لم يكن جيل السبعينات جيلًا عاديًا وإنما كان – وبسبب أحوالٍ سأذكرها – جيلًا متفردًا منه يستمد معظم من يطلقون على أنفسهم "النخبة" اليوم تاريخهم ومجدهم من أنهم كانوا ضمن "الطليعة الطلابية في السبعينات".
وهذا الجيل كان جيلًا مسكينًا على خلاف ما يعتقد الأكثرون، تكونت ثقافته نتيجة لمجموعة من الأحوال المضطربة عالميًا ومحليًا.
فقد نشأت دول وتوارت أخرى وظهرت أحوالٌ وأحوالٌ وتناقضات ومتناقضات.
نشأت إسرائيل وباكستان من العدم وظهرت أمريكا كقوة عظمى وتأخرت بريطانيا بعد حلول أمريكا محلها وانفصل السودان عن مصر وظهر كدولة مستقلة، وخرج نظام يوليو يُرْغي ويُزْبد بأنه سيهزم إسرائيل ومن وراء إسرائيل وما شابه من الخطب الرنانة التي لم تكن سوى للاستهلاك المحلي! ليصطدم هذا الجيل ويفيق من أحلامه الرومانسية على صخرة الواقع القاسية بالفشل الذريع لنظام يوليو وخيبته الكبرى على الحقيقة والواقع باحتلال سيناء وهضبة الجولان والفشل الاقتصادي والاجتماعي والفشل النهائي في كل الأصعدة إلا على صعيد الإعلام والخطب.
فبعد أن بدى لكل أحد فشلُ التجربة الناصرية في تحقيق الحلم التنموي بعد سقوط النظام الملكي وبعد الكوارث التي تعرضت لها مصر بل والوطن العربي كله وظهور كذب كل تلك الشعارات الرنانة الطنانة؛ ظهر السؤال القديم المتجدد: ما هو الحل؟
كيف السبيل إلى الخروج من الأزمة؟
كيف ننتصر ونحقق النماء؟
كيف نهزم الاستعمار؟ بعيدًا عن شعارات النظام الناصري!
فانقسم الناس لثلاثة أقسام لكلٍ منهم إجابة على هذا السؤال:
الأول: يرى الحل في "المصرية" أو القومية المصرية وأن يكون انتماؤنا لمصر دون غيرها بحضارتها المصرية الفرعونية القديمة، بمعنى أن الجامع الذي يجمعنا هو: أننا مصريون وعلينا أن نرجع إلى الحضارة المصرية الفرعونية وبعضهم كان يردد على استحياء وآخرون من غير خشى أن علينا أن نجاوز فترة الإسلام إلى ما قبله لاعتقادهم أنه – أي الإسلام – كان سببًا في التخلف!!!
الثاني: يرى الحل في العروبة والانتماء للعرب والعالم العربي وهو ما أطلق عليه أربابه "الجامعة العربية" أي الرابطة التي تربطنا وتجمعنا هي عروبتنا، ولا علاقة لهذا بالكيان المسمى "جامعة الدول العربية".
وأما الثالث: فكان يرى الحل في الإسلام – وبالمناسبة من هنا سرق الإخوان شعار: الإسلام هو الحل ـبمعنى أن ما يجمعنا هو الإسلام وأن يجتمع المسلمون والدول الإسلامية ليشكلوا قوة تستطيع مواجهة العدو والانتصار على الاستعمار والتحرر من قيوده، وهو القسم أطلق عليه: "الجامعة الإسلامية".
وكان القسم الثالث هذا يضم عددًا كبيرًا من الحركات الإسلامية في الجامعات وغيرها أغلبهم من الشباب وكذلك يضم من لا ينتمي للحركات الإسلامية وله توجهٌ إسلامي وكانت الإخوان كعادتها تسعى للسيطرة على هذا التكتل ليعمل تحت رايتها أو تستفيد من نتائج عمله فيصب في النهاية في مصالحها.
ثم في أواسط ومع نهاية السبعينيات بدأت تتشكل تكتلات صغيرة داخل هذا التجمع الكبير لتخرج منه جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية وغيرهما من الجماعات والتكتلات.
ولكن ظل في النهاية لبسٌ كبيرٌ عند الكثيرين ممن يزعمون الثقف والثقافة بين "الجماعة الإسلامية" و"الجامعة الإسلامية" وبينهما كبير خلاف لذا أحببت أن أنوه إلى الفارق والسلام.
وهذا الجيل كان جيلًا مسكينًا على خلاف ما يعتقد الأكثرون، تكونت ثقافته نتيجة لمجموعة من الأحوال المضطربة عالميًا ومحليًا.
فقد نشأت دول وتوارت أخرى وظهرت أحوالٌ وأحوالٌ وتناقضات ومتناقضات.
نشأت إسرائيل وباكستان من العدم وظهرت أمريكا كقوة عظمى وتأخرت بريطانيا بعد حلول أمريكا محلها وانفصل السودان عن مصر وظهر كدولة مستقلة، وخرج نظام يوليو يُرْغي ويُزْبد بأنه سيهزم إسرائيل ومن وراء إسرائيل وما شابه من الخطب الرنانة التي لم تكن سوى للاستهلاك المحلي! ليصطدم هذا الجيل ويفيق من أحلامه الرومانسية على صخرة الواقع القاسية بالفشل الذريع لنظام يوليو وخيبته الكبرى على الحقيقة والواقع باحتلال سيناء وهضبة الجولان والفشل الاقتصادي والاجتماعي والفشل النهائي في كل الأصعدة إلا على صعيد الإعلام والخطب.
فبعد أن بدى لكل أحد فشلُ التجربة الناصرية في تحقيق الحلم التنموي بعد سقوط النظام الملكي وبعد الكوارث التي تعرضت لها مصر بل والوطن العربي كله وظهور كذب كل تلك الشعارات الرنانة الطنانة؛ ظهر السؤال القديم المتجدد: ما هو الحل؟
كيف السبيل إلى الخروج من الأزمة؟
كيف ننتصر ونحقق النماء؟
كيف نهزم الاستعمار؟ بعيدًا عن شعارات النظام الناصري!
فانقسم الناس لثلاثة أقسام لكلٍ منهم إجابة على هذا السؤال:
الأول: يرى الحل في "المصرية" أو القومية المصرية وأن يكون انتماؤنا لمصر دون غيرها بحضارتها المصرية الفرعونية القديمة، بمعنى أن الجامع الذي يجمعنا هو: أننا مصريون وعلينا أن نرجع إلى الحضارة المصرية الفرعونية وبعضهم كان يردد على استحياء وآخرون من غير خشى أن علينا أن نجاوز فترة الإسلام إلى ما قبله لاعتقادهم أنه – أي الإسلام – كان سببًا في التخلف!!!
الثاني: يرى الحل في العروبة والانتماء للعرب والعالم العربي وهو ما أطلق عليه أربابه "الجامعة العربية" أي الرابطة التي تربطنا وتجمعنا هي عروبتنا، ولا علاقة لهذا بالكيان المسمى "جامعة الدول العربية".
وأما الثالث: فكان يرى الحل في الإسلام – وبالمناسبة من هنا سرق الإخوان شعار: الإسلام هو الحل ـبمعنى أن ما يجمعنا هو الإسلام وأن يجتمع المسلمون والدول الإسلامية ليشكلوا قوة تستطيع مواجهة العدو والانتصار على الاستعمار والتحرر من قيوده، وهو القسم أطلق عليه: "الجامعة الإسلامية".
وكان القسم الثالث هذا يضم عددًا كبيرًا من الحركات الإسلامية في الجامعات وغيرها أغلبهم من الشباب وكذلك يضم من لا ينتمي للحركات الإسلامية وله توجهٌ إسلامي وكانت الإخوان كعادتها تسعى للسيطرة على هذا التكتل ليعمل تحت رايتها أو تستفيد من نتائج عمله فيصب في النهاية في مصالحها.
ثم في أواسط ومع نهاية السبعينيات بدأت تتشكل تكتلات صغيرة داخل هذا التجمع الكبير لتخرج منه جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية وغيرهما من الجماعات والتكتلات.
ولكن ظل في النهاية لبسٌ كبيرٌ عند الكثيرين ممن يزعمون الثقف والثقافة بين "الجماعة الإسلامية" و"الجامعة الإسلامية" وبينهما كبير خلاف لذا أحببت أن أنوه إلى الفارق والسلام.