تترك الحروب آثارا نفسية قاسية على الجميع وخاصة من عاشوا هذه التجربة بكل تفاصيلها من دمار وأصوات رصاص وقذائف وموت ودماء تتناثر فى كل مكان مما يجعل الجميع يشعر بالذعر والخوف الدائم.
المتعارف عليه أن الرجال هم من يشنوا الحروب ولكن أكثر من يتأثر بها هم النساء والأطفال والشيوخ.
فالمرأة بطبعها كائن مسالم هادئ لا يسعى للصراعات ولا تستطيع أن تعيش في بيئة تملأها الصراعات دائمًا، ومع اندلاع الحروب يكُمن دور المرأة في الحفاظ علي أطفالها والدفاع عن نفسها، كما أنه من الممكن أن تتعرض السيدات إلي العنف والاضطهاد والاغتصاب أثناء الحروب، بالإضافة إلي أنها قد تحملها الظروف إلي أن تترك بيتها بل وطنها وتذهب الى بلد أخرى، وكل هذه الاشياء تؤثر على سلامها النفسى بشكل كبير بسبب الدمار والآثار الكارثية التي تخلفها الحروب والنزاعات المسلحة.
فمن لم يتعرض للجرح الجسدى فقد يتعرض للجرح النفسى والروحى وهى جروح لا يمكن التخلص منها بسهولة فصوت القنابل والصواريخ وصور الأشلاء والجثث هى من أقوى الصدمات التى قد يتعرض لها الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص ومن هنا قد تتعرض المرأة إلي الكثير من الأمراض العقلية والنفسية نتيجة الصراعات والحروب ومن بينها:
- الاكتئاب والقلق: فغالبا ما تشعر المرأة التى عاشت وسط الحروب بالاكتئاب والقلق والخوف نتيجة ما حدث وبالتالى قد تصل إلى أفكار وميول انتحارية.
- اضطراب ما بعد الصدمة: هو نوع من أنواع المرض نفسى يأتى نتيجة التعرض لصدمة قوية ويشعر المريض بالخوف الشديد مما يؤدي إلى اضطرابات في الشخصية ويؤثر على الاتزان النفسي للمرأة.
- اضطراب ثنائى القطب: تكون أعراضه الشعور بالحزن أو اليأس وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالحياة، وسرعة الغضب وتغير الحالة المزاجية بشكل مبالغ فيه وبالتالى يؤثر على النوم والقدرة على التفكير واتخاذ القرارات.
- انفصام الشخصية: يعد انفصام الشخصية اضطرابا عقليا شديدا، ويرى فيه الأشخاص الواقع بشكل غير طبيعي، حيث إنه يتمرد على الواقع وينتج عن ذلك بعض من الهلوسات والأوهام والاضطراب والمبالغة فى التفكير، ويمكن أن يؤدى الى الإعاقة.
ومن هنا يجب التعامل مع كل من تعرض للحروب وعاشت وسط هذه الصراعات بنوع من الرحمة وتوفير دكاتره نفسيين لهم لمعالجتهم مما مروا به.
