ينظم أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، ضمن فعاليات صالون ضي الثقافي بالزمالك، في السابعة من مساء الأربعاء المقبل، حفل توقيع ومناقشة كتاب الشاعر الكبير جمال القصاص "جدل البصر والبصيرة".
الكتاب يقدم فيه القصاص قراءات جمالية ونقدية في أعمال عدد كبير من الفنانين التشكيليين المصريين، وصدر عن هيئة قصور الثقافة ضمن سلسلة كتب الفن التشكيلي. يناقش الكتاب والمؤلف، الفنان الكبير الدكتور حمدي عبد الله والناقدة الدكتورة أمل تصر والمفكر الكبير نبيل عبد الفتاح والفنان الدكتور محمد عبلة والفنان عبد الوهاب عبد المحسن والفنانة سماء يحيى، ويدير الحوار الصحفي والشاعر محمد حربي مدير صالون ضي الثقافي.
وقال الناقد التشكيلي هشام قنديل: إن جمال القصاص من الشعراء القلائل في العالم العربي الذين يهتمون بإبداع الفنانين التشكيليين وقضايا الفن التشكيلي، وأحد من أسهموا في تطوير العمل بجاليري ضي، وتأتي ندوته في إطار فلسفة الجاليري التي تقدم قراءات نقدية في كل المعارض الفنية التي يتم تنظيمها وفي إطار الاحتفاء بالجهود النقدية في متابعة إبداع الفنانين.
ويتحدث القصاص خلال الفعالية عن علاقته بالفن التشكيلي وكيف أسهم الشعر في تطوير أدواته النقدية لمقاربة أعمال التشكيليين المصريين.
وتقول الناقدة أمل نصر رئيس تحرير السلسلة: إن إبداعات اللغة وإبداعات الفن التشكيلي ما هي إلا طرائق مختلفة لرؤية العالم وإعادة تشييده، وفي وسعنا أن نعتبرهما شكلين مختلفين لمحاولة فنية واحدة، فكل منهما اجتاز نفس المخاطرة التي اجتازها الآخر عبر رحلة من التحولات على مدار تاريخهما.
من هنا جاءت تلك القرابة الوثيقة بين الشعر وفنون التشكيل، فقد مثل التواصل بين الشعر والتصوير شاغلا خاصا لدى العديد من الكتاب والفنانين، على سبيل المثال يذكر يوسيوس وونج فى كتابه التاو the tao: "إن الطريقة التي تتشكل بها العناصر وتتألف في الصورة تمثل لغة الفنان البصرية، والطريقة التي يختار الفنان بها عناصره تطابق الطريقة التي يختار بها الكاتب الكلمات التي تحمل الدلالة المناسبة للتعبير عن المشاعر. إن الفينين يلتقيان من ناحية الإبداع ومن ناحية التلقي، فالشاعر يستدعي مخزونه الخاص من الصور حين يشرع في كتابة القصيدة، وكذلك المصور حين يشرع بالرسم".
وتردف: من هنا جاءت خصوصية هذا الكتاب للشاعر والناقد الكبير جمال القصاص الذي نبحر معه في أعمال مجموعة من الفنانين عبر رؤية شاعر أصبح مولعًا بالفن التشكيلي فغمر نصه النقدي بعبق الشعر وبصيرته، فعندما يكتب شاعر مثل جمال القصاص دراسات في النقد التشكيلي فإنه بلا شك ينقل زخم القصيدة وصورها إلى نصه النقدي الإبداعي، ويستثمر لغته الشاعرة الحافلة بالصور والتخييل في التعبير عن العمل الفني وتتبع رحلته.