قضت الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات أسيوط، أمس الأحد، بالسجن 7 سنوات لشاب بتهمة ابتزاز الفتيات وتهديدهن عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي بالتشهير وطالبهن بإقامة علاقة غير شرعية معهن بعد فبركة صور لهن.
وهو حكم رادع لمثل تلك القضايا حيث تعيش السيدات التي تتعرض لمثل هذا النوع من الابتزاز حالة من الكابوس، حيث يكون بمثابة تهديد لسمعتها وعرضها وشرف أسرتها.
وقائع القضية
تعود وقائع القضية إلى تلقي الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية عدة بلاغات من فتيات بابتزازهن من قبل أحد الأشخاص عبر تطبيق الواتس آب وموقع فيس بوك، وأنه هددهن بتركيب صور لهن على أجساد سيدات عاريات، وطالبهن بإقامة علاقة غير شرعية.
وتوصلت التحريات الفنية التي أجرتها الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية باستخدام البرامج والتقنيات الحديثة أن أرقام التليفونات التي تراسل الفتيات وحساب الفيس بوك ملك المتهم "أحمد. ح. م" مقيم مركز أبنوب في أسيوط.
وكشفت التحريات أن المتهم ابتز 12 فتاة من أسيوط والإسكندرية والقاهرة والجيزة عن طريق إرسال رسائل لهن من خلال تطبيق الواتس آب وموقع فيس بوك تحتوي على عبارات خادشة للشرف، وكان ذلك مصحوبا بطلب المتهم من المجني عليهن إقامة علاقة غير شرعية معهن كرها والتعرض للمجني عليهن بقصد الحصول على منفعة جنسية.
ابتزاز يؤدي للانتحار
آخر وقائع الابتزاز الإلكتروني قسوة شهدتها مطلع السنة الماضية وكانت نتيجتها انتحار الفتاة، حيث أقدمت "بسنت" ذات السابعة عشر عاما، والتي كانت تقيم بكفر الزيات بمحافظة الغربية، على الانتحار بعد تردد قيام أحد الشبان بـ "تركيب صور مخلة لها ونشرها وتوزيعها على أهل قريتها ووصل الأمر الي مرأى ومسمع الاب الذي نهر ابنته بشدة".
وقد لجأت بسنت إلى تناول "حبة الغلة" القاتلة، وعلى الفور تم نقلها إلى مستشفى جامعة طنطا، وبعد محاولات لإنقاذها توفيت في اليوم التالي من دخول المستشفى.
وفي مايو الماضي قضت محكمة جنايات طنطا في مصر بمعاقبة المتهمين الـ5 في قضية بسنت خالد، ضحية الابتزاز الإلكتروني، بـالسجن 15 سنة لـ 3 متهمين، و5 سنوات لاثنين آخرين من المتهمين.
وبعد أسابيع قليلة من انتحار بسنت، شهدت محافظة الشرقية، مصرع فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، إثر تناولها قرصا ساما، داخل مسكن أسرتها في إحدى القرى التابعة لمركز شرطة أولاد صقر.
واستقبل مستشفى "أولاد صقر المركزي" الطفلة وهي جثّة هامدة إثر هبوط حاد في الدورتين الدموية والتنفسية وإعياء شديد، بعدما قررت إنهاء حياتها بعد تداول صور مخلة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما هي إجراءات التقاضي؟
وقالت المحامية دينا المقدم، إنه يتوجب على الفتاة عند تعرضها للابتزاز الإلكتروني عدم الخوف والتوجه لتحرير اخطار أو بَلاغ مباحٍث الإنترنت ومَقرها فى التجمُع لخامس أو الابلاغ عن طريق الخط الساخن ورقمه "108" وهو متوافر على مدار 24 ساعة او عن طريق ارقام أخرى متوافرة لهم وهي 27928484/ 27926071 / 27921490 / 27921491.
وتابعت المقدم في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز":"هناك حل رابع أمام الفتاة أو السيدة التي تتعرض لابتزاز وهو الدخول على الموقع الرسمي لوزارة الداخلية وتقديم بلاَغ عن تعرضك للابتزاز ".
ما هو المطلوب للبلاغ؟
وتابعت "المقدم" أن هناك متطلبات مادية ملموسة يجب أن تتوافر لدي الفتاة قبل تقديم البلاغ مثل "مكالمة مسجلة للمتعقب أو المبتز أو صورة لرسالة التهديد".
"في حالة كنتي مرتبطة أو متزوجة بالشخص المبتز فهناك أيضا مستند هام وهو صورة بطاقته الشخصية ورقم هاتفه وعنوانه وصورته، موضحة أن كل البيانات المذكورة يجب أن تكون متوافر بعض منها لتسهيل مهمة مباحث الانترنت لمتابعة بلاغك".
العقوبات المنتظرة للمبتز
وأكدت المحامية دينا المقدم، أن هناك عقوبات نص عليها القانون لمن يقوم بالابتزاز الكترونيا أو تليفونيا "شفويا او بشكل شخصي للحصول على المال أو مطلب جنسي ويعاقب القانون في تلك الحالة لمُدة سَنَتين".
وتابعت قائلة: " اما أذا قام الشخص بإرسال تهديد مكتوب أو يقوم بالابتزاز بشكل كتابي سيعاقب سنتين يقوم بدفع غرامة 50 ألف جنيه، واي شخص سيقوم بتهديدك بشكل شفوي أو عن طريق مكالمة قمتي بتسجيلها سيُعاقب بالحبس 6 شهور ويقوم بدفع غرامة قدرها 200 ألف جنيه".
قانون الانترنت الجديد
وتحدثت "المقدم" عن قانون الأنترنت الجديد والذي يُقنن جَرائٍم الإنترنت من إبتزاز وتهديد، موضحة أنه مثلا حال قيام شخص بتركيب صورك في اطار شكل خارج عن الآداب العامة ويقوم بنشرها فى موقع إباحية مثلا يعاقب لمدة سنتين ويدفع غَرامة حوالى 200 ألف جنية.
وتابعت حديثها عن جرائم الانترنت قائلة: "أي شخص يهَددنا، يبتزنا، يأخذ صورنا، ويهدد سمعتنا، ويهدد باب رزقنا، وشخصيتنا الاعتبارية، أو يهدد أسرتي وأمنى ومالي وعرضي، يعاقبه قانون الأنترنت الجديد من 7 سنين ل 9 سنوات وأعتقد أن تلك عُقوبات رادعة”.
