الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الكاتبة القصصية والناقدة الأدبية زينب العسال لـ«البوابة نيوز»: الدور الحقيقي للناقد أن يقف بجوار المواهب الحقيقية

زينب العسال
زينب العسال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

احتوى كتابها «غزل البنات» نماذج مما أبدعته المرأة في مصر، والأقطار العربية، تثير العديد من القضايا، منها الأزمة الوجودية للإنسان العربي في الوقت المعاصر، والقضية الفلسطينية عبر كتابة الشاعرة والروائية والناقدة الفلسطينية فدوى فؤاد عباس، والكاتبة والمحللة السياسية مروة جبر، هذه الكتابة ذات الشجون والآلام، وأيضا عن كيفية اختيار الكاتب لمشروعه. ةفي حوارها لـ«البوابة» تحدثت الكاتبة القصصية والناقدة الأدبية الدكتورة زينب العسال، عن المدارس النقدية التي تتبناها، وعلاقة النقد بالإرهاب، كما تحدثت عن طقوسها في شهر رمضان الكريم، وغيرها من الموضوعات.
مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي:
■ في البداية؛ نود أن نتعرف على كتابك «غزل البنات»؟
- هو أحدث كتاب نقدي صدر لي، سبقه عدة كتب؛ منها: أجيال من الإبداع، تقاسيم نقدية، مبدعون حتى النهاية، تفاعل الأنواع في أدب لطيفة الزيات، النقد النسائي للأدب القصصي في مصر، وغيرها. ويضم الكتاب عدة دراسات، نشرت فى مجلة عالم الكتاب، تحت عنوان: «غزل البنات»، ثمة معنيان؛ الأول: غزل بمعنى نسيج، فالسرد النسوي ما هو إلا نسيج تغزله الكاتبة، والمعنى الآخر هو حلوى لذيذة  كنا نأكلها، ونحن صغار. وهذا يتسق مع مشروعى النقدي، منذ أن نبهنى د. عبد المنعم تليمة قائلًا: «أنت تكتبين عن المرأة المبدعة، أو تتناولين صورة المرأة في إبداعات الكتاب»، هذا لا يعنى أنني لم أكتب عن الشعر، فقد تناولت العديد من الدواوين الشعرية.
احتوى الكتاب نماذج مما أبدعته المرأة في مصر، والأقطار العربية، تثير العديد من القضايا، منها الأزمة الوجودية للإنسان العربي في الوقت المعاصر، والقضية الفلسطينية عبر كتابة الشاعرة والروائية والناقدة الفلسطينية فدوى فؤاد عباس، والكاتبة والمحللة السياسية مروة جبر، هذه الكتابة ذات الشجون والآلام، حيث الاحتلال والحرب والنزوح والهجرة والطموح والأمل في العودة للوطن، اتخذت الكاتبة شكل السيرة الذاتية، سيرة الوطن.
هل كان اللجوء إلى السيرة هو الهروب من الواقع إلى الماضى الجميل أو غير الجميل؟ فالوطن «فلسطين» حاضر، إن لم يكن هو البطل الرئيس لهذه السيرة سواء بتناول الفضاء الجغرافي، المدن والقرى والمساجد والبيارات والزراعات والزيتون والبحر والشواطئ والحجارة، أو علاقة البشر بالمكان، وعلاقة الشعب الفلسطينى بالاحتلال. إنها حكاية وطن وناسه.
أذكر أني بدأت بالكتابة عن السينما في أكثر من موقع، وبخاصة السينما التسجيلية، حبي للسنيما منذ الصغر ورثته عن أبى، حبه لمشاهدة الأفلام السينمائية في دور العرض، لما قرأت عن فيلم "حصان الطين" وأنا صغيرة حرصت على مشاهدته، ومن يومها وأنا أتابع ما أخرجته "عبقرية السينما التسجيلية" عطيات الأبنودي، هذه الفنانة التي بدأت محركة للعرائس، وعملت مذيعة لإحدى فقرات برنامج «ربات البيوت».
هذه الفلاحة المصرية التي عشقت وطنها، الفنانة التي حفرت عن جذور الثقافة المصرية، وقدمتها للعالم، ونالت العديد من الجوائز الدولية، كان لابد أن أكتب عنها، وخاصة بعد مقابلتها أكثر من مرة، تداعت الذكريات التي سردتها في كتاب «غزل البنات»، إضافة إلى رؤيتى عن أفلامها.
■ ما هي المدارس النقدية التي تبنيتيها؟
- المدارس والمناهج النقدية التى تبنيتها تبين في دراساتى، في مقدمة هذه المناهج مدارس النقد النسوي، والمنهج الثقافي، والمنهج النفسي، وخاصة أننى درسته أثناء الالتحاق بكلية التربية، من خلال التخصص فى علم نفس الطفل والصحة النفسية. لا أظن أن الناقد يتعمد استخدام منهج بعينه، لكن العمل الإبداعي قد يفرض منهجًا بعينه.
لا أحب أن تستعبدنى النظريات والمناهج فأسير على القضبان كالقطار، أحيانًا أخرج عن هذا الإطار الصارم، قد استخدم تقنية المقارنات أو الموازنات، وهى طريقة برع فيها د. لويس عوض، ود. على الراعى، ود. لطيفة الزيات ود. شكري عياد، وغيرهم من أساتذة النقد.
■ ما العلاقة بين النقد والإرهاب؟ وهل تعني إرهاب النقاد، أم إرهاب بعض المبدعين، أم الإرهاب بمفهومه السياسى؟
- ثمة علاقة بين النقد وتلك الكتابات الموجهة ضد الإرهاب، أو الداعية لمقاومة كل مظهر من مظاهر الإرهاب، سواء كان فكريًا أو مجتمعيًا، أو فرديًا.
الناقد في المحصلة النهائية إنسان يعيش فى مجتمع. لو امتلك هذا المجتمع حرية الرأي، فستقل فرصة انتعاش الإرهاب وتغلغله، أما الناقد الذى يحسب الأمر عبر علاقة المكسب والخسارة التي قد يمنى بها عند قوله الحقيقة، أو يكون صريحًا فيخسر مكسبًا كان يتوقعه.
أظن أن هذا نوع من الإرهاب، أو يرضخ للابتزاز أو الإغراء، إنه إرهاب يصادر الفكر الحر، ويئد الكلمة الحرة!. وإذا كانت إنسانية الناقد مهمة، فهو أيضًا ليس ملاكًا، من هنا سنجد البعض يحتمي من كل ذلك بأن ينضم إلى شلة يكون مع أفرادها مركزًا يوسع من نفوذهم، وفرص حظوظهم في النشر والسفر، والحصول على الجوائز أو التحكيم في المسابقات، أو على أقل تقدير تكرار المشاركة في الندوات التي تقيمها المؤسسات الثقافية التي تمتد أذرعهم إليها، فتحجب الفرص عن الآخرين.
كل ما سبق يعد إرهابًا للناقد المخلص لقناعاته والمؤمن بدوره، فهمّه الأول القراءة والكتابة والتأمل والمتابعة، أنا لا أدين، لكن هذا- للأسف- هو واقعنا الثقافي!.
هناك من يستحق الفرص عن جدارة، يجلس في قريته، أو مدينته الإقليمية، أو بيته، صادقًا مع نفسه، أنا صادفت هؤلاء، وتعجبت كيف لم يحصلوا على فرصهم كما حصل عليها الأقل موهبة؟، لكنه الأقرب لمتاهات الشللية. دور الناقد أن يقف بجوار المواهب الحقيقية. أعتقد هذا هو دور الناقد الحقيقى.
■ ما هي طقوس القراءة والكتابة في رمضان؟
- تغلب القراءات ذات الطابع الدينى، قراءة القرآن، وكتب التفاسير، وأعيد قراءة "الحرافيش" و"الثلاثية" لنجيب محفوظ، وكتب عن الآثار الإسلامية. وأعتز بأني أنجزت فى هذا الشهر الفضيل رسالتى للماجستير والدكتوراه.
■ أعلم أنك كنت واحدة من المحكمين في جائزة الطيب صالح.. حدثينا عن هذه التجربة؟ 
- شاركت قبل ذلك في تحكيم جوائز الدولة، وجائزة معرض الكتاب، ووزارة البيئة، ومسابقات قصور الثقافة، والمركز القومى لثقافة الطفل، واتحاد الكتاب، ونادى القصة، وغيرها، ما يميز هذه التجربة أن الإبداع القصصي جاء من مصر وتونس والعراق والمغرب والسودان، والخليج، والمحكمين من السودان والمغرب ومصر، كانت المجموعات كبيرة من حيث الحجم تقريبًا أكثر من خمس عشرة قصة.
ما لاحظته أن لدينا كتاب قصة متفوقون، فمقولة موت القصة لصالح مقولة «عصر الرواية» تحتاج للمراجعة النقدية، لدينا فائزتان من مصر احتلتا المركز الثانى والثالث، عكس إبداعهما الهموم الفردية للمرأة على المجتمع المحيط بها، فضلًا عن تفوق التقنيات، كتابة تستحق الفوز، فالإبداع الجيد يفرض نفسه، ويطالبنا أن نكون منصفين. 
ولعلنا نلحظ في الجوائز الإقليمية والدولية أن المستويات الإبداعية متقاربة، لذلك فإنه يجدر بالمحكم أن يلتزم الدقة، وتلمس الفوارق الفردية، والابتعاد عن تحكم الذائقية الانقرائية، مغامرة التقدم للجوائز والمسابقات يقوم بها المبدعون الشباب، فهم الأكثر حرصًا على المشاركة في المسابقات، ولعل كثرة المسابقات والجوائز في العالم العربي، زادت من فرص اكتشاف المواهب الشابة.
■ وما هو آخر أعمالك الجديدة؟
- قاربت على الانتهاء من كتاب «النقد الذكوري للسرد النسوي في الوطن العربي»، هو الوجه الآخر من دراستي «النقد النسائي للأدب القصصي في مصر». كيف يرى الناقد السرد النسوي؟.. واجهتني صعوبات في اختيار النماذج، فلدينا الكثير من الناقدات اللائي تبنين الكتابة النسوية، فماذا عن النقاد؟. 
لقد وقع اختيارى على النقاد الذين تعددت دراساتهم في هذا الاتجاه، فالمسألة ليست مصادفة أو مجاملة، كما وقفت أمام المقدمات التي أدت إلى ظهور الكتابة النسوية في كل قطر عربي، أعتقد أنه سيكون بداية لكتابات تالية، كما كان كتابي النقد النسائي للأدب القصصي في مصر، أتمنى أن أنتهي منه قريبًا.