الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

اليوم.. البابا تواضروس يلتقي البابا فرنسيس في الفاتيكان

برفقة عشرة أساقفة

البابا تواضروس وبابا
البابا تواضروس وبابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يلتقي البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وللمرة الأولى في التاريخ سيلقي قداسته كلمة بجوار البابا فرنسيس أمام عشرات الآلاف من الشعب الإيطالي والجالية القبطية المتواجدة هناك.

حيث وصف قداسة البابا تواضروس هذا الحدث بأنه نوع من التقدیر والتكریم والمحبة التي اعتز بھا، ويعقب هذا الاستقبال اجتماع لوفدي الكنیستین، یعقبھا صلاة مسكونیة ولیست طقسیة.

يأتي هذا ضمن زيارة قداسته في الفاتيكان بمناسبة مرور 50 عاما على عودة العلاقات بين الكنيستين في عام 1973م بعد لقاء البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة الـ117 بالبابا بولس السادس بابا الفاتيكان، وأيضاً بمناسبة الذكرى العاشرة علي لقاء البابا تواضروس الثاني والبابا فرنسيس في الفاتيكان؛ وخلال هذه الزيارة يصطحب قداسته وفداً مكوناً من الآباء الكنسيين، وتستمر هذه الزيارة لمدة 5 أيام ليعود قداسته بعدها إلى القاهرة.

وأما عن صلاة اليوم، فتم اختيار كنيسة القديس يوحنا بالتحديد لاتساعها وقدرتها علي استقبال عشرات الآلاف من المصلين، حيث إن باقي الكنائس القبطية الأرثوذكسية الموجودة هناك لا يمكنها أن تتحمل هذه الأعداد.

وخصصت مجلة الكرازة المجلة الرسمية للكنيسة عدداً خاصاً حول هذه الزيارة تناولت خلاله تفاصيل الزيارة بجانب سرد تاريخ العلاقة بين الكنيستين، حيث نقلت أيضاً خلالها نصا لكلمة قداسته نشرت عبر الصفحة الرسمية باسم الكنيسة يتحدث خلالها عن هذا اللقاء.

حيث قال قداسته: "إن الزيارة ستكون احتفالية ولا توجد موضوعات ستطرح للمناقشة خلال زیارة الڤاتیكان، ولن یتم توقیع أی اتفاقیات أو وثائق، ولا یوجد قداس ضمن برنامج زیارة الفاتیكان وإنما سنصلي قداسًا في إیبارشیة روما وتورینو لأبنائنا الأقباط حسب طقسنا، القبطي الأرثوذكسي وذلك في كاتدرائیة "سان جیوفاني" التي قدمتھا لنا الكنیسة الكاثولیكیة لتستوعب الأعداد الكبیرة من أبنائنا، ونشكرھم على ھذه المحبة".

وأضاف البابا: "إن علاقة الكنیسة القبطیة الأرثوذكسیة بالكنیسة الكاثولیكیة بدأت ملامحھا قبل زیارة المتنیح البابا شنودة، ومن أھم ھذه الملامح عودة رفات مار مرقس، أنه ما زال الطریق طویلًا للوصول للوحدة بین الكنائس لأن القطیعة استمرت ۱٥ قرنًا".

وأشار إلى أن العلاقات بین الكنائس تقوم على المحبة والدراسة والحوار والصلاة، وأنه یمكن التعاون في الموضوعات الاجتماعیة مثل الإلحاد وغیره، والتعاون قائم بالفعل من خلال مجلس كنائس مصر.

في هذا السياق، رحب مجلس كنائس مصر بهذه الزيارة في بيان لهم حيث قالوا: استقبل مجلس كنائس مصر أنباء عن اللقاء المرتقب بين صاحبي القداسة البابا تواضروس والبابا فرنسيس بكل فرح وترحيب لمثل هذه المبادرات المباركة التي تصنع حراكًا فعالًا في إرسالية الكنيسة وسعيها نحو العمل المشترك بين المؤمنين في العالم بأسره لأجل رفعة الإنسانية والسعي نحو تحقيق مشيئة الله على الأرض.

واختتموا بيانهم بالقول: ويدعو المجلس شعب الرب في كل مكان أن يتحد في الصلاة لأجل أن يكلل الله هذا اللقاء بثمار وبركات غير مسبوقة وأن يغمرهم بنعمته الغنية وحكمته السماوية.

وتواصلت "البوابة نيوز" مع عدد من المفكرين والأقباط البارزين لنقل رؤيتهم؛ حيث يقول المفكر القبطي كمال زاخر في تصريحات خاصة لــ"البوابة": "تأتى زيارة البابا تواضروس للفاتيكان فى سياق مشوار طويل ممتد إلى حبرية البابا كيرلس السادس والذي تواصل مع البابا بولس السادس بابا الفاتيكان المعاصر له وتوافقا على عودة رفات القديس مرقس لمصر وأوفد لهذا الغرض وفدا رفيع المستوى برياسة الأنبا مرقس مطران أبو تيج (الراحل) وعاد الوفد ومعه الرفات المقدس يوم الاثنين ٢٤ يونيو ١٩٦٨ وكان فى استقباله قداسة البابا كيرلس بمطار القاهرة".

وأكمل "زاخر" قائلاً: "وفى عهد البابا شنودة الثالث يتجدد التواصل مع الفاتيكان ويسافر قداسة البابا إلى الفاتيكان فى زيارة تاريخية تدفع جهود التواصل وكانت فى مناسبة مرور ١٦٠٠ عام على رحيله، ووقع البابا شنودة اتفاقاً يقر باتفاق الكنيستين فى العديد من القضايا اللاهوتية التي كانت محل خلاف بينهما، وعاد البابا الى مصر ومعه الرفات يوم ١٠ مايو ١٩٧٣".

وأضاف: "بعد مرور ٤٠ عاما على هذه الزيارة يقوم البابا تواضروس بزيارة الفاتكان فى ١٠ مايو ٢٠١٣، فيما يمكن اعتباره ردا للزيارة يزور البابا فرنسيس مصر ٢٨ أبريل ٢٠١٧ ويعقد اتفاقا مع البابا تواضروس يؤكد ما سبق إعلانه، واتفقا على عدم إعادة معمودية كلاهما عند الأخرى، وهى جزئية قوبلت برفض عنيف من جناح المتشدد من مجمع الكنيسة فتم حذف هذه الفقرة وصدر الاتفاق بدونها".

واختتم كلمته بالقول: "ونتطلع فى الزيارة القادمة للبابا تواضروس أن ينتصر للحمائم فى اتجاه التوافق الإيماني بحسب رغبة السيد المسيح التي أعلنها فى صلاته الأخيرة كما سجلها القديس يوحنا فى إنجيله".

بينما يقول الدكتور صفوت الرزي رئيس لجنة المواطنة بالكنيسة الكاثوليكية: "تأتى هذه الزيارة فى توقيت مناسب جدا حيث العالم كله يمر بظروف صعبة تعاني منها البشرية من ويلات الحروب والمجاعات والزلازل يطالب المسيحين فيها بتوحيد الكنائس ورفع الصلاة حتى يستجيب الله ويرفع غضبه بعد ما اجتاح العالم مفاهيم ترفضها الكنيسة مثل المثلية وغيرها.

وتابع "الرزي" قائلاً: "ومن حسن الحظ أن البابايين معروف عنهما الانفتاح على مطالب الناس بتوحيد المسيحين أو على أقل تقدير تقارب الكنائس ومن المعروف أيضا أنه ليس أول لقاء بين الرجلين ولكن سبقتها لقاءات لتبادل الروئ ونتمنى النجاح لهذا اللقاء لمصلحة اثنين مليار مسيحي".

بينما الدكتور مهندس ماهر عزيز الباحث والمفكر في القضايا الإنسانية والاجتماعية في تصريحات خاصة لـ"البوابة":  “نؤيد وندعم زيارة غبطة البابا تواضروس الثاني الي غبطة البابا فرانسيس في مقره بالفاتيكان انطلاقا من القاعدة الايمانية الموحدة التي تربط الكنيستين القبطية الأرثوذكسية  والكاثوليكية برباط الوحدة المقدس كأعضاء في جسد المسيح ما يقوي رسالة المسيح في العالم اليوم ..  وهو ما لا يفهمه المعارضون للزيارة ولا يستوعبونه  .. فهؤلاء المعارضون لديهم تصورات بدائية مشوهة عن اختلافات يزعمونها بين الكنيستين ويدعون أنها خلافات في الإيمان بينما الإيمان الواحد منها براء”

وأكمل عزيز قائلاً: "تعاني الكنيسة الجامعة الرسولية أزمة كبرى تمنع على نحو جذري عميق أن تكون كنيسة "واحدة" على نحو ما يشيع فى قانون الإيمان المسيحي: "نعم نؤمن.. بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية..."؛ فهي ليست واحدة بعد حتى يومنا هذا على أثر الافتراق المروع فى أعقاب مجمع خلقيدونية الأشهر".

ويتساءل "عزيز" قائلاً: لماذا الافتراق؟، وتأتينا إجابة صافعة بأن الجميع قد رصدوا لبعضهم البعض اختلافات كبرى فى الإيمان والعقيدة تعوق وحدتهم ونسأل: هل هى حقاً اختلافات كبرى تكرس الخلاف وتعوق الوحدة؟ أم أن الأمر يحتاج أن يتبينه الجميع على نحو أصح وأرشد؟

ويجيب بالقول: "يبدو لي أن التمرس بحصون الاعتقاد المفرد لكل كنيسة على حدة، واستعلاء كل منها على الكنائس الأخرى بوصفها الوحيدة التي تملك الصواب والفهم والإيمان الصحيح.. قد أغشى عيون الجميع وأعماهم عن رؤية القاسم الإيماني المشترك الأعظم الذى بمستطاعه أن يوحدهم جميعاً معاً مصداقاً لقانون الإيمان المتفق عليه من الجميع".
 وختتم قائلاً: “يخلط المعارضون خلطاً متعمداً  بين الإيمان الثابت والعبادات أو الطقوس التي يمكن أن تختلف بين الكنيستين دون أن يمس هذا الاختلاف جوهر الإيمان، ولذلك فإن القبول باختلافات بين الكنيستين في مسائل العماد والاعتراف والأفخارستيا وكل صور التعبد المختلفة لا يمس من قريب أو بعيد جوهر الإيمان الواحد في الكنيستين .. من هنا فإننا نؤيد وندعم الزيارة في الوقت الذي نشجب فيه المحاولات الدؤوب الجاهلة التي تعمق الخلاف في العبادات  وتقول بجهل متعمد أنه خلاف في الإيمان.. لأن الإيمان كما اوضحنا واحد لا تمسه الخصوصيات التعبدية بكل كنيسة .”

ساحة القديس بطرس في سطور

ساحة القديس بطرس هي ساحة كبيرة موجودة في الفاتيكان، وهي المدخل الرئيسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية. تم بناء الساحة في القرن السابع عشر على يد الفنان جيان لورينزو برنيني، وتم تجديدها في القرن التاسع عشر على يد المهندس المعماري جيوفاني بوتيستا بيرتولوتشي.

وتتميز ساحة القديس بطرس بحجمها الكبير وشكلها المميز، حيث تتكون من قوسين كبيرين ومجموعة من الأعمدة المزدوجة. ويمكن رؤية تمثال القديس بطرس وهو يجلس على كرسيه البابوي في المنتصف، كما يمكن رؤية الميدان الكبير الذي يحيط بالساحة ويتسع لاستيعاب الآلاف من الزوار والحجاج.

وتستخدم ساحة القديس بطرس لإقامة القداديس البابوية والمناسبات الدينية الكبيرة، وتعتبر واحدة من أهم المعالم السياحية في روما. وتقع العديد من المتاحف والكنائس الشهيرة في محيط الساحة، مما يجعلها وجهة سياحية مهمة للزوار من جميع أنحاء العالم.

ويقع العديد من المتاحف والكنائس الشهيرة في محيط ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. ومن بين هذه المعالم السياحية:

1. كاتدرائية القديس بطرس: وهي الكنيسة الرئيسية للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وتعد واحدة من أهم الكنائس في العالم.

2. سابعين قبل المائة: وهي مجموعة من الأعمال الفنية التي رسمت بواسطة الفنان رافائيل وفريقه في الفترة بين 1508 و1520، وتقع داخل الفاتيكان.

3. متحف الفاتيكان: وهو المتحف الرسمي للفاتيكان، ويضم مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية والآثار القديمة، بما في ذلك لوحة الموناليزا للفنان ليوناردو دا فينشي.

4. كنيسة سانتا ماريا ديل بوبولو: وهي كنيسة قديمة تعود إلى القرن الحادي عشر، وتضم مجموعة من الأعمال الفنية الرائعة.

5. قصر الفاتيكان: وهو مقر الحكومة الرسمية للفاتيكان، ويضم مجموعة من الأعمال الفنية والآثار القديمة.

6. كنيسة سانتا ماريا دي جيزو: وهي كنيسة جميلة تقع بالقرب من ساحة القديس بطرس، وتضم مجموعة من الأعمال الفنية الرائعة.

تعتبر هذه المعالم السياحية الشهيرة في محيط ساحة القديس بطرس وتستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم. 


 

في عدد البوابة نيوز اليوم
البابا تواضروس الثاني والبابا فرانسيس 
الدكتور صفوت البرزي
المفكر كمال زاخر
د.م. ماهر عزيز