الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الافتاء: لا تجبروا الأطفال على إكمال الصيام لآخر النهار.. خبراء علم نفس: إعطاء الطفل تحفيز نفسي افضل.. الأفعال السيئة دافع للبعد عن العبادات والصيام

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صيام رمضان واجب شرعي مرتبط بالقدرة الجسدية والاستطاعة على تنفيذ الامر المكلف به الانسان واذا عجز عن الصيام ولحق به مشقة وتعب لا يقدر عليه جاز له الافطار شرعا، بالرغم من ان الصيام واجب على كل مسلم، ولكن بالنظر الى الاطفال يكون الا مر مختلف قليلا وهذا ما اشارت اليه دار الافتاء امس، قائلة عدم اجبار الاطفال على اكمال الصيام الى اخر اليوم لانهم غير مكلفين بذلك ويراعي في ذلك التدريج، لقول الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.

وبالدقيق في القرآن واحاديث النبي نجد ان تكاليف الشريعة الاسلامية يعمل بها العاقل البالغ، لذلك صيام رمضان للطفل ليس على وجه الوجود والتكليف وانما على وجه الترغيب والتحبيب وهناك من يبدأ في ذلك  من سن الرابعة واخر من السادسة واخر من السابعة حتى يتدرب الطفل على التزام الشريعة بالتدرج وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَن الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَن الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ)، وحتى يكبر الطفل او يبلغ لابد ان يوجد في نفسه طواعية التقرب لله لابتغاء الثواب والاجر، كل ذلك يرجع للابويين وتحبيب الاطفال في الصيام وتقديم لهم الدعم النفسي مع المشاعر الرمضانية في هذا الشهر.

 

استشاري نفسي يكشف أسباب الخلافات الزوجية وطرق تفاديها | المصري اليوم
الدكتور جمال فرويز

وفي هذا السياق قال الدكتور جمال فرويز، استشاري طب نفسي بالاكاديمية الطبية العسكرية، كلما أعطينا الطفل تحفيز نفسي للصيام كان افضل، قديما كان الآباء والأمهات يعلمون الاطفال عن طريق صيام نصف يوم اول ثلاث ايام في رمضان ثم يتعلم صيام اليوم كاملا، وذلك يرجع لتلقين الطفل وتعليمه الهدف من ذلك أن الله يتقبل صيامه ويعطي له خير كثير واجرا لصومه، هنا الطفل يحب الصيام ثم لا اراديا الطفل يصوم لأن الأم عملت اولا على العامل النفسي وهو حب الشيء ثم فعله، العمل ليس تدريب على الصيام ولكن الرغبة التي تولد لدى الطفل عن طريق الإقناع الذي ينتج من تصرفات الاباء والأمهات وأداء العبادات، ويكون حافز للطفل لتقليد أبويه في أعمال الخير، لكن الازدواجية التي تكون صيام وغضب وتلفظ بألفاظ خارجة ليس جيد لأن الطفل يقلد كل شيء يسمعه ومن ثم الأفعال السيئة دافع للبعد عن العبادات والصيام.

وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، الحديث الدائم عن روحانيات الصيام وآدابه ومميزاته وإمداد الطفل بالمعلومات مثل لماذا فرض الله علينا الصيام ولماذا ننفذ أوامر الله، مع إعطاء قصص تؤكد حديثنا يبدأ الطفل في الاستيعاب، والتي تؤكد عقاب القوم الذين عصوا الله وان الله يحب أن يعبد ويحمد وان يلتزم العباد بأوامره ومن أحد أوامره الصيام وهو فرض علينا، كل ذلك يولد إصرار وعزيمة لدى الطفل وحب ذاتي لأداء فريضة الصيام، متابعا لابد من عدم فرض الصيام على الاطفال او عدم رفض أن الطفل يصوم هناك أطفال تحب أن تفعل ما يفعل أهل البيت "الصيام مثلهم" يبدأ أحد الابوين مع تعنيفه انه مازال صغير ولا يقدر على الصيام هذا الفعل ضار جدا بصحة الطفل النفسية، يجب علينا ترك الاطفال فعل ذلك وعلينا دعمهم وتقديم الحافز الذي يدفعهم للحفاظ على العبادات والتقرب الى الله.

Stream Dr. Ahmed Haroun music | Listen to songs, albums, playlists for free  on SoundCloud
الدكتور أحمد هارون

ومن جانبه قال الدكتور أحمد هارون، مستشار الصحة النفسية والعلاج النفسي، فكرة الطفولة ان هناك اشخاص تحاول لخطبة المعايير أن الأطفال هم من تحت السن المدرسي وذلك غير حقيقي، سن الطفولة وفقا لنص القانون هو حتى ال18 عام، وبدأ الناس يتعامل بهذا المنظور لسهولة الحديث، ولكن الأهم من ذلك أن التعامل مع السن الأصغر يكون اسهل لانه يتم وضع أسس وقواعد وذلك أفضل في التعامل، الخطوة الاولى في العبادة هي خطوة تحديد المفاهيم لابد أن يعلم الطفل لماذا يتم الصيام، هناك من يقول لاطفاله كي نشعر بالفقراء أو للتحكم في مصروفاتهم أو مساواة بالذين لا يملكون نقود، كل ذلك خطأ كبير، علينا توضيح أن الصيام يكون التحكم في الرغبات والشهوات وليس كل شيء "عايزه الإنسان يحتاجه"، الحكمة النفسية من الصوم التفريق والتمييز، مثل "عايز اكل لكن لا يصح لأن الجسم يحتاج إلى أن يتعافى وتنفيذ الأوامر الربانية".

واكمل في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، على الأطفال الذين أعمارهم فوق السن المدرسي في مرحلة البلوغ أن يعلموا الفرق بين الصوم والصيام الذي هو أمر شرعي وتكليف موجود في القرآن ولا زال بمعنى انه امر جسدي، أما الصوم هو امر نفسي يعني البعد عن الغيبة والنميمة والحقد والحسد، حيث ان مكونات الإنسان جسد ونفس وروح تعود الى الله، ولابد أن يعلم الطفل ذلك مع بلوغ مراحله العمرية بشكل أعمق مع الأخذ في الاعتبار مدى التفهم والاستيعاب.

وأشار إلى أن هناك تكليف آخر الذي لابد أن يتعامل الأهالي مع أولادها أن الطفل أصبح انسان مسؤول ورقيب على مصلحته لذلك عبادة الصيام هي العبادة الوحيدة التي تخلوا من الرياء.