السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

من دكة القاضي إلى القمر الصناعي.. حكاية تطور استطلاع هلال شهر رمضان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جرت العادة منذ العصور الإسلامية الأولى على خروج مجموعة من الناس في آخر شهر شعبان لرؤية هلال رمضان، لأن الفقهاء يرون رؤية الأهلة من فروض الكفاية، لما يترتب عليها من الأحكام الفقهية والشرعية اقتداء بالسنة الشريفة.

وكانت الاحتفالات فى مصر برؤية هلال رمضان تبدأ فى يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان بحضور وجهاء الناس وكبار رجال الدولة فى العاصمة والمدن الكبرى، واختلف المؤرخون في أول من خرج لرؤية هلال رمضان من قضاة مصر.

فذكر السيوطي إن أول من خرج لرؤية الهلال، في مصر القاضي غوث بن سليمان الذي توفي سنة 168هجرية، وقيل إن أول قاض ركب في الشهود إلى رؤية الهلال هو أبو عبد الرحمن بن لهيعة الذي تولى قضاء مصر بعد وفاة أبي خزيمة سنة 155 هجرية الموافقة 771 ميلادية، وتبعه بعد ذلك القضاة لرؤيته، حيث كانت تعد لهم «دكة» على سفح جبل المقطم عرفت بـ «دكة القضاة»، يخرج إليها لاستطلاع الأهله.
وفي العهد الفاطمى تم استطلاع الهلال من فوق مئذنة جامع بدر الجمالى وظهر ما يعرف بموكب أول رمضان أو «موكب رؤية الهلال».
أما فى العصر المملوكى فكان قاضى القضاة يخرج لاستطلاع الهلال من فوق منارة مدرسة المنصور قلاوون، ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس، ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة، ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف، فإذا تحققوا من رؤيته أضيئت الأنوار على الدكاكين، وفى المآذن وتضاء المساجد، ثم يخرج قاضى القضاة فى موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام.
أما فى العصر العثمانى، فعاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى سفح المقطم فكان يجتمع القضاة الأربعة وبعض الفقهاء والمحتسب بالمدرسة المنصورية فى «بين القصرين»، ثم يركبون جميعاً يتبعهم أرباب الحرف وبعض دراويش الصوفية إلى موضع مرتفع بجبل المقطم حيث يترقبون الهلال، فإذا ثبتت رؤيته عادوا وبين أيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، حيث يعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان ويعود إلى بيته فى موكب حافل يحيط به أرباب الطرق والحرف بين أنواع المشاعل فى ليلة مشهودة.
استمر الأمر على ذلك حتى أمر الخديو عباس حلمى الثانى بنقل مكان إثبات رؤية الهلال الى المحكمة الشرعية بباب الخلق.

ومع إنشاء دار الإفتاء المصرية فى أواخر القرن التاسع عشر، أسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان والاحتفال به، وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، ويتم ذلك من خلال لجانها الشرعية والعلمية المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية فى احتفال يحضره الإمام الاكبر والمفتون السابقون ووزير الأوقاف ومحافظ القاهرة والوزراء وسفراء الدول الإسلامية ورجال القضاء وغيرهم من رجال الدولة.