تسعى مصر لتأمين احتياجاتها من المحاصيل الزراعية والاستراتيجية، لذا عمدت أجهزة الدولة على التكاتف لإقامة العديد من المشروعات الزراعية الكبرى وعلى رأسها مشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي، وكذلك مشروع "الدلتا الجديدة"، والذي يلقى اهتماما كبيرا من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد خلال اجتماع مع كبار المسؤولين في الدولة، السبت، أن الدولة تستهدف من هذه المشروعات إحداث إضافة نوعية للرقعة الزراعية في مصر، ليسهم بشكل كبير في سد الفجوة في المحاصيل الاستراتيجية المختلفة، وتحقيق الأمن الغذائي، فضلًا عن توفير الآلاف من فرص العمل في التخصصات المختلفة، بما يضيف إلى جهود تعزيز التنمية الشاملة في البلاد.
ووجه "السيسي" خلال اجتماعه لمتابعة تطورات الموقف التنفيذي لمشروع "مستقبل مصر" للإنتاج الزراعي، بحضور اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، والعقيد طيار بهاء الغنام المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، بمواصلة التنفيذ المُحْكَم لكافة مكونات المشروع الحالية والمستقبلية، بما يضمن استيعابه لمسار التنمية والتطور العمراني، وما يتبع ذلك من كثافة لحركة النقل والتجارة.
وصرح المستشار أحمد فهمي، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول عرض الجهود الجارية على جميع محاور مشروع "مستقبل مصر" بالقطاعات المختلفة بالجمهورية، سواء فيما يتعلق باستصلاح الأراضي، وإنشاء الصوامع لتخزين الغلال والحبوب، أو التصنيع الزراعي لتعظيم القيمة المضافة للإنتاج الزراعي.
كما تم عرض الجهود المبذولة لزيادة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في استصلاح الأراضي، واستخدام أحدث أنظمة الري والميكنة الزراعية، في نطاق المشروع.
وكان الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، قد أكد في تصريحات سابقة، إن مشروع الدلتا الجديد يستهدف زراعة 2 مليون فدان، منها مليون فدان للإنتاج الزراعي خلال عامين، موضحًا أن المشروع يضمن توفير فرص عمل مباشرة تصل إلى 15%، وأخرى غير مباشرة.
وشدد "متحدث الزراعة" على أن مشروع الدلتا الجديد يحقق الاكتفاء الذاتي ويحافظ على الأمن القومي، مشيرا إلى أن القطاع الزراعي يشكل جزءا كبيرا من الاقتصاد المصري والاقتصاد الكلي، لافتا إلى أن شبكة الطرق التي تم تنفيذها كانت النواة الحقيقية لتعمير هذه المنطقة، موضحا أن المساحة التي سيتم زراعتها في إطار مشروع الدلتا الجديدة تعادل ما يقرب من 15% من المساحة المزروعة في مصر.
وأضاف أن المنطقة تصلح لزراعة جميع السلع الغذائية الهامة، مشيرا إلى أنها من أجود أنواع الأراضي في مصر ويتم إعادة تصنيف تربة مشروع الدلتا الجديدة لتحديد أنسب تركيب محصولي لكل منطقة.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد عزت، رئيس قسم الأراضي بمركز بحوث الصحراء، إن مشروع الدلتا الجديدة مشروع تنموي متكامل على مساحة 2.2 مليون فدان، وهو ما يمثل 30% من الدلتا القديمة، مشيرا إلى أن المستهدف خلال المرحلة الأولى مليون فدان.
وأضاف "عزت" في تصريحات تليفزيونية، أن مشروع الدلتا الجديدة لا يستهدف الزراعة فقط ولكن خلق مجتمعات عمرانية وصناعية، مردفا ان القيادة السياسية حددت عامين للانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع، وأشار إلى أن مشروع الدلتا الجديدة سيعتمد على مصادر مختلفة لتوفير المياه، وسيزيد إنتاج القمح والسكر، منوها أن المشروع يتميز بالموقع الاستراتيجي خاصة وأنه قريب من الموانئ والمطارات فضلا عن تحقيق الأمن الغذائي للدولة المصرية.
