السلام النفسى والسعادة والرضا يسعى إليها جميع البشر، فأنت بها متصالح مع نفسك والمحيطين بك.
إن الرضا والقناعة والإيمان أهم السبل إلى السلام مع النفس، لكن أغلب البشر لا يدركون، فحياة الإنسان تزدهر حينما يعم السلام النفسى فى أجوائها فتزيد الجهود المبذولة ويتضاعف الإنتاج.
فالسلام النفسى شعور يفتقده الكثير من الناس على الرغم من حاجتنا جميعًا إليه، فهو غاية حياتية لاغنى عنها لكى يتوازن الإنسان وينسجم مع نفسه ومع المحيطين من حوله.
الأسس الأربعة لقيام السلام النفسى هى:
(الحياة والحب والتعلم والذكرى الطيبة)
كل ذلك مع استخدام الملكات الأساسية وهى إدراك الذات والوعى والإرادة المستقلة.
من أهم مبادىء السلام النفسى تقبل الآخر، فبالتأكيد توجد اختلافات فى طبائع وأفكار كل البشر، لكل شخص مجموعة من الآراء والمعتقدات والأيديولوجيات، وبدلًا من الوقوف ضد ما ندركه من اختلافات دعونا نقبل الأخرين على ما هم عليه.
اهتم بنفسك وحب الآخرين وتقبلهم كما هم، وما لا تستطيع تقبله فقط تجنبه، لا تضع نفسك حاكمًا عليهم وعلى تصرفاتهم أو آرائهم.
أفشوا المحبة، العطاء، الإمتنان، الحرية، العدل، الأمن والأمان حتى تجنوا مجتمعًا يتمتع بالسلام النفسى الداخلى.
يضعك السلام النفسي فى مكانة مميزة فيُعْتَدُّ برأيك، وتُهَابُ مكانتك ويُحْتَرَمُ منطقك وتحظى بمكانتك القويمة فى قلب الجميع.
كم جميلٌ هو السلام النفسي !
ففيه تتمثل مشاعر الرحمة، والصفاء، والتسامح، والمودة، والبر، والحب، ويرتفع هو بهم جميعًا فيتمنى له الجميع الخير، تتجلى صفات التسامح بين البشر، ويتحقق ما يصلهم لأعلى درجاته، عندما يقررون الإرتقاء بالسلام ودرجاته لأنفسهم ومع غيرهم.
فى معركة الحياة التى نعيشها نجد التناقض والتضارب، وتتحقق السنة الربانية من وجود الثنائيات المتضادة: الحياة والموت، الصحة والمرض، الأمل والألم، العدل والظلم، الغنى والفقر..وفى خضم هذه المعادلات المختلفة تظهر قوة الأنسان وضعفه، ويظهر مدى إيمانه ويقينه ومدى ضعف هذا اليقين، ولا ينجح فى هذه المعارك الطاحنة إلا أصحاب النفوس القوية، المتصالحة مع ربها وذواتها، ومع من حولها.
إن المحبة هى أساس السلام النفسى وعندما يَعُمَّ السلام تزدهر جميع أجواء الإنسان سواء فى العمل أو فى المنزل ويفوح عبيرها ليملأ كل الأرجاء.. السلام مع النفس رحلة ونحن نعرف من خلال أسفارنا أن الرحلة لا تخلو من التحديات والعقبات لكننا لا نخضع للظروف الطارئة، ونحاول دائمًا الإستمتاع برحلاتنا، والتغلب على المشاق.
إن السلام ليس محطة نصل إليها بل هو رحلة دائمة جميلة تتخللها بعض الصعاب والرحلة ماضية والمهم ألَّا نستسلم للظروف، وهذا يُحَفِّزُنَا جميعًا علي أن نبادر لصناعة السلام فى أنفسنا لنلمس الجمال فى حياتنا ومجتمعنا.