يعتبر الشيخ حسن طوبار أحد عناوين المقاومة ضد الحملة الفرنسية على مصر، قصة مصرية خالدة من قصص البطولة والفداء والتضحية.
بدأت القصة عندما أحرق جنود الحملة الفرنسية قرية "الجمالية"في الدقهلية، فأصيب الشيخ حسن طوبار بالهم والغم ورفض مقابلة الجنرال الفرنسى"فيال"فى دمياط قائلًا: "إن ما احدثه فى نفسه إحراق الجمالية من القلق والهم يمنعه من مقابلته وإن هذا العمل سبة عليه فى هذه الجهات لأن أهالى الجمالية يعتبرون أنفسهم فى حمايته".
وحين أرسل نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية بعض الهدايا الى"فيال" ليقدمها باسمه إلى "طوبار" حتى يستميله بها، كتب فيال إلى الشيخ حسن يستدعيه لتسلم هذه الهدايا، فرفض حذرًا من أن تكون وسيلة للقبض عليه.
هكذا كان حسن طوبار يخادع الفرنسيين عن خططه ومقاصده ووفقًا لما يذكره عبد الرحمن الرافعى فى الجزء الأول من"تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر"فطوبار كان الزعيم الوطنى الذى يشعل نار الثورة فى مختلف البلاد الواقعة بين دمياط والمنزلة والمنصورة وبينما كان يثير الأهالى فى بلاد البحر الصغير كان فى الوقت نفسه يجمع مراكبه فى بحيرة المنزلة لمهاجمة الفرنسين وكان الرجل فى نظر الفرنسيين عنوانًا للمقاومة والعصيان.
قاد طوبار المقاومة فى نطاقه الجغرافي ورفض ممالأة الفرنسيين بالرغم من ثرائه الواسع وأملاكه دون النظر إلى احتمالات تعرض ممتلكاته للخطر بسبب مقاومته،حيث كان يعتبر أحد أثرى أثرياء القطر المصري، ولهذا بقي خالدًا فى تاريخ مصر بوصفه من قيادات مقاومة الإحتلال الفرنسي لمصر.
ويذكر الرافعى أن طوبار كان محبوبًا للغاية من سكان تلك المنطقة وهم يشتغلون بالصيد فى بحيرة المنزلة، وكان له أسطول يزيد عن 600 مركب، وبعض المصادر الفرنسية تقدره بألف ويزيد.
ومن ضمن ممتلكات طوبار أراضى زراعية ومصانع لنسيح القطن ومتاجر، ولم يسمع الفرنسيين عن طوبار إلا الثناء والمديح له، وأرسل له نابليون عبر الجنرال فيال سيفا من الذهب، وأبقاه فى منصبه،لكنه رفض الجاه والنعيم والثروة، وبدأ يذهب للقرى الصغيرة يحرض أهلها على الحرب وجهز من أمواله الخاصة أسطولًا بحريًا من القوارب التى حاربت الفرنسيين فى بحيرة المنزلة وهاجمتهم فى دمياط،وأوشكت أن تخرجهم منها.
ويقول الرافعى نقلًا عن الجبرتى: "وجد نابليون أنه لابد من إخضاع هذا الزعيم بالحرب وأنه لن يكون له سلطان على هذه المنطقة إلا بالقضاء عليه،فأمر بتجهيز حملتين كبيرتين أحدهما بحرية والأخرى برية، واستطاعت الحملتان أن تخضعا طوبار وتدخلا المنزلة يوم 5 اكتوبر 1798م،ولم يكن أمام طوبار إلا الفرار إلى الشام ودخل الفرنسيين منازل طوبار وقصره، ولكنهم لم يجدوه، حتى عاد طوبار الى مصر من غزة بإذن من نابليون، وأراد القائد الفرنسى أن يؤمن هجومه على دمياط أو غيرها فأمر بإرسال إبن طوبار للقاهرة تحت المراقبة، أما الأب حسن طوبار فأقام بدمياط،ولما تولى كليبر قيادة الحملة بعد مغادرة نابليون مصر شدد كليبر المراقبة على طوبار حتى توفى فى 29 نوفمبر 1800م.