في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة شعر سكان العديد من المحافظات المصرية، بهزة أرضية قوية، وعلى الرغم من أن مركز الزلزال كان على بعد أكثر من 150 كليلو متر من العامة إلا أن سكان القاهرة والجيزة شعروا بالهزة، فبحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية فإن الهزة الأرضية وقعت بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر على بعد 27 كيلو متر شمال السويس في مصر وعمق 10 كيلومتر.
الجديد في الهزة التي ضربت مصر هو أن مركزها كان داخل الأراضي المصرية، فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية تأثرت مصر بالعشرات من الزلازل التي ضربت جزر البحر المتوسط، إلا أن الزلازل التي وقعت داخل لا تتعدى الـ 5 زلازل.
ففي 27 ديسمبر 2022، سجلت محطات الشبكة القومية للزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، حدوث هزة أرضية بقوة 5 على مقياس ريختر على بعد 26 كيلومتر جنوب غرب الطور، دون تسجيل أى بلاغ بوقوع إصابات لكن قيام بعض المواطنين بسماع صوت وذلك نتيجة أن الهزة سطحية.
وأكد المعهد أن الزلزال الذي جاء بقوة 5 ريختر وهي أعلى درجات المتوسط، شعر به سكان الغردقة ومدن محافظة البحر الأحمر، والمحافظات الصعيدية المقابلة لها، مثل المنيا وأسيوط، مشيرا إلى أنه تم تسجيل 15 تابعا للزلزال، مشيرا إلى أن منطقة خليج السويس وخليج العقبة معروف أنها مناطق نشاط زلزال، وليس منطقة حزام زلزالي.
وبعد يومين وبالتحديد في 29 ديسمبر، سجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل هزة أرضية علي بعد 31 كيلومتر جنوب غرب الطور ، بقوة: 4.41 درجة علي مقياس ريختر.
ومر شهر تقريبا ليقع زلزال آخر في 25 يناير 2023، أعلن معهد البحوث الفلكية، تسجيل زلزال بقوة 6 درجات، في شرق البحر المتوسط بجزيرة رودس اليونانية، ويبعد 502 كيلومتر عن السواحل المصرية، وكان عمق مركز الزلزال 54 كيلو متر، وشعر به عدد من المواطنين في نطاق القاهرة الكبرى دون وقوع أي خسائر أو إصابات.
ولم تمر سوى أيام معدودة حتى تم تسجيل هزة أرضية على بعد 691 كيلومتر شمال رفح، ورصدت محطات الشبكة القومية يوم الاثنين 6 فبراير الجاري، زلزال بقوة 7.7 درجة على مقاس ريختر، ولم يسفر عن أى ضحايا أو مصابين.
وضرب زلزال مدمر بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر جنوبي تركيا وشمالي سوريا فجر الاثنين 6 فبراير الجاري، وأطلق على الحادثة تسمية "كارثة القرن"، فيما وصلت ارتدادات الزلزال إلى دول أخرى في المنطقة، وشعر بها سكان لبنان والعراق ومصر، فيما قدرت منظمة الصحة العالمية عدد المتضررين من الزلزال بنحو 23 مليون شخص.
زلزال مصر اليوم الجمعة
ولعل زلزال اليوم الجمعة، الذي وقع شمال السويس وأثر على العديد من محافظات مصر وكان بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر، أثار انتباه العديد من المواطنين الذين عبروا على مواقع التواصل الاجتماعي من مخاوفهم من تعرض مصر لزلزال مدمر على غرار الذي ضرب تركيا وسوريا مطلع الشهر الجاري، وخبق أكثر من 50 ألف قتيل، حيث أعلنت السلطات التركية ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في تركيا إلى 43 ألفا و556 قتيلا، فيما أعلنت الحكومة السورية أن حصيلة ضحايا الزلزال في سوريا بلغت 1414 قتيلا و2357 مصابًا، بحسب وكالة أنباء الأناضول.
مخاوف مصرية بعد تنبؤات الباحث الهولندي
وما يعزز مخاوف المصريين هي التوقعات التي أعلن عنها الباحث الهولندي المتخصص في علم الزلازل فرانك هوغيربيتس، الذي قال إن زلزال كبير سيحدث في لبنان أو مصر خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا لن يكون الأخير.
وأفاد "هوغيربيتس" بأن هناك الكثير من الهزات الأرضية ستحدث في الفترة المقبلة، لأن هناك تغير في توزيع الضغط في جميع أنحاء المنطقة خلال الأيام الأخيرة بعد زلزال تركيا، وقال، تسألني الناس هل سيحدث زلزال كبير في لبنان أو حتى مصر، وأنا أقول إنه في النهاية نعم؛ لأنه إذا نظرنا إلى تاريخ هذه البلدان فهي معرضة لنشاط زلزالي كبير ولكن لا يمكن الجزم بناء على النشاط الأخير إذا كان ذلك سيحدث الأسبوع المقبل أو في غضون 5 أو 10 سنوات فلا أحد يعرف حقا".
وكان هوغيربيتس نشر تغريدة على "تويتر" توقع خلالها زلزال تركيا بدقة قبل 3 أيام من وقوعه وذكر الدول التي ستتأثر بالزلزال، ففي 3 فبراير الحالي أي قبل 3 أيام، أن زلزالا سيحدث بقوة 7.5 درجة مئوية في منطقة (جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان).
البحوث الفلكية: مصر آمنة وبعيدة عن حزام الزلازل
قال الدكتور عمرو الشرقاوي، الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن مصر بعيدة عن أحزمة الزلازل، حيث إن النشاط الزلزالي في مصر متوسط، موضحا أنّ زلزال 1992 هو الأشهر نتيجة الدمار الذي خلّفه.
وأضاف الشرقاوي، في تصريحات تليفزيونية، أن بعض المناطق يحدث فيها زلازل ولكن لا نشعر بها لأن قوتها كبيرة لكنها لم تؤدِ إلى عدد من القتلى أو دمار، مثل زلزال خليج العقبة الذي كان أقوى من زلزال 1992 لكنه كان في منطقة ليست مأهولة بالسكان.
وتابع أستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن التنبؤ بحدوث زلزال أمر صعب، حيث يمكن توقع حدوث زلازل في بعض المناطق نتيجة للخبرة في طبيعتها الجيولوجية ولكن ليس مكان او موعد وقوة الزلزال الذي قد يحدث، ونتيجة لهذه المعلومات، يتم عمل ما يسمى بخرائط الشدة الزلزالية.
وتابع "هذه الخرائط تمكننا من تحديد الأماكن التي يجب أن نتجنبها أو تشييد المباني بطريقة خاصة في بعض المناطق، ومن ثم، فإننا نطور من كود البناء الزلزالي، ونتعاون مع إدارة الأزمات في مجلس الوزراء".
من جهته، شكك الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، في ادعاءات الباحث الهولندي عن وجود زلزال محتمل في مصر خلال الفترة المقبلة، قائلا: توقعاته غير مستنده لأسباب علمية، معلقًا: "كذب المنجمون لو صدقوا".
وأضاف "القاضي" أن الزلازل الكبيرة لها نوعان إما يكون مقدمات أو توابع كما يحدث في تركيا، وأنه طبقا للشواهد؛ فإنه لا يوجد مقدمات لزلزال على الأراضي المصرية خلال الفترة المقبلة، وطبقا للبيانات التي يتم رصدها لا يوجد شيء يشير إلى حدوث زلازل في مصر، ومصر آمنة من حزام الزلازل ولا يوجد أي مؤشرات خطورة".