دائما ما يظن المجرم أو السفاح الذي يرتكب جرائم تسلسلية بأن ذكاءه يحول بينه وبين الإيقاع به، شيطان يتحسس خطاه لينقض على فريسته ويباغتها بمخالبه على غفلة منها، ويظن بأنه في مأمن بعيدًا عن الأعين حتى تقوده قدماه للاقتراب أكثر فأكثر إلى نهايته فليس هناك جريمة مكتملة الأركان لا بد أن يسقط المتهم ولو طال الزمان، فاجعة الفيوم تعيد للأذهان سلسلة جرائم "قذافي فراج" المعروف بـ “سفاح الجيزة” والذي أزهق ٤ أرواح في سنوات متفاوتة ليسقط في شر أعماله ويبوح بسلسلة جرائمه ويصدر ضده عدة أحكام بالإعدام.
نفذ "هاني أ ج" المعروف إعلاميًا بسفاح الفيوم واحدة من أبشع الجرائم الدموية التي شهدها الشارع المصري خلال العام المنصرم والتي كان ضحيتها الأولى في مطلع شهر رمضان المنقضي صديقه المدعو "محمد بدر أحمد" ٣٨ سنة، والذي أجهض عليه المتهم وقتله بسبب خلاف مادي وتخلص من جثته بأكياس بمجري مائي بمنطقة بحر يوسف بدائرة مركز شرطة إطسا بمحافظة الفيوم، لتظل جريمته في الخفاء دون علم أحد بها حتي نفذ جريمته الثانية والتي كان ضحيتها الطفل "توفيق ممدوح توفيق" صاحب الـ١٢ عاما والمعروف بطفل التوك توك ضحية الغدر بإطسا، لتكشف تلك الجريمة المشينة طبيعة المتهم العدوانية وجريمته لقتل صديقه منذ شهر ليزج به خلف القضبان ينتظر طبلية عشماوي والقصاص للمجني عليه.
بلاغ تغيب وجثة في المصرف
تفاصيل مأساوية دونتها سجلات ضباط مباحث مركز شرطة إطسا بمديرية أمن الفيوم كانت بدايتها بتلقي المقدم محمد هاشم مفتاح رئيس وحدة المباحث بلاغا بتاريخ ٨ أبريل الجاري من "ممدوح توفيق" يفيد بتغيب نجله "ممدوح" ١٢ سنة سائق توك توك، وبعد ٥ أيام حضر المبلغ وأضاف بعثوره علي نجله مذبوحا وملقي داخل جوال بلاستيك بمصرف مائي بمنطقة بحر الجعافرة دائرة المركز واختفاء دراجته النارية التوك توك.
وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي محل البلاغ وجري فرض كردون أمني بمحيط العثور علي جثة الطفل وحضر فريق من النيابة العامة لمناظرة الجثة وجرى نقلها إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وبدأ رجال البحث الجنائى بمديرية أمن الفيوم بالتنسيق مع قطاع الأمن العام رحلة البحث عن القاتل من خلال فحص كاميرات المراقبة التي رصدت تحركات الدراجة النارية ملك المجني عليه.
وتوصلت جهود فريق البحث إلي أن وراء ارتكاب الواقعة "هاني أ ج" مقيم بدائرة مركز شرطة الفيوم، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة تم استهداف المذكور وأمكن ضبطه وبحوزته "مبلغ مالى، وهاتف المجنى عليه".
المتهم يعترف بجريمته
وبمواجهته؛ اعترف بارتكاب الواقعة وقرر بتعرفه على المجنى عليه منذ فترة من خلال توصيله عدة مرات مقابل أجر فعقد العزم على الاستيلاء على مركبة التوك توك قيادة المجنى عليه، وبتاريخ الواقعة اتفق مع المجنى عليه لتوصيله لإحدى القرى بدائرة مركز شرطة إطسا.
وفى طريقهما للقرية حاول الاستيلاء على التوك توك فقاومه المجنى عليه فتعدى عليه بالضرب على رأسه بحجر ففقد الوعى فقام بوضعه داخل جوال بلاستيك وألقاه بمكان العثور واستولى على المركبة وهاتفه المحمول.
وعقب ذلك قام بتقطيع التوك توك لقطع غيار داخل محل يستأجره من أحد الأشخاص "سيئ النية" والتصرف فيها بالبيع لتاجر خردة "سيئ النية" ولقد أمكن ضبطهما وتبين أن المبلغ المضبوط بحوزته من مُتحصلات الواقعة.
مفاجأة المتهم قتل صديقه قبل شهر
ومن خلال تطوير المناقشة مع المتهم وتكثيف المعلومات اعترف بأنه أقدم علي إنهاء حياة صديقه "محمد بدر أحمد" ٣٨ سنة، بسبب خلاف ومعاملات مالية بينهما حيث قام قبل شهر بالتعدى عليه بالضرب على رأسه بآلة حادة أودت بحياته واستولى على هاتفه المحمول وقام ببيع الهاتف، ثم وضع الجثة داخل جوال وألقاها بأحد المجاري المائية بدائرة مركز شرطة الفيوم.
تمثيل الجريمتين وقرارات النيابة
وبعرض المتهم علي النيابة العامة بإطسا والتي واجهته بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقر بارتكاب الجريمتين وعليه قررت النيابة العامة حبس المتهم ٤ أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في الموعد المحدد، اصطحب فريق من النيابة العامة بإطسا المتهم إلي مسرحي الجريمتين لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل الجريمتين.
وكلفت النيابة المسطحات المائية بالبحث عن جثة المجني عليه الأول وإبلاغها فور العثور عليها، وأمرت النيابة بانتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح جثة طفل التوك توك "ممدوح توفيق ممدوح" صاحب الـ١٢ سنة المجني عليه الثاني وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية وتسليم الجثمان لذويه لإجراء مراسم الدفن.
كما أمرت النيابة بحبس صاحب محل وتاجر سيئي النية شاركا المتهم في التخلص من الدراجة النارية ملك المجني عليه الثاني، كما طلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.
