الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصريات

"كيميت".. معرض هولندي يثير الجدل بسبب "التأثيرات الإفريقية"

بوستر المعرض
بوستر المعرض
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار المعرض المؤقت “كيميت” مصر في الهيب هوب، جاز، سو، وفانك/ Egypt in Hip-Hop, Jazz, Soul & Funk، الذي تم افتتاحه قبل أيام في المتحف الوطني للآثار بمدينة ليدن الهولندية، والذي يستمر حتى شهر سبتمبر المقبل، جدلًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والذين اعترضوا على محتوى المعرض، واعتبروه استمرارًا لدعم أفكار المركزية الأفريقية الأفروسينتريك، والتي تحاول سلب الحضارة المصرية القديمة من أهلها ونسبتها لساكني إفريقيا جنوب الصحراء. 

وفي العديد من المجتمعات الغربية، غالبًا ما تُستخدم كلمة "أسود" للإشارة إلى ساكني أفريقيا جنوب الصحراء، ومن ثم، فهو مفهوم اجتماعي وسياسي حديث، لذلك يختلف معنى كلمة "أسود" حسب العصر والمكان الذي تستخدم فيه الكلمة، وبهذا المنظور، لا يستطيع علماء الآثار وعلماء المصريات تصنيف الثقافة المصرية القديمة على أنها "سوداء"، لأن المصريين القدماء لم يكن لديهم مفهوم لمثل هذه التصنيفات.

وأثار المعرض الجدل منذ إتاحة صورته الدعائية، حيث جاءت صورة لفتاة إفريقية ترتدي أزياء مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة وتحمل بعض الكتابات الهيروغليفية، كما ترى على يسارها رأس الملكة نفرتيتي وعلى يمينها قناع للملك توت عنخ آمون يحمل ملامح أفريقية تماما مغايرة للقناع الأصلي. كذلك، فقد قام المتحف باستضافة مغني الراب الهولندي ذو الأصول الإفريقية "ننيلج"، والذي قام بكتابة أغنية خصيصًا للمعرض.

المعرض هو واحد من العديد من المعارض والأنشطة حول مصر القديمة التي ينتجها المتحف منذ عقود. حيث يقوم المتحف بتقديم قصة جديدة أو سياق مختلف أو من منظور مختلف، على الرغم من أن هذا المنظور حتى الآن يميل إلى أن يكون غربيًا تقليديًا. وقد شملت المعارض السابقة تصوير مصر في أفلام هوليوود، ومصر في موسيقى الأوبرا، أو مصر من خلال عيون الرحالة الغربيين في القرن التاسع عشر. 

هذه المرة، تبنى المتحف -وفق رؤية القائمين عليه- منظور الموسيقيين ذوي الأصول الأفريقية، وكيف يفسرون مصر القديمة والنوبة. وزعم القائمون عليه تتبع هذه الموسيقى منذ خمسينيات من القرن الماضي. 

في الوقت نفسه، حاول المتحف إظهار وجهات النظر المصرية المعاصرة عن مصر القديمة؛ وذلك عبر معرض فني موجود في الفترة نفسها بقاعة المعبد، ويحتوي على أعمال للفنانة المصرية الأصل سارة سلام.

وزعمت إدارة المتحف أنها ناقشت العديد من موضوعات المعرض -بما في ذلك المعلومات المصرية والأثرية- في مع "السود الأفرودياسوريين والمصريين والمغتربين من مصر"، حسب إدارة المتحف.

وقام عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، سواء من المصريين أو المحبين للحضارة المصرية، بكتابة بعض التعليقات السلبية على صفحة المتحف على موقع فيسبوك وإضافة تقييمات سلبية لها. مما دعا المتحف لإيقاف الصفحة وعدم ظهورها للمستخدمين حتى تنتهي الأزمة، كما نشر العديد من المستخدمين دعوة لتقييم المتحف على خرائط جوجل، وبالفعل هبط تقييم المتحف من 4.6 إلى 4.1 خلال ساعات.

وردا حالة الجدل السائدة، وآلاف التعليقات الغاضبة من المصريين ومحبي الحضارة المصرية القديمة على وسائل التواصل الاجتماعي، نشر المتحف الوطني للآثار في ليدن بيانا حول معرض "كيميت" على لسان ويم ويجلاند مدير المتحف.

وقال البيان: لا يدعي المعرض أن المصريين القدماء كانوا من السود، ولكنه يستكشف موسيقى الفنانين السود الذين يشيرون إلى مصر القديمة والنوبة في أعمالهم؛ عبر مقاطع فيديو موسيقية، وأغلفة لألبومات التسجيلات، وصور، وأعمال فنية معاصرة. 

وأضاف البيان أن "المعرض يوضح أن هذه أشياء نابعة من الخيال، فهي تفسيرات فنية لمصر القديمة، وليست صورًا واقعية لقدماء المصريين. على سبيل المثال، يحتوي المعرض على تمثال حديث يمثل الموسيقار ناز، على غرار قناع توت عنخ آمون. يوضح المعرض أنه عمل فني معاصر وليس نسخة طبق الأصل، ويشرح المعرض سبب صنعه ومتى تم صنعه، ويوضح أنه ليس من القطع الأثرية المصرية القديمة.

وأشار البيان إلى أن المعرض يشرح سبب أهمية مصر القديمة لهؤلاء الفنانين والموسيقيين، ومن نشأة الحركات الثقافية والفكرية الخاصة بهم، إنه يعرض فقط أعمال الفنانين السود، لأن موسيقاهم تتناسب مع تقليد فني لم تتم دراسته كثيرًا، مشيرا إلى أنه "لكل فرد الحرية في الاحتفال بهذا الفن أو انتقاده، ولكن قبل أن يتم انتقاده، يجب أن نفهمه. يهدف المعرض إلى المساهمة في هذا الفهم".

كما أقر المعرض، في البيان، أنه "يمكن النظر إلى الموسيقى على أنها استيلاء ثقافي، ويقر بأن مجموعات كبيرة من المصريين المعاصرين تشعر أن الماضي الفرعوني هو تراثهم حصريًا".

أما الجانب الثاني من المعرض، وفق البيان، يعرض قطع أثرية لقدماء المصريين "لتوضيح ما تخبرنا به الأبحاث الأثرية والمصرية عن الثقافة المصرية القديمة. والذي يوضح أن الثقافة المصرية القديمة نشأت في القارة الأفريقية وكانت على اتصال بالثقافات في شمال شرق إفريقيا؛ وأن مصر القديمة تختلف اختلافًا واضحًا عن الثقافات الأفريقية العديدة الأخرى. كما يوضح أنه، كما هو الحال اليوم، في مصر القديمة كان هناك أناس ذوو بشرة فاتحة وذات بشرة داكنة، وأنه من الناحية العلمية لا يمكنك القول إن المصريين القدماء كانوا من السود، لأن مثل هذه الأمور أكثر تعقيدًا.

ولفت مدير المتحف إلى أن المعرض يناقش كيف تمت دراسة مصر القديمة من منظور مركزية أوروبية وأفريقية "لا يحتوي المعرض على منظور أفريقي حول مصر القديمة، ولكنه يتحدث بشكل نقدي عن بعض الأفكار المعروضة في الموسيقى. على سبيل المثال، يوضح المعرض أن كلمة "كيميت" تشير إلى التربة السوداء الخصبة على طول نهر النيل، وليس لون البشرة. كما يوضح المعرض أنه لا صحة لنظرية المؤامرة القائلة بأن أنوف التماثيل قطعت في العصر الحديث لإخفاء الملامح الأفريقية المفترضة".

WhatsApp Image 2023-05-03 at 10.35.47 AM
WhatsApp Image 2023-05-03 at 10.35.47 AM
WhatsApp Image 2023-05-03 at 10.35.48 AM
WhatsApp Image 2023-05-03 at 10.35.48 AM