قالت الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، إن استمرارية العلاقات المصرية الإماراتية وعمقها يعود لتشجيع حاكمي دولة الإمارات عبر التاريخ عليها، وعلى رأسهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ كان من محبي الدولة المصرية وشعبها، كما أن وجوده على رأس الحكم ضمن لمصر مواقف مساندة من دولة الإمارات أبرزها مواقفها خلال العدوان الثلاثي على مصر، واشتراك أمراء منهم في الحرب، فضلا عن موقفها إزاء مصر بعد اتفاقية السلام إذ لم تقطع علاقتها مع مصر آنذاك على غرار بعض الدول الأخرى.
التنسيق المصري الإماراتي وأشارت سليمان، خلال تصريحاتها لـ«البوابة نيوز»، إلى امتداد المواقف المشرفة للإمارات ودعمها المستمر للموقف المصري، والتنسيق المصري الإماراتي على كافة المستويات، إذ أن كلتا الدولتين حرصتا على تفعيل العمل العربي المشترك سواء كان من خلال الدعم المالي من الإمارات والدعم السياسي من مصر.
مصر وأبناء الشيخ زايد
وأوضحت أن الثورات العربية في 2011 ساهمت في تقوية العلاقات بشكل كبير بين مصر وأبناء الشيخ زايد إذ حدث تقارب كبير على المستوى السياسي، خاصة وأن تهديد استمرارية الدولة والهوية المصرية لم ينل مصر فقط، إنما كان يهدد أيضا استمرارية دول الخليج والهوية العربية، ليبدأ بعدها التنسيق على أعلى المستويات بين الإمارات من ناحية والقيادة السياسية من ناحية سواء في فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو فترة الرئيس عدلي منصور، ثم فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تحديات مشتركة
وذكرت وكيلة لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أن كلتا الدولتين عانتا من تحديات مشتركة، مع وضع عدم التوتر الذي وجد سابقا في الخليج سواء بالعراق وسوريا واليمن وتأثيره على الأمن الخليجي بشكل مباشر وكذلك الأمن المصري والأمن العربي بشكل عام.
توحيد الرؤى بين النظامين الإماراتي والمصري
وأوضحت الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أن توحيد الرؤى بين النظامين الإماراتي والمصري كان له تأثير كبير في احتواء العديد من القضايا وحلها وتوجهها من الحلول العسكرية للحلول السياسية، خاصة مع ما حدث في اليمن والهدنة الطويلة التي مازالت تنعم بها دولة اليمن ومحاولة رأب الصدع العربي من خلال عودة سوريا للدول العربية، إذ إنه من المتوقع حضورها القمة العربية القادمة، بالإضافة للتهدئة في ليبيا، إلى جانب التعاون والتنسيق المشترك فيما يحدث حاليا في السودان، مشددة على أن العلاقات المصرية الإماراتية تتسم بالتوافق ووجود هدف مشترك يكمن في تحقيق أمن واستقرار ووحدة الدول بالإضافة لتفعيل العمل العربي المشترك.
الآليات المستخدمة لتحقيق الوحدة
وأشارت الدكتورة سماء سليمان، إلى أن القيادة المصرية لديها رؤية للإبقاء على الدولة الوطنية ووحدتها بالإضافة لضرورة تحقيق التنمية المستدامة والتي تمثلها استراتيجة 2030، والتي تتضمن ثلاثة محاور هي المحور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لافتة إلى أهمية وجود نمو اقتصادي لتحقيق الاستقرار في المحورين الآخرين، القائم على استثمار داخلي وجذب للاستثمار الخارجي.
تطور الاستثمار
واستشهدت عضو مجلس الشيوخ، بالتطور في الاستثمار الإماراتي داخل مصر، والذي تضاعف بصورة كبيرة في كافة المجالات الاقتصادية، فبلغت الاستثمارات الإماراتية المباشرة في مصر نحو 4.9 مليار دولار، خلال أول 9 أشهر من العام المالي 2021-2022، فضلا عن وجود شركات استثمارية إماراتية كبرى في مصر تصل لأكثر من 1250 شركة إماراتية تتنوع في العديد من الاستثمارات والمشروعات في مختلف القطاعات.
حجم التبادل التجاري تضاعف بشكل كبير
وأشارت إلى إجمالي قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والتي بلغت في الفترة من عام 2000 حتى نهاية النصف الأول من العام الماضي 2022 أكثر من 247.68 مليار درهم (67.5 مليار دولار)، فضلا عن ارتفاع حجم التبادل التجاري خلال الـ11 شهرا الأولى من السنة الماضية 2022، بنسبة 6.5%، ليصل إلى 4.6 مليار دولار بدلا من 4.3 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2021.
شريكة في كبرى المشروعات
وأوضحت الدكتورة سماء سليمان، خلال تصريحاتها لنا، بأن دولة الإمارات الشقيقة متابعة للتطورات والمشروعات الكبرى التي تتم في مصر فضلا عن أنها شريكة في كبرى المشروعات، فالإمارات بحسب وصفها شريك استراتيجي، مشيرة إلى أنه وبجانب وجود تنسيق على المستوى السياسي والاقتصادي فالدولتان تجمعهما ثقافة واحدة مشتركة تقلل من المسافات وتساعد على إرساء فهم مشترك للقضايا على المستوى الثنائي وعلى مستوى الوطن العربي.