أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه بينما تدخل الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية عامها الثاني اليوم الجمعة فإنه يجب على الإدارة الأمريكية، أن تدرك أن الوقت ليس في صالح أوكرانيا.
وأوضح المقال الذي كتبه الصحفي جوش روجين، أن الإدارة الأمريكية طالما قدمت وعودا لأوكرانيا بأنها سوف تستمر في تزويدها بكل ما يلزمها من مساعدات مهما كلفها الأمر حتي تتمكن من مواجهة القوات الروسية خلال الحرب التي تدور رحاها منذ عام والتي بدأت حين قامت روسيا بعملية عسكرية خاصة هناك.
ويردف الكاتب أن واشنطن تسعى من وراء تلك التعهدات أن تبعث برسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول تصميم الولايات المتحدة على مساندة كييف في مواجهة روسيا، إلا أن تلك الرسائل لا تعني الجانب الأوكراني الذي يعاني أشد المعاناة بسبب الحرب والذي طالما ناشد الدول الغربية الإسراع في تقديم المساعدات العسكرية اللازمة بدلا من ذلك التباطؤ في تنفيذ تلك التعهدات.
وأضاف الكاتب أنه قبل أيام قليلة من حلول الذكرى الأولي لحرب أوكرانيا، زار الرئيس الأمريكي جو بايدن، أوكرانيا معلنا خلالها أن دعم الدول الغربية لكييف لن يتوقف أو يتراجع بينما أعلنت نائبته كامالا هاريس في مؤتمر ميونخ للأمن التزام واشنطن المطلق بدعم أوكرانيا، مشيرة إلى أن الوقت ليس في صالح الرئيس بوتين، إلا أن الجانب الأوكراني - كما يشير الكاتب - له رأي آخر.
ويوضح المقال أن القيادة الأوكرانية تنتابها المخاوف من أن تؤدي السياسية الأمريكية الحذرة تجاه الصراع المسلح في أوكرانيا إلى إجهاض استراتيجية كييف والتي تهدف إلى تسريع وتيرة الحرب وتجنب فترة جمود طويلة في ساحة القتال وهو ما يستلزم إسراع الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بكل ما يلزمها من أسلحة وعتاد هي في أشد الحاجة لها.
ويشير الكاتب إلى أن حربا طويلة المدي في أوكرانيا تعني انتصار لبوتين وهزيمة للجانب الأوكراني، موضحا في نفس الوقت أن الرسائل التي يطلقها الرئيس الأمريكي تعني أن قادة الدول الغربية يستعدون نفسيا وسياسيا لحرب طويلة المدى في أوكرانيا وهو الأمر الذي يثير مخاوف الجانب الأوكراني حيث أدت الهجمات الروسية المكثفة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا إلى تكبيد الاقتصاد الأوكراني خسائر فادحة بالإضافة إلى الخسائر العسكرية التي يتكبدها الجيش الأوكراني جراء المواجهات الدامية مع القوات الروسية.
ويلفت الكاتب أن حجم تلك الخسائر الضخمة يعني أن أوكرانيا ستتجه نحو الاعتماد على الدول الغربية بشكل كبير في المستقبل وسوف تكون عملية إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب باهظة التكاليف.
ويشير الكاتب في هذا السياق إلى رأي أحد أعضاء البرلمان الأوكراني الذي يرى أنه حتى في حالة انتصار كييف في حرب طويلة المدى ستكون تكلفة ذلك الانتصار باهظة.
ويعرب الكاتب في ختام المقال عن اعتقاده أن السياسة الأمريكية التي تتسم بالحذر فيما يخص تزويد كييف بالأسلحة تهدف إلي دفع الجانب الأوكراني للسعي لإنهاء الحرب عن طريق المفاوضات مع روسيا إلا أن المسؤلين الأوكرانيين يرون أن تلك المفاوضات لن تنعقد إلا إذا مارست الدول الغربية المزيد من الضغوط على الرئيس بوتين.