«متسكتلوش، إزاي يعملك كده، خدي حقك.. أوعي تباني ضعيفة».. مثل هذه الأحاديث من المقربين والأصدقاء والأصحاب والأهل تكون بمثابة «النار في الهشيم» عند حل مشكلة بين أفراد الأسرة «الزوج والزوجة»، ويقولها الطرف الثالث الذي كان المفترض يعمل على حل المشكلة بطريقة عقلانية، ولكن هذه الأيام لم يعد للعقل وجود بل الجميع حمل القوة سلاح لمواجهة المشكلات.
ومع الأسف أغلب الأوقات يكون هذا الطرف هو السبب الرئيسى في «خراب البيوت»، حيث إنه يتدخل من وجهة نظره دون أن يضع نفسه مكان الزوجين ولا يهمه تفكك أسرة كاملة بجملة واحدة قالها بدافع القوة.
العلاقة الأسرية من المؤكد أنها تكون محمية بجدار الحب والمودة والسماع لوجهات النظر وحل المشكلات دون تدخل من الخارج، فالزواج رباط مقدس بين رجل وامرأة ناضجين وعقلاء يستطيعون إدارة حياتهم داخل جدران المنزل.
ففي أحد الجروبات الخاصة بالبنات، بدأت السيدة «س.أ» الحديث عن مشكلتها وتنتظر من يحاول مساعدتها باقتراح يجعلها تستعيد حياتها الزوجية التى أضاعتها بسبب الإنصات لمن حولها دون أن تتوقع نتائجها الوخيمة.
عرضت «س،أ» مشكلتها قائلة: «حدثت مشكلة بسبب موضوع بسيط بينى وبين زوجى، دفعنى الأمر لأغضب وذهبت إلى بيت أهلى واصطحبت ابنتى معى، وأغلقت كافة التواصل بينى وبين زوجى، ولم يمر سوى ساعات قليلة لأسمع كلام مدح بسبب ما فعلته، وأن القانون سيعطينى كافة حقوقى، وسيأتى زوجى راكعًا مترجيًا يطلب مسامحتى».
واستطردت: «تم الاتفاق مع المحامي الذي تم ترشيحه من قبل أهلي ليتولى رفع قضية على زوجى أبو ابنتى، ومن ثم طلب توكيل لرفع قضية نفقة كجس نبض، وشجعنى على فعل ذلك بعدما أكد لى أن القانون فى صفي وأن زوجى سيأتي راكعًا».
وتابعت: «وقتها شعرت بالسعادة، أنه هيجى يترجاني أعود معه، وأنا أقعد أملي شروطي الجديدة لأوافق، وفعلا بدأ المحامى يعمل على القضية وعدى شهر واثنان وستة ولم يحدث أى شيء، الفلوس التى كنت بصرف منها خلصت، دفعنى الأمر لبيع ذهبى حتى أستطيع الإنفاق على بنتى التى كبرت وازدادت متطلباتها، ومن ناحية أخرى أصبحت عبئا على أهلى وبدأت ألاحظ ذلك بعدم قدرتهم على حملى».
وأوضحت: «هذا الأمر جعلنى أفكر فى حل المشكلة وعودتى لزوجى بالود، فطلبت من أشخاص مقربة التدخل لإصلاح العلاقة بينى وبين زوجى، وبعد تدخلهم وجدت أن زوجى أصبح شخصًا تانيًا عنيد لا يريد الصلح».
وأكملت حديثها: «صحباتى اللى كانوا بيشجعونى على اللى بعمله وكانوا معايا فون وواتس طول اليوم مبقوش يردوا عليا، وبالصدفة اكتشفت أنهم عاملين جروب تانى على الواتس بيتفقوا فيه على خروجات من غيرى، وإن واحدة صحبتنا هتتخطب بس مش هيعرفونى عشان خايفين لأحسدها، وزهقت من وضعى المتعلق ده وآخر حاجة روحت للمحامى قالى هنرفع طلاق للضرر وهيتحكملك فى ٦ أشهر، وفعلا رفعت طلاق للضرر بس القضية اترفضت لأنى معرفتش أثبت أى ضرر، وأخيرا كان الخلع هو الحل الوحيد».
وقالت: «الغريب أن زوجى ولا سأل فى القضية دى، وفضلوا نفس الناس يقولولي شوفتى مش متمسك بيكى أهو، صدقتهم مع إنى غلط أنا اللى غبية وهما سخنونى».
وأكملت: «جوزى طلقنى، بعدها احتفلت بطلاقى، وماما قالت لى فيه عريس جايلك، ونمت فى اليوم ده وأنا حاسة إنى فعلا منتصرة، لحد ما حصلت مشكلة بين بابا وماما وسمعت كلمة جديدة على أذنى «أنا هلاقيها منك ولا من بنتك راحت واحدة ورجعت بمصيبة معاها»، بعدها كلمت ماما إنى عايزة أشوف العريس، فماما سكتت شوية وقالتلى بصراحة تراجع عن الفكرة عشان دخلتى جوزك المحاكم، ودى كانت تانى صدمة ليا وصرخة فيها وقولتها ما أنتى اللى شورتى عليا الشورى دى، قالتى وأنا مالى انتى المفروض كبيرة وفاهمة وسابتنى ومشيت، حاولت أجمع معلومات عن طليقى اكتشفت أنه خاطب وعلى وش جواز وهيبدأ حياة جديدة»، وتساءلت «س،أ»: «هل أنا فعلا اتضحك عليا من أهلى؟، انصحونى اتصرف إزاى؟».
وتفاعل رواد الجروب والمتابعون مع هذه القصة بشكل كبير، حيث قالت عنان فوزى: «الفكرة إنك مشيتى ورا كلام الناس ليه مفكرتيش قبل ماتعملى كل دا.. ربنا يهديكى لنفسك ولأولادك».
بينما ردت نور الشرقاوى: «مامتك وباباكى عندهم حق أنتى كبيرة وأم وعقلة وفاهمة الست اللى تبهدل جوزها فى محاكم عشان بتسمع لكلام الناس تستاهل اللى يجرلها أحسن حل تسبيه فى حاله وتشتغلى وتتمرمطى عشان تصرفى على نفسك وبنتك، وطبعا اللى هيعرف اللى عملتيه فى جوزك هيبصلك ليه وخاصة إنه بدون سبب».
فيما قالت إيناس محمد: «ده نصيب مادام مريتى بكل ده ومفكرتيش ساعتها فى التراجع يبقى كانت أسبابك قوية بس إنتى دلوقتى فى حالة عدم اتزان، انسى اللى فات ومتدوريش فى الماضى خالص، دورى على شغل أو شوفى تقدرى تعملى حاجة من البيت تجبلك دخل ليكى ولبنتك، وإياكى تفكرى تتجوزى دلوقتى، استنى لما تتوازنى نفسيا علشان متختاريش حد لمجرد إنك تغيظى طليقك أو إنك تتجوزى وخلاص، اتعلمى من اللى فات إنك متخديش خطوة غير لما تفكرى فيها كويس».
وفى نفس السياق، ردت سارة سلامة: «أحسن تستاهلى وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل واحدة داخلة جوازة تبهدل الراجل بس».
وقالت تسنيم علاء: «حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل أهل بيهدوا بيت بنتهم وبيدخلوا بين الراجل ومراته، كان ممكن قبل ما يقع الخلع أقولك اتواصلى انتى معاه منك له على طول واعتذريله وفهميه اللى حصل وفكريه بأى حاجة حلوة بينكم وببنتكم، وعرفيه إنك اتعلمتى من الدرس ده، وإن مفيش حد هيدخل فى حياتكم تانى، أو ممكن تتواصلى مع حد من أهله وهما هيتصرفوا، صدقينى الموضوع هيفرق جدا لو كان حصل كده».