الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

كتاب فى سطور|| «موسوعة ألف ليلة وليلة» أصلها وفصلها بترجمة السيد إمام

موسوعة ألف ليلة وليلة
موسوعة ألف ليلة وليلة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصحبكم «البوابة نيوز» على مدار 30 يومًا خلال شهر رمضان الكريم وقراءة فى أحدث إصدارات دور النشر على مدار العام، وفى كل يوم نقدم قراءة فى رواية أو عمل أدبى أو سيرة لأحد المشاهير.
فى هذا الكتاب «موسوعة ألف ليلة وليلة أو الليالى العربية» لـ«أولريش مارزوف - ريتشارد فان ليفن»، من ترجمة السيد إمام، وإصدار المركز القومى للترجمة فى مجلدين، يجب لنا المترجم الكبير السيد إمام عن عدة تساؤلات لعل أهمها ما الذى تريد أن تعرفه عن «ألف ليلة وليلة»، أو «الليالى العربية» كما يطلق عليها الأوروبيون؟ أصلها وفصلها؟، هندية أم فارسية أم عربية؟ مخطوطاتها؟ تواريخ ظهورها؟ مؤلفها أو مؤلفيها، نساخها أو جامعيها؟ أطوارها؟، الأثر الذى خلفته على جمهور المستمعين أو القراء فى كل مكان وزمان، وعلى المبدعين من شعراء وروائيين، ورسامين وموسيقيين وكتاب مسرح فى الشرق والغرب على حد سواء؟.
كل تلك التساؤلات التى أثارها المترجم الكبير السيد إمام والتى حاول الإجابة عنها خلال المقدمة التى كتبها فى مقدمة المجلدين قائلا: «كل هذه الأسئلة وغيرها تجيب عنها "موسوعة الليالى العربية" التى ألفها وجمع مادتها اثنان من أبرز المتخصصين فى الدراسات العربية وتاريخ الحكى العربى، على وجه الخصوص، هما أورليش مارزوف، وريتشارد فان ليفن».
يعمل الأول أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة جورج أوجست، بجوتنجن بألمانيا، وهو أحد الأعضاء البارزين بلجنة تحرير موسوعة الخرافات، ويعمل الثانى أستاذا فى قسم الدراسات الدينية بجامعة أمستردام بهولندا، وتضم أعماله المنشورة الترجمة الهولندية لـ«الليالى العربية»، بالإضافة إلى العديد من المقالات حول نفس العمل.
ويتابع إمام: «يكفى القول إن نص الليالى تبوأ مكانة متميزة بين روائع الأدب العالمى، وحقق شهرة عالمية منقطعة النظير، منذ قدمه أنطوان جالان إلى الغرب لأول مرة مترجما إلى اللغة الفرنسية ما بين عامى ١٧٠٤-١٧١٧، وحققت ترجمة جالان نجاحا جماهيريا باهرا فى فرنسا أولا، ثم فى باقى أنحاء أوروبا بعد ذلك، وأقبل المترجمون على نقلها إلى شتى اللغات الأوروبية، وتراوحت طبعاتها بين طبعات مهذبة، وأخرى صريحة مكشوفة تضرب عرض الحائط بالمعايير الأخلاقية السائدة فى أوروبا وقتذاك».
وقال: «أما بالنسبة إلى غرائبية «ألف ليلة وليلة» وتجاوزها لحدود المعلوم أو المعقول مما يصعب تصديقه، أو تتيقن صحته، فلا نظن أنها أكثر غرائبية وتجاوزا لا لسنن الكون ولا لسنن العقل والمنطق، من بعض القصص القرآنى، مثل قصة يونس الذى ابتلعه الحوت، ومكث فى جوفه أياما أو أسابيع، حسب بعض الروايات، أو قصة أهل الكهف الذين مكثوا فى كهفهم ثلاثمائة وتسع سنين، أو قصة النبى سليمان الذى كان يتمتع بالقدرة على مخاطبة الحيوانات والطير وسائر صنوف المخلوقات، وسخر له الله الرياح والجن، حتى أن أحدهم أحضر له عرش بلقيس ملكة سبأ قبل أن يرتد إليه طرفه».
وفى ذات الوقت لم يستبعد النقاد القدامى الكتب التى كانت تتناول كرامات الأولياء التى انطوت على قصص أكثر غرابة وغلوا وإغراقا فى الخيال أو وصف المحال من قصص «ألف ليلة وليلة»، مثل «الطبقات الكبرى» للشعرانى، وجامع كرامات الأولياء لابن اللقن، وكرامات الأولياء للنبهانى التى تحدثنا عن أناس يجترحون المعجزات.
لقد قدمت «ألف ليلة وليلة» تاريخا خياليا لشخصيات تاريخية، مثل هارون الرشيد، المأمون، زبيدة زوجة هارون، جعفر البرمكى، الحجاج، النبى سليمان، الظاهر بيبرس، إسحاق وابراهيم الموصلى، وغير ذلك، وهى شخصيات يصعب الفصل فيها بين حقيقتها التاريخية وصورتها الخيالية على الطريقة التى قدمها بها الراوى الشعبى. إن الصور الخيالية التى قدمها الراوى الشعبى لهذه الشخصيات يمثل إسقاطا لوعى الطبقات الدنيا المضطهدة أو المقموعة.