نظرًا لما يعانيه العالم بشكل عام من الإرهاب والتطرف والفكر الظلامي، وخصوصًا في منطقتنا العربية، سوف تقدم «البوابة» في هذه النافذة وعلى مدار شهر رمضان المبارك بشكل يومي، واحدًا من هؤلاء المخربين الذين عملوا طوال حياتهم على إرهاب الشعوب وتخريب أوطانهم.
أسامة بن لادن «١٠ مارس ١٩٥٧ - ٢ مايو ٢٠١١» نجل الملياردير محمد بن عوض بن لادن وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو ١٧ من أصل ٥٢ أخًا وأختًا، درس في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد ليتولى إدارة أعمال شركة بن لادن، وكانت تقدر ثروة عائلته بقرابة سبعة مليارات دولار، فمكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان.
وهو مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وهو تنظيم سلفي جهادى مسلح أنشئ في أفغانستان سنة ١٩٨٨، زج «بن لادن» بتنظيم القاعدة في حروب ضد أعتى قوتين في العالم وهما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، حيث حارب الاتحاد السوفيتي إبان غزو أفغانستان وحارب الولايات المتحدة حينما غزت العراق وأفغانستان، وأعلن بالاشتراك مع أيمن الظواهري عام ١٩٩٨ الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين والتي نجم عنها لاحقًا ما يسمى الحرب على الإرهاب أو الحملة الصليبية العاشرة.
بعد وفاة والده، وكان أسامة وقتها في الحادية عشرة من عمره بلغ نصيبه من التركة ما يعادل ٣٠٠ مليون دولار، استثمرها في المقاولات وفي غيرها. على أن ثروته وعلاقاته مكنته من تحقيق عمل آخر، وهو دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفيتي لأفغانستان، وفى سنة ١٩٨٤ أسّس بن لادن منظّمة دعويّة وأسماها «مركز الخدمات» وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم «معسكر الفاروق» لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان، وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد، وبعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان ومع بداية الغزو العراقي للكويت عام ١٩٩٠، خرج بن لادن من السعودية مهاجرًا إلى السودان، وهناك أسس تجارة فاشلة أيضًا ومركزًا جديدًا للعمليات العسكرية في السودان.
وتحت ضغوط دولية غادر «بن لادن» السودان في سنة ١٩٩٦، متوجّهًا إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان، وهناك ظهر وجهه الحقيقي إذ أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية، وفى سنة ١٩٩٨ تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري، الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان بيانًا يدعو إلى قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام، ونتيجة لبيانه ارتكبت القاعدة تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام.
وقامت القاعدة في إطار حربها على اليهود والصليبيين بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان أبرزها هجمات ١١ سبتمبر وتفجيرات لندن ٧ يوليو ٢٠٠٥ وتفجيرات مدريد ٢٠٠٤، ولذلك تعتبر هدفًا رئيسيًا للحرب الأمريكية على الإرهاب، وبعد سنين من تواريه عن الأنظار وبالتحديد في فجر يوم الاثنين ٢ مايو عام ٢٠١١ تمكنت قوة أمريكية من مباغتة «بن لادن» بينما كان في مسكنه قرب إسلام آباد وأردته قتيلًا برصاصة في الرأس ثم ألقت بجثته سرًا في البحر من على متن حاملة الطائرات «يو إس إس كارل فينسن»، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له.
حيث تعطى جل اهتمامه بعد عودته إلى السعودية واطمئنانه إلى إمكانية البوح بخبر الرحلة بدأ يتحدث مع إخوانه وأقاربه وزملائه في الدراسة حول مشاهداته وتمكن من تنفيذ حملة علاقات عامة لصالح المجاهدين في أفغانستان، وتمكن من جمع تبرعات مالية وعينية للجهاد في أفغانستان، وحمل تلك التبرعات وذهب في رحلة أخرى إلى باكستان بقي أسامة هناك لمدة شهر، وتكررت رحلاته إلى باكستان لتقديم الدعم المالي والعيني الذي يحصل عليه في السعودية وظل مكتفيًا بزيارة معسكرات المجاهدين ومخيمات الأفغان في باكستان.
وفي عام ١٩٨٢، قرر أسامة اجتياز الحدود والدخول إلى أفغانستان والمشاركة في الجهاد وبعد مشاهدته الطبيعة الجبلية الصعبة لأفغانستان قرر الاستفادة من تجربته في المقاولات وجلب عددًا هائلًا من المعدات والجرارات والحفارات لمساعدة المجاهدين على تمهيد الجبال وشق الطرق وإنشاء المعسكرات، وتكررت زيارة أسامة إلى أفغانستان وإشرافه على نقل الأموال والسلاح والمعدات ومساهمته بعض الأحيان في بعض المعارك لكن بشكل غير منتظم.
وفي هذه المرحلة تلقى دعمًا ماليًا من وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» بعلم من الحكومة الأمريكية قدرت بثلاثة مليارات دولار كما تم تمويله بالسلاح ومصادر أخرى حتى انتصار الأفغان على السوفييت الذين خرجوا من أفغانستان مهزومين، وكان «بن لادن» ضد الروس حيث قال: «في هذا الجهاد كانت أهم الأمور العمل على تدمير أسطورة القوى العظمى ليس فقط في تفكيري لكن أيضًا في تفكير كل المسلمين».
وفي عام ١٩٨٦؛ قرر «أسامة» أن يتوسع في تنظيم العملية الجهادية ويكون له معسكراته وخطوط إمداده. فتمكن من تشييد ستة معسكرات وتمكن من خلال خبرته في الإنشاءات من تحريكها ونقلها أكثر من مرة تبعًا لظروف الحرب، بعد تجربة المعسكرات وتمكن «أسامة» من تبني المجاهدين العرب منذ وصولهم إلى تدريبهم إلى إشراكهم في المعارك أصبحت فكرة المشاركة في الجهاد ذات جاذبية شديدة لأن الشباب أصبحوا يتناقلون أخبارًا بساطة الفكرة وتقليل هيبة المشاركة في الجهاد كون الذي يستقبل ويدرب ويقود كلهم من العرب.
كانت المشاركة في الجهاد في أفغانستان تتم دون مضايقات من السعودية أو باكستان، وخلال تلك الفترة لم يكن «أسامة» يعود للمملكة إلا قليلًا ويقضي معظم أيام السنة في أفغانستان.