دولار، وذلك بحسب ما أعلن عنه البنك المركزي المصري من ارتفاع أعداد السائحين الوافدين لمصر خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 40% مقارنة بالفترة نفسها عام 2022، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم على هامش اجتماع الجمعية العمومية العادية لغرفة المنشآت الفندقية.
وفي هذا الشأن دعا مجدى البنودي، الخبير السياحي، إلى ضرورة العمل على تعزيز السياحة العلاجية في مصر التي لا تزال عند مستويات منخفضة بالمقارنة بالسياحة الترفيهية والأثرية، حيث تستحوذان على النصيب الأكبر من الوافدين.
وأكد "البنودي" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إلى ضرورة العمل على إنشاء منتجعات علاجية بالقرب من مناطق الاستشفاء الطبيعى، بالإضافة إلى صياغة برامج ترويجية متخصصة في السياحة العلاجية للعمل على تنشيط وتسويق هذا النوع المهم من السياحة، والذي تمتلك فيه مصر العديد من المقومات الطبيعية.
وتابع: "مصر من بين البلدان التي حباها الله العديد من المقومات السياحية، التي تسهم في الارتقاء بالسياحة العلاجية، في ظل توافر طقس معتدل طوال العام، الأمر الذي يستلزم إنشاء منتجعات صحية علاجية تأهيلية للأفواج والأفراد المتواجدة في النقاط الأكثر جذبا للياح في مصر".
من جهته، دعا الخبير في مجال السياحي، الطيب عبدالله، إلى ضرورة استغلال ثروات ومقومات السياحة العلاجية بمناطق الواحات، حيث تتوافر الآبار والعيون الكبريتية، وهو ما يتطلب إقامة أماكن استشفاء في الواحات وبخاصة واحة سيوة والفرافرة.
وأضاف "عبد الله" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إلى أن منطقة الواحات تزخر بعدد كبير من مناطق الاستشفاء الطبيعية، ومن بينها عيون موسى؟، التي تستقطب السياح من شتى بقاع العالم، رغبة في الاستشفاء، وهو ما يتطلب تعزيز حملات التسويق والترويج لإمكانات مصر المتوفرة للنهوض بالسياحة العلاجية".
