التعرض لصدمة نفسية ليس بشئ سهل سواء كانت صدمة في الطفولة أو صدمة حديثًا، فيعتبر أولى خطوات التعافي من الصدمات النفسية و الألم النفسي والعاطفي هي الرغبة بالشفاء أولًا والاستعداد لقبول المساعدة والدعم النفسى ثانيًا والاعتراف بوجود أزمة لدينا فلن نستطيع أن نجد الحل لمشكلة لا نعترف بوجودها من الأساس.
فى البداية لابد أن نعلم أن الصدمة النفسية تتسبب فى شعورًا ممتدًا بالعجز، وتترك الإنسان في دوامة من المشاعر والذكريات المؤلمة والقلق المزمن مما يسبب الإزعاج المستمر دون توقف أو حل وتحدث الصدمة النفسية نتيجة التعرض لحدث مرهق ومؤلم شعوريًا بصورة كبيرة، مما يزعزع إحساسك بالأمان ويهدد سلامتك النفسية أو الجسدية ومن ثم تسبب عدم قدرة واستيعاب المشاعر المرتبطة بالتجربة، وبالتالي يمكن أن تسبب الصدمة النفسية شعورًا ممتدًا بالعجز.
وهناك آثار ناتجة عن الصدمة مثل الانفصال وعدم القدرة على الوثوق بالآخرين، وعدم الوثوق بالنفس أمام المجتمع فالصدمة تعتبر حالة فردية وتختلف وفقًا لقدرة احتمال كل شخص و تختلف من شخص لآخر حيث تعتمد التجربة الخاصة بالشفاء من الصدمة على العديد من العوامل، بما في ذلك معتقداتك وتصوراتك، ومستوى التأقلم والمرونة لديك، علاوة على اتصالك بعدد من الأشخاص الداعمين من حولك من أفراد أسرتك وأصدقائك وزملائك بالعمل حيث يتضمن التعافي من الصدمة القدرة على العيش في الحاضر دون أن تطغى عليك أفكار ومشاعر الماضي ولن يشكل التعافي غيابًا تامًا للذكريات أو المشاعر المصاحبة للحدث المؤلم، ولكنه ينطوي على وضع الحدث خلفك بحيث لا يكون مسيطرًا على عواطفك وحياتك.
وهناك خطوات للتعافي من الصدمة النفسية وفقا لنصائح متخصصين وهى كالآتى:
كن لطيفًا مع نفسك.. فى البداية حاول أن تكون لطيفًا مع نفسك لذلك خذ فترات راحة وقم بعمل أشياء ممتعة ومبهجة لنفسك.
لا تعزل نفسك.. التواصل مع الآخرين هو مفتاح السعادة والشعور بالألفة والانتماء كبشر، وبالتالي فإن عزل النفس خطر و سيأخر من التعافي ولكن لابد ان تندمج مع مجتمع صحي.
إيجاد الدعم المناسب.. ويأتي من الأشخاص المناسبين لك فتجاوز الصدمة النفسية يكمن في الرغبة بالشفاء والاستعداد لقبول المساعدة والدعم، صحيح أن رحلة تعافيك تعتمد عليك تماما بشكل مباشر وفردى، لكنها ستتضمن الكثير من الدعم ممن حولك أيضًا من أحبائك وأسرتك وعائلتك أو من الطبيب النفسي، أو المعالج السلوكي الذي قد تلجأ إليه، أو من الأصدقاء أو الزملاء ممن حولك.
ممارسة الرياضة أو الرقص.. حيث كشفت الدراسات العلمية أن التمارين الرياضية تحسن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة المعروف باسم "بي تي إس دي" (PTSD) إذا كنت لا تحب التمرينات الرياضية يمكنك عوضًا عن ذلك المشي أو القيام بشيء ممتع، مثل ركوب الدراجة أو الرقص وأعطِ نفسك لحظة لالتقاط الأنفاس والحفاظ على طاقتك، لضمان ألا تصاب بالإرهاق.
قضاء بعض الوقت مع مشاعرك.. فالإحساس بمشاعرك وقبولها هما مفتاح الشفاء من الصدمة، قد تشعر وقتها ببعض المشاعر الصعبة غير المحتملة، مثل الغضب و الانهيار.
قم برعاية نفسك بنفسك.. الرعاية الذاتية والعناية بالنفس تقللان الشعور العام بالتوتر، فهما يجعلانك تشعر بالهدوء والراحة واللطف وهناك خطوات لرعاية نفسك مثل مكافأة نفسك بكوب قهوة في مقهاك المفضل، وقد تكون عادية تمامًا مثل جلسة استحمام طويلة.