لا تمر ساعة أو يوم، إلا ويتلقى الخط الساخن 137 الذي خصصته وزارة الصحة للرعاية العاجلة، اتصالات لحالات تبحث عن سرير في "العناية المركزة"، وهنا قد يجد المريض ضالته فى توفير سرير عناية، وقد لا يجد، ليظل على فراشه ينازع «الموت»، وهو ينتظر أن يدق عليه الباب في أي لحظة.
تتوالى الصرخات والاستغاثات من الأهالي في مختلف المحافظات لتوفير سرير رعاية مركزة بشكل عاجل، مما دفع وزارة الصحة للبحث عن حلول لهذه الأزمة التي أصبحت "صداع مزمن"، خاصة أن بعض المحافظات عدد أسرة الرعاية المركزة بها والتي تعمل فعليًا، لا يتعدى أصابع اليد أو تزيد قليلا.
ورغم جهود الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، ووحدة الحالات الإنسانية بالمكتب الإعلامى للوزارة، في خدمة ومساعدة الحالات المرضية، خاصة عقب إطلاق وزارة الصحة للمشروع القومي للرعايات والحضانات والطوارئ، التي ساعدت في تجميع ورؤية كل الأسرة بالمستشفيات، وتوفير سيارة إسعاف لنقل المريض من مكانه إلى أقرب مستشفى متوفر بها سرير عناية مركزة، لكن تظل الأزمة قائمة، ويظل المريض الذى يحتاج إلى «سرير رعاية» ينتظر الأمل فى البقاء على قيد الحياة قائمًا.
وهناك العديد من المشكلات التي تواجه الحل، منها على سبيل المثال، عدم توافر القوى البشرية الطبية المؤهلة لتشغيل غرف العناية المركزة بالمحافظات، فهناك العشرات من أسرة الرعاية بالمستشفيات، وهى مغلقة تمامًا وغير مدرجة ضمن المنظومة؛ بسبب قلة وعدم توافر الأطباء لتشغيلها.
وتأتى المشكلة الثانية فى عدم توافر الموارد المالية اللازمة للتعاقد مع هؤلاء الأطباء - إن وجدوا - إذ تظل مرتباتهم ومستحقاتهم المالية معلقة لبضعة أشهر، مما دفع العديد من الأطباء للعزوف عن العمل بوزارة الصحة.
ومع تكرار المعاناة التي يعيشها أهالي المريض الذي يحتاج لـ"سرير في العناية المركزة" ووفاة البعض قبل التمكن من إيجاد سرير له.
أُرسل نداءً بضرورة تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل تلك الأزمة، وذلك بإطلاق "مبادرة لإنهاء قوائم انتظار الرعاية العاجلة"، أسوة بمبادرة "إنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية" التي استطاعت تخفيف وإنهاء آلام عشرات الآلاف من المواطنين.
كما اقترح إنشاء "مجمع طبي للرعاية المركزة" في كل محافظة ويتم البدء بالقاهرة والجيزة، بإنشاء مجمع طبى بطاقة 500 - 1000 سرير رعاية متوسطة ومركزة، ثم تنتقل التجربة إلى باقي المحافظات، بجانب تطوير ومضاعفة عدد أسرة الرعاية المركزة في المستشفيات الحالية.