يحتفل الصديق د. عبد الرحيم على بعيد ميلاده الستين، وبعد 36 عامًا معرفة وصداقة من بين طيات تلك الأعوام أقدم شهادة يستحقها الصديق الوفى والكاتب المستنير والباحث الرصين متعدد المواهب من المنيا للقاهرة وصولًا لباريس، أشهد طوال 36 عاما بأن عبد الرحيم لم يتخل عن مهمته فى مقاومة الإرهاب ومضى فى ذلك على خطوات أستاذنا د. رفعت السعيد، كان عبد الرحيم أول من قاوم الإرهاب والتطرف فى الصعيد وشرفت بصحبته فى بعض موضوعات، تلك المقاومة الصحفية عبر صحيفة الأهالى، وواصل عبد الرحيم كتاباته وأبحاثه وإن تحولت كتاباته إلى مدرسة فرضها قلمه على الصحافة والإعلام المصرى والعربى وكان الأوضح صوتًا لتكشف عن عمق تلك الأزمات وتقدم الحلول.
شرفت بالأمس بحضور ندوة مهمة بعنوان «الحوار بين الشرق والغرب.. محاولة لوصل ما انقطع»، للاحتفال بإصدار الطبعة الفرنسية من مجلة وموقع «لو ديالوج» قال عنها د. عبد الرحيم على رئيس مجلس إدارة وتحرير البوابة نيوز، مرحبًا بالضيوف، ليست لأنها فقط لقيمة الضيوف، ولكنها مهمة بأننا سنبنى عليها حوارا دائما ومتصلا ومشتركا، وسنؤسس عليها لجنة دائمة للحوار بيننا وبين الغرب، وهذه اللجنة ستضم أستاذتنا على المنصة وبها الضيوف الفرنسيون.
وأضاف علي: سنتوسع فى اللجنة للوصول إلى مؤتمر عام، بدأنا التواصل، وأسسنا المركز العربى للصحافة منذ ٢٥ سنة، وكنا نتواصل حينما أسسنا المركز العربي، ويتصادف اليوم مرور عشر سنوات على ميلاد البوابة نيوز، ويتصادف أيضًا مع ميلاد موقع لو ديالوج الفرنسى ومعنا أكثر من ٣٠ كاتبا فرنسيا.
وواصل: هذا المشروع بدأ بغرفة منذ ثلاثين عامًا فى وسط البلد وكان معى الأساتذة مصطفى بيومى وعادل الضوى وسليمان شفيق، وهذا الحلم الآن أصبح مؤسسة كبيرة فى مصر وفرنسا، وكل ما أسسناه كان من أجل هذه اللحظة التى وصلنا لها وهى إدارة حوار بين الشرق والغرب.
شارك فى الندوة من الجانب الفرنسى كل من: بيير لولوش وزير الدولة السابق للشئون الأوروبية، والسيناتور فاليرى بوييه عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي، والكاتب الصحفى الفرنسى الكبير ألكسندر دلفال.
كما شارك من الجانب المصرى كلٌّ من الدكتور على الدين هلال، والدكتور زاهى حواس، والدكتور عبد المنعم سعيد.
كانت رحلة عصفورنا الذى انتقل من الشرق للغرب قد بدأت بأطلاق الدكتور عبد الرحيم على بباريس عام 2017 مركز دراسات الشرق الأوسط "CEMO" ليكون جسرًا للتواصل بين الشرق والغرب والتحدث مع الغرب باللغة التى يفهمونها، والذى يعتبر مؤسسة مستقلة تهدف لنشر رسالة سلام من خلاص صوت مصرى مترجم بجميع اللغات من مصر البلد الذى يعد مهدًا لحضارة من أعرق الحضارات فى تاريخ الإنسانية وقد أسسه الكاتب والباحث وصاحب مؤلفات كثيرة عن الإسلام السياسى ورئيس تحرير الجريدة المصرية البوابة الدكتور عبد الرحيم علي، وتكون رسالته فى أوربا إيصال وجهة نظر الإسلام المعتدلة، توضيح أن الإسلام ليس الإخوان المسلمين، خلق حلقة تواصل مستمر بين الديمقراطيين فى الشرق ونظرائهم فى الغرب لتوضيح مخاطر الإخوان على أوروبا والغرب وشرح وجهة نظرنا وشرح تجربتنا وأيضا آرائنا الحقيقية، توضيح خطورة الجماعات الإرهابية وجماعات العنف، وليعرف الغرب المخاطر التى يمثلها عليه الإسلام السياسى والحركي، كما يساهم المركز فى دعم التبادل والتواصل بين الحضارات، ومنذ إنشائه قام مركز دراسات الشرق الأوسط، بإطلاق العديد من الأنشطة مثل: الندوات والمؤتمرات، إصدار الكتب والمجلات والكراسات، تنظيم عدد من الحلقات التليفزيونية واللقاءات الهامة، إصدارموقع متخصص بأربعة لغات الفرنسية والعربية والإنجليزية والألمانية، ومنصات لـ "السوشيال ميديا"
من المخاطرة إلى عمق الصدام مع الحكومة والإسلام السياسى منذ أوائل تسعينيات القرن الماضى نزحت وعبد الرحيم إلى القاهرة، وأذكر كيف قدم موضوعًا عن أرهاب الجماعة الإسلامية فى أبو قرقاص 1990 استطاع من خلالة الإطاحة بالمحافظ ومدير الأمن وكل المسئولين حينذاك، كان دائما عبد الرحيم فى المقدمة، ثلاثة سنوات صحفية لا استطيع أن انسى بطولة عبد الرحيم ودعمه لى فى تواضع لأنه كان يرى أننى الأكبر سنا وخبرة ولكنى الآن أوكد أنه لولا بطولة عبد الرحيم ما استطاعت الأهالى أن تتقدم الجميع فى مكافحة الإرهاب.
الفارس لم يتوقف منذ نهاية ثمانينات القرن الماضى :
ومن نهاية ثمانينات القرن الماضى بدأ الدكتور عبد الرحيم العمل الدراسى فى مكافحة التطرف والإرهاب وتنقل بامكانيات مادية قليلة من شقة إلى أخرى بوسط البلد وتتحقق أفكار عبد الرحيم ويكتب هذة الأبحاث التى أحدثت ولا زالت دوى فى الحياة الفكرية والسياسية، وكانت هذة الأعمال: المخاطرة فى صفقة الحكومة وجماعات العنف – 1998 أسامة بن لادن الشبح الذى صنعته أمريكا – 2001 سيناريوهات ما قبل السقوط – 2002 المقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية – 2003 موسوعة الحركات الإسلامية (8 أجزاء) الإسلام وحرية الرأى والتعبير – 2005 الإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن 2005 الإعلام العربى وقضايا الإرهاب – 2007 كشف البهتان – الإخوان المسلمون.. وقائع العنف وفتاوى التكفير كتاب الطريق الى الاتحادية.
لا أستطيع أن انسى مواقف عبد الرحيم من وسط البلد إلى الدقى فى تعامده مع شارع السودان كعادته، دعانى عبد الرحيم وطبعا لم أندهش أن وجدت مصطفى وعادل وتحاورنا طويلا حتى ولدت البوابة لننتقل إلى شارع مصدق.
هنا فى “البوابة نيوز” مئات الزهور الصحفية تتفتح وتنمو فى بلاط صاحبة الجلالة، وأضاف عبد الرحيم على عشرات المنابر داخل المركز العربى للابحاث وبوابة الحركات الاسلامية التى قدم فيها عبد الرحيم على عشرات الباحثين الذين يشار لهم بالبنان فى ربوع مصر والعالم عبر تقديمهم تحت اشرافة آلاف الدراسات والأبحاث عن الإسلام السياسي.
من عمق الصعيد وشارع مصدق الى باريس حيث يكمل عبد الرحيم دور الرواد الأوائل رفاعة الطهطاوى ومحمد فريد وطه حسين فى العبور "من النيل الى السين" دفاعا عن مصر ضد الإرهاب، ومساندا لثورة 30 يونيو بالدعوة والبحث والفاعليات.
لاينسى موقف د. عبد الرحيم على فى مقاومة الإخوان أثناء حكمهم وكان اول من كشف خيانة محمد مرسى مما ادى الى تعقبه وتعرضه لمحاولة الاغتيال وتعقب البوابة واقتحامها، ولكنه لم يتراجع وكان فى مقدمة الداعين الى فضح الاعتصامات الإرهابية فى النهضة ورابعة، وظل يقاوم الإرهاب من قبل ثورة 30 يونيو وكان أحد أركانها حتى انتصرت.
كل سنه وحضرتك طيب د. عبد الرحيم رمز وقيمة وصديق أدام الله حياتك وإبداعك.