فى الثامن من مارس كل عام، يحتفل العالم فى مثل هذا اليوم، باليوم العالمى للمرأة، فى مختلف بلدان العالم، وذلك تقديرا لدورها وجهودها فى المجتمع وأيضا إنجازاتها فى شتى المجالات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والفنية وغيرها، فتحتفل الأمم المتحدة بهذا العيد فيما يتعلق بقضية أو حملة أو موضوع معين فى حقوق المرأة، فهو يوم عطلة رسمية فى بعض بلدان العالم.
قضايا المرأة في المسرح العربي
وكان للمسرح دور كبير فى تناول العديد من قضايا المرأة، حيث يعد المرآة التى تعكس هموم وطموح الجمهور، فالمسرح فن تمثيلى حى يقوم على الحوار والحركة والأداء لتوصيل رسالته، فهو وسيلة للتعليم والتهذيب الفعالة، التى تعكس للإنسان صورته الحقيقية، فتناول المسرح العديد من العروض المسرحية التى تناقش قضايا المرأة فى المجتمع وإلقاء الضوء عليها لتغيير ثقافات مجتمعية خاطئة، تعمل على تهميش المرأة وإقصائها، بل العنف تجاهها، فنجد عروضا مسرحية تتناول ظاهرة التحرش والعنف ضد المرأة ومعاناة المرأة الصعيدية وغيرها.
ومن أبرز الأعمال المسرحية التى ألقت الضوء على مشاكل ومعاناة المرأة فى المجتمع، داخل مصر وخارجها فجاءت كالتالي:
"جنة هنا"
عرض من إنتاج فرقة الغد المسرحية، التابعة للبيت الفنى للمسرح، والذى يناقش قصة الفتاة "جنة" ووالدتها، ومبدأ الحفاظ على الأشياء القديمة التى ترى فيها الأم أنها ذكريات، وكل ما تبقى لها وحياتها من خلال صورة فى الحائط ومقتنيات المنزل، وتحمل ذكريات الأب الغائب.
وتستميت الأم فى الاحتفاظ بها وتجدها إرث حياتها من الذكريات الجميلة، بينما تريد ابنتها "جنة" التخلص من هذه الذكريات، لنجد الصراع بين الماضى واللحظات الجميلة، والإصرار على التخلص من كل ما هو جميل، وله علاقة بالماضي، ليكون الصراع بين الأم وابنتها فى قضية التخلى والاحتفاظ بالذكريات.
وقد شارك فى بطولة هذا العمل: عبير الطوخي، وهناء سرور، بمشاركة الفنان أحمد محمد الشريف، بينما شارك الفنان محمد دياب، فى الموسم الثانى للعرض بدلا منه، أشعار مسعود شومان، موسيقى والحان أحمد الناصر، تعبير حركى حسن شحاته، ديكور وأزياء مى زهدي، تأليف صفاء البيلي، وإخراج محمد صابر.
وحصل العرض على جائزة أفضل ممثلة للفنانة هالة سرور، بمهرجان ٤ فى ٤ للمسرح المحترف المقام بولاية جندوبة بتونس فى مارس ٢٠٢٢.
"الطوق والإسورة"
إحدى روائع الكاتب الراحل يحيى الطاهر عبدالله، دراماتورج الدكتور سامح مهران، التى قدمتها فرقة مسرح الطليعة، التابعة للبيت الفنى للمسرح، فقد استطاع المخرج ناصر عبدالمنعم، الذهاب مع جمهور العرض إلى رحلة فى إحدى مناطق صعيد مصر التى ترصد معاناة إحدى الأسر الفقيرة التى تعانى الفقر والحرمان حتى تقع ضحية الخيالات الشعبية والخرافات، ليقدم لنا نموذجا للمرأة الصعيدية التى تتعرض للقهر من قبل السلطة الذكورية.
فالموروث الثقافى الشعبى لا يحمل إيجابيات فقط بل يحوى أيضا سلبيات لا بد من التعامل معها ومناقشتها جيدا، إضافة إلى المساهمة والتفكير على إيجاد الحلول لها، كما يطرح العرض مقابلات ما بين الماضى والحاضر، فى صورة تجمع بين تجاور المعابد الفرعونية المكونة من مسلتين وأحد ملوك الفراعنة بجلالة عظمة التاريخ، وبيت "حزينة" شديد الفقر، ويشارك الجمهور عن طريق التنقل بين أحداث العرض حتى يجعله المخرج فى التفكير فى الحالة التى وصلنا لها.
فيقدم لنا المخرج مجموعة من الشخصيات المختلفة، حيث لعبت الفنانة فاطمة محمد على شخصية "حزينة" التى تدير حياتها بالخداع والحيل حتى تستطيع التعايش مع المجتمع، إضافة إلى الفنانة الشابة مارتينا عادل التى قدمت شخصية "فهيمة" كذلك الفنان نائل على الذى جسد شخصية "الحداد"، وأيضا أشرف شكرى شخصية الشيخ "العليمى"، وأحمد طارق دور "عبدالحكم" الذى يغترب من أجل جمع المال.
وهو العرض المسرحى الحائز على جائزة أفضل عرض عربى فى يناير الماضى ٢٠١٩، لمهرجان المسرح العربى فى نسخته الحادية عشرة، "جائزة الدكتور سلطان بن محمد القاسمى لعام ٢٠١٨".
"نساء بلا ملامح"
يقدم العرض ثلاثة نماذج لنساء حبلى داخل قبو ومعهم جلاد يعذبهن بالسوط ويذيقهن القهر والذل عقابا على حملهن. ومع تصاعد الأحداث تبدأ ملامح شخصية كل منهن فى الوضوح، فالأولى هى فتاة فى مقتبل العمر حملت من حبيبها فى سكرة الغرام، والثانية فتاة ليل حملت من شخص ثورى قابلته ذات ليلة أثناء مطارة الشرطة له.
أما الثالثة فهى امرأة عاشت مقهورة مع زوجها وكل ذنبها أنها حملت دون إرادته، ولكن يظل الجلاد يتلاعب بالنساء مجسدا كل أشكال التسلط الاجتماعى والسياسى والدينى والأخلاقى الممارس على المرأة وفى لحظة من اللحظات يساومهن على حياة أجنتهن مقابل الحرية لكن النساء يرفضن فى إشارة على التمسك بالأمل فى الغد وإنجاب أجيال جديدة قادرة على التغيير.
العرض من بطولة: أريج دبابنة، ورنا ثلجي، وحلا طوالبة، وعلى عليان، وهو عن نص للمؤلف العراقى عبدالأمير شمخي، وإخراج إياد شطناوي.
"نساء فى الحب والمقاومة"
عرض لفرقة مسرح البديل بتونس، الذى تدور أحداثه حول نساء فى الحب والمقاومة وتأمل فى معيشة الحاضر ورهاناته وهى محاورة لأطروحات من يحكمنا ومرجعياته، وأيضا مساءلة لكيف يحكمنا، فهو لوحة فنية تتأرجح بين الاختناق والأمل، وبين التطلع للمستقبل وسوداوية النظر اليه فى نص يحمل هموم العالم وفيه للذاتية عنوان.
فيبدأ العرض بمشهد أشبه بالصدمة، يعلن خلاله أن لا مكان للمتناسين فى القاعة، وهو فيديو للشهيد شكرى بلعيد حين غنى أغنية "حياك" فى إحدى القنوات التليفزيونية، تستدعى مجموعة من الشخصيات والقصص الحقيقية التى مزجت فى طرحها على الرّكح بتصور ما ورائى كذلك الذى تمتاز به أسطورة "فاوست".
ويشارك فى بطولته مريم العكارى، هيفاء بولكباش، فتحى العكاري، مصطفى الكضاعى، الهادى بومعيرة، من تأليف مريم العكاري، وإخراج فتحى العكاري.
"الحكرة"
مسرحية لفرقة المشهد المسرحى المغربي، تأليف بديعة الراضي، وتمثيل ماجدة زبيطة، والمخرج محمد الزيات، ويلقى العرض الضوء على مشاكل المرأة ومعاناتها واضطهادها، وتتناول قيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية فى قالب يمزج بين الجانب الحقوقى والفنى والفكري، ويتعرض العمل لقضايا الشرق الأوسط والثورات العربية والصراع بين الشر والخير.
أحوال شخصية
إحدى روائع فرقة مسرح الشباب، التابعة للبيت الفنى للمسرح، والذى يتناول ٤ حكايات نسائية من خلال أربع ممثلات يسردن معاناتهن التى تسببت فى تحولهم من بشر إلى تماثيل، وهذه الحكايات تناولت فئات وطبقات مختلفة من المجتمع، وذلك من خلال عرض مشكلات المرأة داخل المجتمع من خلال قهر المرأة للمرأة وهو منظور جديد يناقشه هذا العرض، تأليف وأشعار ميسرة صلاح الدين، وإخراج أشرف حسني.
"أنا كارمن"
عرض مونودراما من إنتاج فرقة مسرح الطليعة، التابعة للبيت الفنى للمسرح، وتدور أحداثه فى قالب غنائى استعراضى كوميدي، يمزج العمل بين مقطوعات موسيقية عالمية وبين مؤلفات موسيقية للفنان أيمن الخياط، ويناقش العرض أن بقلب كل أنثى "كارمن" الباحثة عن الحرية والحب ولو اختلفت ثقفاتها وقدرتها عن أنثى أخرى.
العرض تمثيل سماء إبراهيم، موسيقى جورج بيزيه، أيمن الخياط، توزيع موسيقى د.محمد حسنى، تصميم ملابس رشيدة على، تأليف وسينوغرافيا وإخراج سماء إبراهيم.
وقد حصل العرض على الجائزة الأولى "أفضل عرض مسرحي" ضمن فعاليات المهرجان الدولى النسائى للمونودراما فى دورته الأولى بالجزائر فى فبراير ٢٠٢٠.