أذاعت قناة الناس، تقريرا عن الدروس المستفادة من يوم بدر، الموافق ذكراه 17 رمضان في العام الثاني من الهجرة، وذلك فى نموذج مبتكر لخطاب دينى توعوي، يساهم بشكل كبير فى الرقي بالخطاب الديني وتطويره وتجديده، ونشر وسطية وسماحة الدين، وتقديم المعلومات الدينية الهادفة بصورة مبسطة.
وأفاد التقرير، أن ليوم بدر دروس عظيمة يجب أن نتعلم منها في واقعنا الراهن، كما علمها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للصحابة، ومنها:
أولا مبدأ الشورى: فها هو صلى الله عليه وسلم يَستمعُ لرأي بعضِ الصحابةِ في اختيارِ الموضعِ المناسبِ لجيشِ المسلمينَ، فأرسَى مبدأَ التشاورِ، والمشاركَةِ الإيجابيَّةِ المبنيةِ على إدراكِ الواقعِ والخبرةِ بالأمورِ.
ثانيا حسن معاملة الأسرى: فقد كان سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُوصِي المسلمينَ بالأسرَى خيرًا حتى كانوا يؤثرونَهم على أنفسِهم بالطعامِ، فمبدأُ المسلمِينَ «مَن عصَا الله فينَا أطعنَا اللهَ فيه»، وهو طاعة للآية الكريمة {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (😎 إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 8، 9]
ثالثا حقيقة التوكل: علمنا سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حقيقةَ التوكلِ الذي يجمعُ بين اتخاذِ الأسبابِ المتاحةِ وصِدْقِ اللجوءِ إلى اللهِ تعالى والتضرعِ إليهِ والاستعانةِ به سبحانه.
رابعا الوفاء بالعهد: حيثُ ضربَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المثلَ في الوفاءِ وحفظِ العهدِ مع الأعداءِ، من ذلكَ ما حدَثَ مع حذيفةَ بْنِ اليمانِ ووالدِهِ، حينَ أخذَ المشركون منهمُ العهدَ ألَّا ُيقاتلوا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلَّمَا ذكَرَا ذلكَ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: نَفِي بِعَهدِهِم، وَنَستَعِينُ اللّهَ عليْهِم.
خامسا صناعة الحضارة : جعلَ سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فداءَ بعضِ أسرى بدرٍ تعليمَ أطفالِ المسلمينَ؛ فبيَّنَ أنَّ الحضارةَ تُقامُ على العلمِ وعلى النفعِ المتبادلِ.. وليس فقط على المال، بالعلمِ والمالِ يَبني الناسُ مُلكَهُمُ * لم يُبْنَ مُلكٌ على جهلٍ وإقلالِ.
سادسا التعايش: جعلَ سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فداءَ بعضِ أسرى بدرٍ تعليمَ أطفالِ المسلمينَ، وفي المسلمينَ متعلمون يستطيعون القيام بهذا، لكنَّه صلى الله عليه وسلم يُعلّمُ العالمَ أنَّ حياةَ البشرِ تآلُف لا تَخالُف... وتكامُل لا تَقاتُل... وتَسانُد لا تَعانُد.