مع وصول عقارب الساعة إلى الخامسة مساء يوم الأربعاء الماضي، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي داخل أحد شوارع منطقة العمرانية التابعة لمحافظة الجيزة، حيث حالة من الهدوء من الهدوء تسيطر على الارجاء، حتى قطع ذلك الصمت صوت شجار بين شخصين، اعتقد الجميع أنه خلاف بسيط سوف ينتهي خلال دقائق، ليحدث ما لم يكن في الحسبان، بعدما أخرج أحد أطراف المشاجرة سلاح أبيض وسدد للثاني عدة طعنات أودت بحياته في مشهد أضحى حديث الساعة حزنا على الضحية.
الجريمة المأساوية راح ضحيتها شاب يدعى «حسام» يبلغ من العمر 23 عاما، لا يسعى سوى لكسب قوت يومه بالحلال، من أجل مساعدة أسرته على صعوبات الحياة، فيخرج صباح كل يوم من بيته بحثاً عن الرزق ليعود لأسرته في المساء محملا ببشاير الخير، ما بين طعام وجنيهات، فعلي مدار سنوات مضت لم يفكر حسام في نفسه، وقضى حياته يحاول رسم البسمة على وجوه الآخرين.
يوم الواقعة انتهى «حسام» مقررا العودة نحو المنزل لأخذ قسط من الراحة بعد يوم عمل شاق، لكنه لم يدر أن السيناريو اليومي المعتاد سوف تتبدل أحداثه، بعدما قاده التكدس المروري في الشارع خلال عودته لدهس قدم شاب وهو يستقل الموتوسيكل الخاص به والذي اشتراه ليساعده في التنقل خلال الذهاب والعودة من العمل، وحينها وقعت مشادة كلامية بين الطرفين، تجمع على إثرها الأهالي من كل حدب وصوب لفض الخلاف، حيث إن الأمر بسيط ولم تحدث إصابة بالغة للمتهم، والذي رفض اعتذار الضحية له، وأنه لم يقصد أن يصطدم به أو يدهس قدمه ولم يتمكن من تفاديه بسبب الزحام المروري، لقرر الانتقام من المجني عليه.
بعد تدخل قاطني المنطقة توجه حسام نحو الموتوسيكل، قاصداً الذهاب إلى منزله، إلا أن المتهم هرول مسرعا خلفه وأخرج سلاح أبيض وسدد له 3 طعنات أودت بحياته في الحال، ثم لاذا المتهم بالفرار.
دقائق معدودة كانت كفيلة أن تتبدل الأجواء بالشارع، رجال شرطة يطوقون الشارع وفرض كردون أمني ومنع حركة الدخول والخروج منه بعدما بات مسرحًا لجريمة قتل، ومع انتهاء معاينة الأدلة الجنائية وفريق النيابة العامة تم تعيين حراسة في محل الواقعة لمنع وقوع اشتباكات بين أسرة المجني عليه وأهل القاتل، فيما أصدرت النيابة العامة قرارا بنقل الجثة إلى المشرحة ووضعها تحت تصرفها.
وعقب تقنين الإجراءات نجحت الأجهزة بمديرية أمن الجيزة في ضبط المتهم بمكان اختبائه داخل أحد الشقق السكنية، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.