سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، الصادرة اليوم الأحد، الضوء على موضوعات ناقشت قضايا تهم الرأي العام.
فتحت عنوان “مسار الحوار الوطني”، قال الكاتب محمد سلماوي - في عموده “جرة قلم”، بصحيفة (الأهرام) - "بعد النجاح اللافت الذي حققته الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني يوم الأربعاء الماضي فالسؤال الذي يفرض نفسه هو: إلى أين من هنا؟ وبعيدا عن الوعود والتمنيات فإن الجلسة الافتتاحية تضمنت في حد ذاتها المؤشرات التي تحدد لنا بوضوح مسار الحوار الوطني في الجلسات القادمة، وأولها ذلك التباين الملحوظ، ولا أقول التنوع، في الآراء التي طرحت في كلمات المتحدثين، والتي عبرت عن المواقف المتعارضة، بل والمتعاركة في مجتمعنا في الوقت الحالي، وقد نجح الحوار الوطني على مدى العام الماضي بجهود مضنية لمنسقه العام ضياء رشوان، في جلبها إلى ساحة الحوار، وهو ما ينبيء بأننا سنشهد في جلسات النقاش التي ستبدأ الأسبوع المقبل، التفاعل الذي نتطلع إليه بين مختلف هذه الآراء بما يسمح بالوصول إلى توافق وطني عام، أو أن يظل الخلاف بينهما قائما دون أن يفسد للود قضية، وبما يسمح بوضع مختلف الآراء والبدائل أمام متخذ القرار.
وأوضح الكاتب، أن المؤشر الثاني هو الحرية الكاملة التي أتيحت للمتحدثين دون وضع قيود مسبقة على أي منهم، وقد اطمأننت أنا شخصيا حين وصلني العديد من الشكاوى الغاضبة من البعض بسبب ما ورد من أقوال وآراء في كلمات البعض الآخر، والحقيقة أن جمع الآراء والمواقف المتناقضة في جلسة واحدة عنوانها الحوار هو أحد الأهداف المرجوة من الحوار الوطني، وقد تحقق ذلك في الجلسة الافتتاحية التي وضعت بذلك أساس الحوار وحدوده للجلسات القادمة.
وتابع، أما المؤشر الثالث فهو الإقبال الكبير الذي شهدته الجلسة الافتتاحية التي قارب عدد من حضروها الألف شخص من ممثلي الأحزاب والقوى السياسية والاتحادات المهنية والنقابات وأعضاء المجلسين النيابيين وغيرهم، وإن هذا الإقبال الشعبي هو الضمان الحقيقي لنجاح الحوار الوطني وتحقيقه لأهدافه، أما المؤشر الأخير فيتمثل في الحضور الحكومي ممثلا في رئيس مجلس الوزراء والوزراء الذين حضروا، لكنهم لم يشاركوا في أعمال الجلسة، وهو ما يشير إلى أن الحوار لن يكون حوارا حكوميا بل شعبيا، لكن حضور الحكومة سيكون مطلوبا باعتبارها المتصرفة في شئون هذا البلد الذي يسعى المشاركون في الحوار لتقديم ما يرونه من حلول لمشكلاته المزمنة.
بينما قال الكاتب، عبدالرازق توفيق في عموده /من آن لآخر/ بصحيفة (الجمهورية)، تحت عنوان /حوار من أجل الوطن/ اختارت مصر طريق الحوار عن قناعة وإيمان، بأنه السبيل الوحيد ليكون إحدى أدوات ووسائل مجابهة التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وأيضا، تعزيز جدار الاصطفاف والتلاحم بين جميع المصريين قيادة وحكومة وشعبا وبمختلف أطيافه وآرائه وتوجهاته السياسية، ومؤيدة ومعارضة، لتخلق مصر النموذج المثالي للمعارضة الوطنية التي يكون جل أهدافها مصلحة البلاد والعباد وخلق مسارات ومساحات مشتركة تتلاقي فيها الآراء ووجهات النظر والرؤى وصولا إلى حالة من الوفاق والاتفاق الوطني والذي يفضي في النهاية إلى اصطفاف وطني قوي لمجابهة التحديات والأزمات والتهديدات، لأن ضمان وجود شعب تعداده أكثر من مائة مليون مواطن على قلب رجل واحد، هو صمام الأمان لحماية مصر.
وأوضح الكاتب، أن مصر العظيمة التي تمتلك مقومات وأسباب الوحدة والاصطفاف والتلاحم طبقا لجينات هذا الشعب العظيم، الذي يستند إلى حضارة عريقة، وعلى مدار التاريخ شكل المصريون جدارا صلبا للوحدة والتلاحم، والوقوف معا في وجه الخطر لحماية هذا الوطن، ورغم ذلك اختارت بقلب وعقل مفتوح ونوايا صادقة طريق الحوار الوطني، وهو حوار فريد من نوعه يتسم بالتنوع والتعددية، والإرادة الصلبة على أن يحقق مكاسب حقيقية وموضوعية يستفيد منها هذا الشعب في رسم مسارات المستقبل.
وقال الكاتب، أرى وطبقا لمعطيات عام كامل من التحضير واستنادا إلى المشهد في الجلسة الافتتاحية وما بدت عليه مصر من رقي وتحضر وانفتاح وسعة صدر أن الحوار الوطني سيتحول بنهاية جلساته إلى طاقة نور، خاصة وأن الجميع من المشاركين، وعلى المستوى الشعبي لمس بوضوح جدية الدولة المصرية، وصدق النوايا الرئاسية، في الاستفادة من أطروحات وقدرات المصريين، وأن هناك هدفا أساسيا يسعى إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو الوصول إلى اتفاق راسخ لكلمة سواء تحقق صالح ومصالح البلاد والعباد.