نبيلة عبيد: «تعلمت مناجاة الله والحديث معه في فيلم رابعة العدوية
- سعيدة بالنهضة الفنية بالسعودية تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان
- بحب الرقص من زمان وكنت بروح عند أصحاب ماما وأنا صغيرة وأرقص
- ضحيت بالأسرة والأطفال عشان خاطر الفن.. وماما قالتلى عملتى إللى إنتى عايزاه مش إللى أنا عايزاه
- مكنتش بعمل حساب للمنافسة مع فيلم نازل قدامى مهما كان النجم.. وفيلمى بينزل يكسر الدنيا»
نبيلة عبيد.. اسم صنع علامة فنية خاصة، تحملت البطولة السينمائية في عمر كانت الفتيات من نفس عمرها يلهون ويلعبون فى كنف الطفولة، حالة متفردة لمشوار يستحيل تكراره، استطاعت أن تبني تاريخًا فنيًا فى وقت كانت السينما للرجال. تصدرت أغلفة الصحف والمجلات، وأصبحت الرقم الصعب أن يتخطاها فى الإيرادات الفنية عمالقة الفن ذلك الوقت، لم تلعب على هالة النجومية وبريقها، بل دخلت بإيديها فى الكثير من الملفات الشائكة فى أعمالها الفنية، كرست حياتها للفن، وضحت من أجله بالحياة، لأن الفن بالنسة لها حياة.
«البوابة» حاورت نجمة مصر الأولى، وفتحت معها كل الأبواب، وتعرفت على رأيها فى كل الأحداث.. مزيد من التفاصيل في نص الحوار التالي…
■ بداية؛ الجمهور يفتقدك كثيرًا.. فما الجديد لديك من أعمال؟
- سأعود للجمهور بمسلسل "قلب أمينة"، من ١٥ حلقة، ولكن خارج السباق الرمضانى، وهو ما زال فى فترة التحضيرات، ولم نستقر على باقى أفراد العمل.
■ ما تقييمك لدراما المنصات الجديدة كموسم موازٍ لدراما رمضان؟
- مميزة للغاية، وخلقت تنوعًا كبيرًا وأصبح المشاهد يختار ما يشاهد طوال العام، وأتمنى المشاركة فى تلك الأعمال.
■ وماذا عن عدد حلقات أقل من ٣٠ حلقة للعمل؟
- عدد الحلقات الأقل هو الأفضل كثيرًا، وفى الماضى كنا نعمل على ١٣ حلقة وأقل، وهو ما لاقى قبولًا ونجاحًا لدى جمهور الوقت الحالى، ومسلسلي القادم ١٥ حلقة.
■ وكيف تستعد نبيلة عبيد لدراما رمضان ومن ستتابع؟
- أتابع العمل الجيد، ولدي عادات خاصة لمشاهدة الدراما فى رمضان، ففى حالة وجود جمع أشاهد معهم ما يشاهدون، "لكن بحب أتابع بالليل على رواقة كل الأعمال" والمشكلة الوحيدة كم الإعلانات الذى يقطع المشاهد عن العمل.
■ بعيدًا عن الدراما، ما تقييمك للسينما تلك الفترة؟
- لم أدخل السينما منذ الكورونا بسبب الوباء، لكن ما قبل حينما كنت أسمع أن هناك عملا جيدا كنت أتوجه وأشاهده.
■ وماذا ينقص الأعمال السينمائية؟
- لابد أن يتم اختيار المواضيع بعناية شديدة، لتنافش قضايا الجيل الحالى، السينما لابد أن تتماشى مع متطلبات الجيل المتلقى للعمل، كي يذهب إلى السينما ويشترى التذكرة ويشاهد الفيلم.
■ وكيف استطاعت نبيلة عبيد كبطولة نسائية أن تنافس على قمة الهرم الفني كل تلك السنوات؟
- إصرارى على تقديم الأعمال الجيدة ساهم بشكل كبير فى ذلك، وعملت مع مجموعة محددة وكونت ما يشبه فريق العمل، على مستوى الإخراج عملت مع ما يقرب من ٧ أو ٨ مخرجين، وعلى مستوى الكتاب وحيد حامد، مصطفى محرم، محمود أبوزيد، فرق كثيرًا معى.
إلى جانب دخولى مدرسة يوسف شاهين الإخراجية والتى أضافت لى الكثير، وروايات إحسان عبدالقدوس وما كانت تناقشه من دور المرأة وقدرتها على مقاومة الظروف، فالمرأة لدى إحسان لا تتقبل مصيرها وتكافح، كل هؤلاء هم من صنعوا التاريخ الفنى لنبيلة عبيد.
■ بدايات نبيلة عبيد فى السينما بدور تاريخي صعب، كيف قبلتِ تلك المغامرة؟
- "لما بتفرج على رابعة العدوية بقول هو أنا فى السن ده عملت الفيلم ده إزاى"، "ولما بتفرج على أفلام حلمى رفلة وبشوف فاتن حمامة وفيلم شارع الحب أقول أنا كنت بشتغل مع صناع السينما دول"، ولكن فى ذلك الوقت كان يتم تحضير النجوم للاستمرار "فن صناعة النجم" مثل أفلام حلمى رفلة، أحضروا لى أساتذة لتعليم الإلقاء، واللغة العربية مثل أستاذ فاخر فاخر.
وفى رابعة العدوية أستاذ إبراهيم عمارة "علمني إزاى المناجاة وهى بتكلم ربنا" واحتفظت "بريكوردر" ليل نهار على طول أغنى عليه علطول أغانى أم كلثوم عشان أكون جاهزة وقت تركيب الصوت، والفيلم الثانى مع عمر الشريف بعد فيلم "لورانس" فى أمريكا، كل ذلك تحضير كى أكون نجمة إلى جانب إصرارى على الفن والتضحية من أجل الفن.
■ على ذكر التضحية، ما أبرز التضحيات التى قدمتها من أجل الفن؟
- الزواج والأمومة والبيت والاستقرار، رفضت أن يشاركنى أى شخص للفن، كنت أستيقظ مبكرًا جدا وأعود فى أوقات متأخرة، كنت أتساءل كيف أنجب وأترك أبنائى فى البيت وحدهم كل تلك الساعات، وكيف لزوجى أيضًا، إلى جانب ما تحملته من ضغوط على أعصابى فى تلك المهنة ولكن تحملت من أجل الفن.
ورغم مساعدة أمى لى فى عملى وحياتي، إلا أنها تعبت كثيرًا كى أبنى أسرة وأبناء ولم أستطع أن أحقق لها حلمها، وفى آخر عمرها نظرت لى وقالت" عملتى اللى انتى عايزاه مش اللى أنا عايزاه" ولكن أكدت لى أننى حصدت قيمة فنية كبيرة.
■ لو عاد بك الزمن ستختارين نفس الطريق أم تحاولين أن توازني بين الفن والأسرة؟
- لو بتمسك إللى أنا متمسكة حتى آخر لحظة سأختار الفن بالطبع، لو لدى أطفال لما كنت أجري حوار معك الآن.
■ شاركتِ الفنان أحمد زكي أكثر من عمل، فكيف كانت التجربة؟
- أعلم قدرة جيدا كممثل، "وهو من سكتى"، حيث التركيز فى العمل وعدم النظر للكاميرا، ولمست فيه هذا ونحن الاثنين بنفس الأداء والطريقة، وأحببت العمل معه وكل أعمالي معه نجحت.
■ جسدتِ شخصية الراقصة فى أكثر من عمل، فكيف خرجت لنا كل واحدة تختلف عن الأخرى؟
- جسدت شخصية الراقصة ثلاث مرات، وفى كل واحدة تختلف القصة عن الأخرى، وكنت أجلس مع إحسان عبدالقدوس وأخرج منه بتفاصيل ووحيد حامد أيضًا أخرج منه بتفاصيل، وكل قصة وكل مستوى لها يحدد ملامح الشخصية وحتى طريقة الرقص تختلف لكل قصة عن الأخرى.
■ وهل تواصلتِ مع أى راقصة كمرجع لك قبل الدور؟
- لا.. "أنا برقص حلو ومن وأنا طفلة كنت أروح مع ماما عند أصحابها وكانوا يقومونى أرقص، وبحب الرقص جدا".
■ وماذا عن الرقص الشرقى تلك الفترة، والراقصات الأجانب فى مصر؟
- الرقص الشرقى زمن تحية كاريوكا، نعيمة عاكف، سامية جمال، نجوى فؤاد، فيفى عبده.. إلخ شيء وما يمر به بعد شيء آخر، هؤلاء عمالقة وقيمة كبيرة وقصة أخرى، ودينا أحبها كثيرًا ومودرن جدا، أما عن الأجانب فقد تعلموا الرقص الشرقى لأنهم أحبوه كفن، وحينما أرى راقصة أجنبية تجيد الرقص الشرقى أقول: "برافو عليها قدرت إزاى تجسد الحركات بالظبط مع الموسيقى وجابت الخطوات إزاى".
■ من الممثل الذى كانت نبيلة عبيد وقت نزول فيلم لها مع فيلمه "تعمل له حساب"؟
- هتصدقنى؟.. "الحكاية دى مكنتش على بالى نهائيًا، بعمل الفيلم وبينزل وبيكسر الدنيا قدام نجمه تانيه قدامى أو نجم تانى، كان الفيلم بتاعى بينزل يكسر الدنيا" لم أشغل بالى مطلقًا، أنا مع نفسى ولا أنظر إلى أحد نهائيًا، "الناس هى اللى كانت بتقول صراع بين نادية ونبيلة وعملوا مشكلة".
■ ما الذى حدث مع نادية الجندى؟
- لم تكن هناك مشكلة، وذهبت إليها وقمت بتعزيتها، ولكن "الناس كلها كانت بتعمل الوقيعة".
■ وما كواليس الصلح معها؟
-"عارف أنت البوسة التاريخية، كانت سببا فى المصالحة بينى وبينها، على رأى يحيى الفخرانى بعد البوسة على المسرح قال دى المصالحة الوطنية"، أما عن الكواليس فكانت قبل طلوعها على المسرح، همست فى أذنها وقولت لها: على فكرة أنا هبوسك على المسرح، وسعدت كثيرًا وقالت اه اه.
وفضلت ملخومة على المسرح وأول ما أنا طلعت روحت حضناها وبوستها. أنا شخص أسعد حينما أقدم على تلك الأفعال والخطوات والمبادرة تكون منى تسعدنى أكثر، وبادرت بعدها بالاتصال بها حتى لا تكون مجرد "لقطة على المسرح" وعملنا بعدها سويا فى عمل درامى.
■ بمناسبة العمل معها كان الزعيم عادل إمام ذكر فى لقاء تليفزيونى حينما عمل مع نادية الجندي أنها تخشى من الحسد وتستعمل البخور فى اللوكيشن هل لاحظتِ ذلك خلال العمل معها؟
- هى بتحب تقرأ قرآن قبل ما تنزل، وتحب البخور ورائحة البخور وبتحب الرائحة الحلوة، وكلنا بنبخر فهى لها طقوس خاصة، وكل له طقوسه الخاصة، وكلنا بنخاف من الحسد.
■ لقب نجمة مصر الأولى.. ما قصته معك؟
- المنتج إبراهيم شوقى أنتج أفلامى، لما كان يذهب له موزع لشراء فيلم نبيلة عبيد كان يعطيه ١٠ أفلام على فيلم نبيلة عبيد، فالسبب فى اللقب "أن فيلمى بيتباع عليه ١٠ أفلام" ولا عمرى سعيت عليه والأهم العمل يسعد الجميع.
■ وما رأيك فى الحراك الفني بالمملكة العربية السعودية؟
- جميل جدا، شيء من وراء العقل، نهضة كبيرة، وأقدم التهنئة لولى العهد الملك محمد بن سلمان، على كل تلك الإنجازات والمستشار تركى آل شيخ، وسعيدة جدا بالطفرة.
■ كثير من الفنانين يعانون من قلة العمل، فهل الفن يغدر بأصحابه؟
- لا الفن ليس له ذنب، ولكن على القائمين على الصناعة أن يستعينوا بأهل الفن الذين قلت أعمالهم، لأنهم أسعدونا كثيرًا وعملوا أعمالا عالقة فى أذهان الجمهور وأنا ضد التهميش لهم.
■ من ترشح نبيلة عبيد من الفنانات لتجسيد قصة حياتها فى عمل درامى؟
- مرفوض تمامًا، أولا أنا سأقدم قصة حياتى ومذكراتى بشكل حلقات وأنا من سأرويها، وأعد ذلك، ثانيًا حينما أشاهد أعمال تجسيد لشخصيات لا أسعد بها ولم تكن بشكل جيد.
■ وجهى كلمة للزعيم عادل إمام؟
- "وحشنا وهيفضل عايش بأعماله ومسلسلاته ومسرحياته الحلوة، بتمنى له الصحة والسعادة وطول العمر، وياريت يفكر يعملنا حاجة حلوة تانى، وأتمنى من كل قلبى أكون بطلة بالعمل اللى يرجع بيه تانى لينا.