بعد ثلاثة أشهر من تولي الدكتور وليد قانوش مهام رئيس قطاع الفنون التشكيلية، يكشف فى حواره لـ«البوابة نيوز»عن ملامح استراتيجيته للنهوض بالحراك التشكيلي والثقافي الخاص بالقطاع، ويناقش الأزمات والتحديات التى واجهت القطاع فى الآونة الأخيرة، ويتحدث عن رؤيته للطفرة التى حدثت فى مجال الفن التشكيلى بدول الخليج، كما يحدثنا عن آخر التطورات والقرارات الخاصة بالقطاع، وكيفية الاستعداد لشهر رمضان الكريم. وإلى نص الحوار..
■ حدثنا عن استراتيجية تطوير قطاع الفنون التشكيلية؟
- مجالات التطوير كثيرة، نذكر منها أولا: تطور النظام الإدارى سواء فى سير الأنشطة أو حتى فى فكرة الإنشاءات، فكل عملية إدارية فى القطاع لها آلية واضحة لجميع العالمين فى القطاع، وهذا مجهود خفى لم يظهر للجمهور، ويستغرق وقتا طويلا جدا، ثانيا: وضع معايير أساسية لتصميم برامج القطاع الفنى لأن لديه برامج ثابتة ومعتادة الفعاليات الأساسية، ثالثا: صالون الشباب يحتاج إلى تنشيط الأفكار لأنه متأثر بشكل كبير مع ما يحدث فى الحركة الفنية، وذلك يؤثر على وهج الصالون، وأخذ من المنطق التجاري الموجود بالجاليرهات الخاصة، رابعا: خطة المعارض الموجودة فى القاعات، فقد استلمت القطاع بموسم مكتمل بالفعاليات حتى شهر٦ وفى قاعة الباب حتى شهر أغسطس، وجميع هذه المعارض الموجودة مخطط لها سلفا لم أتدخل فيها لأن هذا بمثابة التزام رسمى، وليس من حقى إعادة النظر فيها، ولكن توافقنا مع المواقع المختلفة أن نفكر بفلسفة مختلفة فى تصميم برنامج المعارض السنوي لقاعات القطاع بحيث يعتمد بشكل أساسى على جودة العمل.
الاستعدادات لشهر رمضان
■ أيام قليلة ونستقبل شهر رمضان الكريم.. هل هناك استعدادات فنية وثقافية للقطاع تتناسب خلال هذا الشهر الكريم؟
بالطبع قطاع الفنون التشكيلية استعد لهذا الشهر الكريم بعدد من الفعاليات الثقافية والفنية من معارض وورش فنية وندوات ومحاضرات ثقافية، حيث يستمر معرض الفنان الدكتور أحمد نوار بقصر عائشة فهمى حتى ٢٠ أبريل المقبل، كما يتم افتتاح معرض الفنانة نيرمين الحكيم من الفترة ٢٨ مارس الجاري حتى ٨ أبريل المقبل، بقاعة الباب "سليم"، بالإضافة إلى المعرض الصينى "طريق الحرير" والذى يعرض من ٤ أبريل حتى ٤ مايو ٢٠٢٣ بقصر الفنون، ومعرض الفنانة نرمين المصري من ١١ حتى ٢٢ أبريل المقبل، بقاعة الباب "سليم"، والمعرض الجماعى لنتاج ورش الموروث الثقافى "شعبى_ فرعونى_قبطى_إسلامي" من ١٢ حتى ٢١ أبريل المقبل، بمركز رامتان الثقافى.
وفيما يخص الورش، كانت قد أقيمت ورشة بعنوان: "عمل فوانيس رمضان" بمحافظة الجيزة، للاحتفال بشهر رمضان المبارك، للفئة العمرية من ٦ إلى ١٨ سنة فى ٧ مارس، وستقام ورشة رسم للأطفال بمحافظة الإسكندرية، بمناسبة الاحتفال بشهر رمضان الكريم، للفئة العمرية من ٧ إلى ١٠ سنوات، السبت من كل أسبوع، بالإضافة إلى ورشة فنية للاحتفال بمناسبة القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، بعمل زينة بالزخارف الإسلامية بمناسبة شهر رمضان للفئة العمرية من ١٦ حتى ١٨ سنة، فى ١٥ مارس الجاري، بمحافظة الجيزة، كما تقام ورشة "زينة رمضان" كإعادة تدوير أشغال يدوية للفئة العمرية من ٨ الى ١٨ سنة، تحت إشراف أسرة النشاط بالمتحف وذلك فى ١٨ مارس بمحافظة القاهرة، بالإضافة إلى ورشة "أهلا رمضان" لتصميم فانوس رمضان، فى مجال الرسم والأشغال اليدوية، للفئة العمرية من ٦ الى ١٨ سنة، وذلك من ٢ حتى ١١ أبريل ٢٠٢٣، بمحافظة القاهرة.
ويستمر نشاط الإدارة العامة للتنشيط الثقافى، تقديم الفعاليات، حيث تقام ورشة "الزخارف الإسلامية فى رمضان" بمجال الرسم والأشغال اليدوية، بمحافظة القاهرة، للفئة العمرية من ٦ إلى ١٨ سنة، كما تعقد ندوة بمحافظة المنصورة تحت عنوان "أرض الفيروز البقعة الغالية" يوم ٥ أبريل المقبل، تحاضر فيها سماح صبرى، وندوة بمحافظة بورسعيد بعنوان "حوليات رمضان الفنية" قراءة فى المخطوطات العربية، فى ٤ من أبريل ويحاضر فيها سامح محمد عبد الفتاح الزهار، بالإضافة إلى ورشة فنية بعنوان "التراث الشعبى" بمحافظة بوسعيد فى ١١ أبريل.
■ أين دور قطاع الفنون التشكيلية فى الأقاليم؟
- يصبح للقطاع دور فى الأقاليم عندما يصير لدينا وسيلة الوصول إلى هذه النقطة، لأننا كقطاع نمتلك مواقع فى القاهرة والجيزة وبورسعيد منها: متحف دنشواى، ومتحف بالمنصورة، ومتحف السيرة الهلالية، ومتحف الأبنودى فى قنا، وغيرها، فجميع هذه المواقع لا تغطى شيئا من مساحة مصر الواسعة، وبالتالى إذا لم يتم إطلاق يد القطاع، سيظل دور القطاع فى الأقاليم غائبا، وتم اقتراح التعاون مع الفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، مرحبا بالتعاون بين القطاع والهيئة، لكن حتى الآن لم تكن هناك خطوة، أريد تعاون أكبر من مجرد بروتوكول حتى يصبح لنا وجود على أرض الواقع فى الأقاليم، فالعملية لا تحتاج إلى الدعم المادى فقط بل تحتاج للتنظيم.
■ هل يبذل القطاع جهدا لسد الفجوة بين المبدع والمتلقى؟
- المواطن المصري بطبعه متذوق، والموضوع مقتصر على تعريف مفهوم الفن التشكيلى تراثنا هو تراث بصري موجود فى الحرف اليومية، قراءة الفن التشكيلى تم بناؤها على إدراكنا للثقافة الفنية التى نخاطبها، لكن لو نتحدث عن مستوى العروض المتخصصة يمكن القول أنه غير جماهيري، لكن كل ربة منزل هى تمارس الفن التشكيلى فى منزلها فى اختيار العناصر داخل المنزل، وللأسف تغير الصورة الذهنية عن الفن التشكيلى يحتاج مجهودا مجتمعيا أكثر من مجهود فنون تشكيلية، لأن الثقافة بمفهومها العام ليس دور وزارة الثقافة هى دور متعدد الأطراف، وطالما هذه الأطراف تعمل فى حالة انفصال، وحالة من عدم التنسيق أو الرؤية الواضحة سوف تظل لدينا هذه الفجوة، فهناك منظومة التعليم ما قبل الجامعى عن طريق الاهتمام بالأنشطة التى تقدم ليس حصة الرسم فقط بل جميع الأنشطة التى تنمى الحس التذوقى للطالب، ومنظومة الإعلام مرورا بالإذاعة والصحافة والتليفزيون، بعرض موضوعات تخدم الفن، ووزارة الشباب والرياضة عن طريق تفعيل دور مراكز الشباب التثقيفى، لأن لديهم نشاط موازٍ لوزارة الثقافة، فالثقافة لابد أن تصبح منظومة واحدة نحن نبذل مجهودات كبيرة جدا، ولكن دون تنظيم، ولابد أن نعمل باستراتيجية واحدة ورؤية واحدة لهذا البلد.
أزمة تطوير المتاحف
■ كيف يواجة القطاع تحديات الركود الاقتصادى وارتفاع أسعار الخامات؟
- ليس من زاوية الركود بقدر ما هو تحرير سعر الصرف وتأثيرة، وهذا تسبب فى أزمة لجميع قطاعات الدولة، بالإضافة إلى سياسة التقشف، ففى مجال المصروفات المعتادة يتم عمل ترشيد للمطبوعات، بعد أن تضاعفت أسعارها، بحيث يتم تقليل الكميات قدر المستطاع، لكن لا يمكن إلغاؤها تماما، حتى المعدات والخامات وتمويل المخازن نحاول أن نعمل الضرورى منها فى إطار المتاح، لكن تكمن الأزمة الأساسية فى عملية التطوير الكامله للمتاحف، حيث إن زيادة الأسعار أثرت كثيرًا على سرعة التطوير مع عدم وجود زيادة فى التمويل من الدولة، بل يوجد خصم أيضا، فمثلا متحف الجزيرة نستأنف العمل به وتم إنجاز ٧٠٪ من عملية التطوير به، حيث كنا نستهدف نهاية العام للانتهاء من عملية التطوير، لكن الأمر متوقف على حالة توفير تمويل بعد زيادة الأسعار، لحل الأزمة تمت مخاطبة وزارة التخطيط بخصوص الدعم والتمويل، وننتظر الرد.
أما عن متحف الفن الحديث فعملية التطوير الجزئية، تعمل بانتظام حيث أغلق لفترة محددة أمام الجمهور للانتهاء من عملية التطوير، بعد الانتهاء سيعمل المتحف باستراتيجية مختلفة فى العرض، حيث يصبح متغيرا على فترات متوسطة، و فيما يخص الطابع التاريخى الذى عليه متحف الفن الحديث، فهناك خلاف عليه لأن المتحف يخص الفن الحديث، ولابد ان يأخذ طابع يناسبه، ولكن رغم ذلك لا أستطيع تغيير شىء.
■ ماذا عن أزمة لوحات متحف الجزيرة المعارة للخارج؟
- مشكلة الإعارات متفاقمة من الخمسينيات، وكان نظام الإعارة قديما لا يتم وفق مدد محددة، وكانت الأعمال تخرج بشكل شبه نقل ملكية، منذ نهاية التسعينيات بدأت الوزارة تنتبه للموضوع، وبدأت فى وضع سيستم منضبط تماما، على أن تصبح أى عملية إعارة لأى جهة لابد أن تجرى بقرار وزارى، ويتم النقل بإجراءات، على أن يتم التجديد سنويًا بعد معاينة، وتنقل جميع الأعمال الفنية داخل جمهورية مصر العربية، وفق لجان فى مواعيد التجديد، ومعاينة الأعمال فى أماكنها، وتتم كتابة تقرير عن صلاحيتها، وسلامتها ووجودها فى المكان، وإذا وجد أى مخالفة أو إصابة او إهمال، أو أن العمل معروض فى مكان غير لائق، أو أن الأعمال فقدت، يتم اتخاذ إجراءات بوقف التجديد، وفيما يخص الأعمال الفنية خارج جمهورية مصر العربية، يتم ذلك مع بعثاتنا الدبلوماسية فى السفارات، والقنصليات، والهيئات الدبلوماسية المصرية فى الخارج، بشكل سنوي من خلال السفراء بتقرير مصور للأعمال الفنية فى أماكنها، بتقرير سلامتها وعددها ويتم إصدار قرار وزارى بالتجديد من عدمه، ويكون منفصلا بكل حاله.
أما عن العمل الوحيد الذى يثار عليه اللغط من فتره طويلة عمل للفنان الكبير محمود سعيد، العمل خرج من القطاع فى الستينيات ضمن معرض جماعى كان فى أمريكا اللاتينية، ولم يعد للقطاع لأسباب أجهلها وجميعنا نجهلها، لأنه كان فى الستينيات، وظهر فى ٢٠١٦ فى قطر وأعتقد أنه موجود على موقع المتحف القطرى، هذا العمل الإدارة السابقة اخذت إجراءات مكثفة على مدار سنتين وأكثر، ولم تكن هناك استجابة أعتقد وقتها الظرف السياسى لم يكن مناسبا، وتم وقتها عمل بلاغ للنائب العام، ووزارة الخارجية عن طريق الدكتور خالد سرور والدكتورة إيناس عبدالدايم، والقطاع الآن يستكمل هذا الإجراء نحو هذا العمل المثبت الوحيد لدى القطاع أنه خرج ولم يعد.
■ بعد أزمة التماثيل المثيرة للجدل فى الميادين المختلفة الفترة الماضية.. هل هناك تحرك من القطاع لوقف ذلك؟
- قطاع الفنون التشكيلية ليس لديه اى صالحيات تجعله مؤثرا فى مجال الذوق العام، وليس لديه سلطة على الحكم المحلى محافظين أو أحياء، فبالتالى ليست لدينا إمكانية لوقف ما يحدث، وهذا لم يحدث إلا بتشريع واضح، وما يحدث فى الميادين هى أعمال تطوعية واجتهادات شخصية دون العودة لمختصين.
الصناعات الثقافية
■ هناك اتجاه للدولة نحو الصناعات الثقافية.. كيف وظف القطاع ذلك.. وهل توجد خطوات للعمل على ذلك؟
- الاقتصاد الثقافي له جانبان، الأول: يتعلق بطبيعة الفن نفسه، والجانب الآخر يتعلق باقتصاديات الفن، وكيفية استثمار ممتلكات القطاع من مجموعات متحفية، وتسويقها محليا ودوليا، فلدينا برنامج نعمل عليه حاليا عن كيفية تحويل المواقع سواء متاحف أو غيره إلى أماكن تمول نفسها ذاتيا من خلال أنشطتها، ومعظم المتاحف فى الخارج تمويلها ذاتى، هناك ١٠ برامج لذلك القطاع بصدد اعتمادهم واتخاذ الإجراءات القانونية والمالية لتنفيذهم، على سبيل المثال الحرف التراثية والتقليدية، تحتاج إلى من يطورها ويحولها إلى علامة تجارية.
■ أطلقت وزارة الثقافة من خلال قطاع الفنون التشكيلية المبادرة المجتمعية "أنت مش لوحدك" لدمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وأطفال مستشفى ٥٧٣٥٧.. هل حققت الهدف منها؟
- فكرة المبادرة قائمة على دمج الأطفال بشكل عام وليس ذوى الاحتياجات الخاصه فقط، وذلك بإعداد برنامج فنى ترفيهى للأطفال، وذويهم بعمل جولة بمتحف محمود مختار فى الأسبوع الأخير من كل شهر، وتستمر طوال العام، و تتضمن ورش فنية "رسم والوان" وحفلات موسيقى وغنائية، ما زلنا فى المحطة الثانية للمبادرة، واعتقد أنها حققت الهدف المرجو منها وهو دمج الأطفال.
مصر رائدة فى الفن التشكيلى
■ هناك طفرة فى مجال الفن التشكيلى بدول الخليج وبالتحديد السعودية.. هل يؤثر ذلك على ريادتنا الفنية؟
- شىء عظيم ما يحدث فى السعودية، من طفرة فى مجال الفن التشكيلى، وأى تطور فى منطقتنا العربية يقوى إمكانياتنا ويعزز مكاننا كعرب، وبمنتهى الثقة لا يخوفنا ما يحدث فى السعودية، فمصر رائدة الفنون، والفنانون المصريون يتصدرون المشهد فى السعودية، مع احترامى لجميع الوطن العربى مصر ستظل الأقوى فى مجال الفن التشكيلى، التجارب الخليجية مهما تطورت هى مجالات ناشئة، لا يوجد مجال للتنافس بل بالعكس هناك فرص متزايدة لأن أصولنا ومصادرنا واحدة، فجميع القائمين على عملية التنشيط بالخارج يرغبون فى وجود مصر، ونحن نرحب بالتعاون مع دول الخليج فى مجال الثقافة والفن، وتم عرض علينا تقديم مقترحات لذلك لكن حتى الآن لا يوجد تعاون.
- شىء عظيم ما يحدث فى السعودية، من طفرة فى مجال الفن التشكيلى، وأى تطور فى منطقتنا العربية يقوى إمكانياتنا ويعزز مكاننا كعرب، وبمنتهى الثقة لا يخوفنا ما يحدث فى السعودية، فمصر رائدة الفنون، والفنانون المصريون يتصدرون المشهد فى السعودية، مع احترامى لجميع الوطن العربى مصر ستظل الأقوى فى مجال الفن التشكيلى، التجارب الخليجية مهما تطورت هى مجالات ناشئة، لا يوجد مجال للتنافس بل بالعكس هناك فرص متزايدة لأن أصولنا ومصادرنا واحدة، فجميع القائمين على عملية التنشيط بالخارج يرغبون فى وجود مصر، ونحن نرحب بالتعاون مع دول الخليج فى مجال الثقافة والفن، وتم عرض علينا تقديم مقترحات لذلك لكن حتى الآن لا يوجد تعاون.